العربي نيوز - عواصم:
تتسارع مؤشرات انفجار الخلافات المتصاعدة بين السعودية والامارات سياسيا واقتصاديا وحدوديا، مع تجدد صراع النفوذ في اليمن، وبخاصة حضرموت، ودفع الامارات بالانتقالي الجنوبي ومليشياته لاحكام السيطرة على محافظة حضرموت، واخراج قوات الجيش الوطني و"درع الوطن".
وأكد عسكريون وسياسيون، تصاعد نُذر ما وصفوه "معركة حسم استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".
مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
يتزامن هذا، مع اعلان "الانتقالي الجنوبي" عن انقلاب جديد له على الشرعية في حضرموت، برفض تواجد قوات الجيش ودرع الوطن في المحافظة، وسعيه إلى تعميد هذا الانقلاب بطابع شعبي عبر حشد اتباعه الى تظاهرات احتجاجية واعلان دعوته إلى عصيان مدني شامل الاربعاء (5 يونيو).
تفاصيل: الانتقالي يؤجج الشارع لحدث يعمد انقلابه (بيان)
ومساء الثلاثاء (4 يونيو) اعلنت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، في محافظة حضرموت، والمسماة "النخبة الحضرمية"، عن اسقاط مديرية جديدة في المحافظة عسكريا، وانشائها معسكرا جديدا لها، في مواجهة اي قوات تابعة للجيش الوطني او "درع الوطن".
تفاصيل: اعلان سقوط مديرية محررة جديدة ! (بيان)
بالتوازي، تتوالى منذ ليل الاحد (2 يونيو) بيانات اعلان سقوط محافظة حضرموت، واخضاعها لسيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي" الانقلابية المتمردة على الشرعية منذ انقلابها العسكري الاول في 19 اغسطس بدعم عسكري مباشر من الامارات، واسقاطها عدن وعدد من مدن جنوب البلاد.
تفاصيل: اعلان اسقاط محافظ محررة جديدة ! (بيان)
يأتي هذا بعدما أصدر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، البيان الاول لانقلاب عسكري متكامل جديد على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف به، بدأ تنفيذه عبر ما يسمى "قوات النخبة الحضرمية"، ضد قوات "درع الوطن" الرئاسية، معلنا رفض دخول الاخيرة الى ساحل حضرموت.
تفاصيل: الانتقالي يصدر البيان الاول لانقلابه الجديد (اعلان)
وأعلنت الهيئات التنفيذية لقيادة "المجلس الانتقالي الجنوبي" في مديريات محافظة حضرموت، الاحد (2 يونيو) رفضهما القاطع استقدام قوات درع الوطن" إلى ساحل حضرموت، رغم كونها قوات رئاسية، صدر بتأسيسها قرار جمهوري يلحقها برئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن.
تفاصيل: يحدث الان .. انقلاب عسكري بحضرموت (بيان)
اعتبر "الانتقالي" نشر قوات درع الوطن "خلق فوضى وفتن في مديريات ساحل وهضبة حضرموت". وأردف: "إننا نعلن رفضنا الكامل لوجود أي قوة غير قوات النخبة الحضرمية في ساحل وهضبة حضرموت، وإن خطوات ادخال اي قوات اخرى تعتبر مؤامرة لدخول حضرموت في دوامة الصراعات الداخلية".
مطالبا بـ "اصدار توجيهاتكم الحقيقية بعيدا عن ساحل حضرموت المستتب والآمن، بإخراج قوات المنطقة العسكرية الاولى واستبدالهم بقوة حضرمية خالصة تحت غرفة عمليات موحدة لضبط العمل الامني والعسكري في مكافحة الجرائم وملاحقة الخارجين عن النظام والقانون". ومن سماهم "الخلايا الارهابية".
شاهد .. البيان الانقلابي الاول للانتقالي في حضرموت
واتفقت البيانات الصادرة حتى الان عن الهيئات التنفيذية لقيادة "الانتقالي الجنوبي" بباقي مديريات محافظة حضرموت (المكلا وعمد ورخيه والسوم) في مضامينها مع بياني قيادة "الانتقالي" في مديريتي سيئون وشبام، رفضا لدخول وانتشار قوات "درع الوطن" الرئاسية في المحافظة، ومطالبة باخراج قوات الجيش الوطني.
شاهد .. انقلاب الانتقالي بمديريات حضرموت (بيانات)
https://x.com/stcwHadramout/status/1797323174062797249
https://x.com/stcwHadramout/status/1797334608905671077
https://x.com/stcwHadramout/status/1797331567460622776
سبق هذا الانقلاب الجديد، اعلان "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، رسميا، مطلع فبراير الماضي بدء المعركة في اقليم حضرموت لتحريره مما سماه "قوى الغزو والارهاب" وإنهاء ما وصفه "حالة الفوضى العارمة التي يشهدها وادي حضرموت والمهرة"، مطالبا بتسليم المحافظتين إلى مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية".
ورد هذا في خطاب القاه رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، لجموع من اتباع المجلس، حشدتهم قيادة "الانتقالي" في حضرموت الساحل (مدينة المكلا) تحت شعار "النخبة لكل حضرموت"، وللتعبير عن "رفض اي محاولة للمساس بالنخبة الحضرمية" في اشارة الى توجهات دمجها بقوات الجيش.
تفاصيل: الانتقالي يعلن بدء معركة حضرموت (فيديو)
يعتبر خطاب الزُبيدي، امتدادا لانقلاب، دشنه الثلاثاء (2 يناير)، على السعودية والشرعية، و"مجلس حضرموت الوطني"، معلنا التمرد على توجهات السعودية لانهاء الحرب في اليمن واحلال السلام عبر انجاز اتفاق "خارطة السلام في اليمن" المزمع توقيعه مع جماعة الحوثي ومجلس القيادة الرئاسي.
تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ انقلابا على السعودية والشرعية (فيديو)
وجاء تصعيد "المجلس الانتقالي" بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
برز صراع النفوذ بين السعودية والامارات في اليمن، بصورة علنية، مع دفع الامارات بـ "الانتقالي الجنوبي" الى نشر مليشياته في حضرموت، في العام 2021م بزعم استكمال تحرير الجنوب وتطهير المحافظات الشرقية من قوى الارهاب والتطرف، ومطالبتها باخراج قوات الجيش الوطني من حضرموت والمهرة.
وردت السعودية بتبنيها تمويل انشاء ما سمته بداية قوات "اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، ثم قوات "درع الوطن" من السلفيين الجنوبيين لكبح تمرد مليشيا "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وردع إصرار ابوظبي على بسط نفوذها على المحافظات اليمنية الشرقية.
بدأت المملكة منذ بداية العام 2022م بتمويل معسكرات تجنيد قوات "درع الوطن"، واحلالها في محافظات (شبوة، المهرة، حضرموت) ضدا لمساعي الامارات تمكين مليشيات "الانتقالي" من السيطرة عليها، ما تعتبره السعودية "مساسا بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية".
تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)
بالتوازي، استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام "الانتقالي الجنوبي" ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وحاصرت "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
في المقابل، تبنت الامارات، علنيا ولأول مرة، دعم اخضاع "المجلس الانتقالي" التابع لها، محافظة حضرموت لسيطرته بالقوة، وشنت تحريضا مباشرا ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ومجلس حضرموت الوطني، بكيل اتهامات خطيرة لكليهما، ابرزها التآمر مع السعودية على "الانتقالي".
تفاصيل: الامارات تتبنى اخضاع الانتقالي حضرموت (وثيقة)
وعزز هذا الموقف الاماراتي ظهور علم الامارات في تظاهرات "المجلس الانتقالي" التي دعا اليها اتباعه وحشد لها طوال ثلاثة ايام في ست من مديريات حضرموت، ردا على رفض حضرموت مساعيه لضمها الى سيطرته وهيمنة مليشياته، واعلانها تشكيل مجلسها الوطني، ممثلا سياسيا وحيدا لها، ومسؤولا عن ادارة شؤونها.
تفاصيل: رفع علم غريب بتظاهرات الانتقالي بحضرموت
ترافق هذا مع تصاعد متسارع لحدة ازمة سعودية إماراتية، سياسية وإعلامية، إثر نشوب نزاع حدودي على منطقة ذات سيادة مشتركة بين البلدين، على نحو يتوقع مراقبون أن يفجر مواجهة عسكرين بين الجانبين، تتجاوز حدودهما المشتركة إلى الاراضي اليمنية لحسم صراع النفوذ الدائر بينهما في اليمن.
تفاصيل: ازمة سعودية اماراتية تهرول باتجاه الحرب ! (وثيقة)
ووسعت الامارات هوة الخلافات بينها والسعودية، بموقفها المناهض سعي المملكة الى السلام مع جماعة الحوثي عبر وساطة عُمانية، وعرقلتها نتائج المفاوضات بينها والجماعة ومجلس القيادة الرئاسي، واعاقة توقيع ما سمته المملكة في ابريل 2022م "خارطة السلام الشامل في اليمن".
عمَّدت الامارات الى الدفع بذراعها السياسي والعسكري في جنوب اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) إلى رفض الخارطة المعلن عنها نهاية ديسمبر الفائت، رفضا للتسوية المطروحة للقضية الجنوبية، وما يترتب عليها من فقدان ابوظبي مكاسبها العسكرية والاقتصادية المتحققة لها طوال سنوات الحرب في جنوب البلاد.
تفاصيل: الامارات تعارض وساطة عُمان والسعودية ترد
وكشفت تسريبات دولية، سياسية وعسكرية، منتصف سبتمبر الماضي، عن تطورات متسارعة تسير باتجاه اندلاع حرب جديدة في اليمن، قالت أنها ستكون "جولة عنيفة ودامية" بين مختلف الفصائل المسلحة، جراء تصاعد واحتدام الصراع بين السعودية والامارات، على بسط النفوذ في اليمن.
تفاصيل: تسريبات دولية لحرب دامية وشيكة باليمن (وثيقة)
يشار إلى أن الازمة السعودية الاماراتية، طفت على السطح رسميا، بتغيب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عن حضور قمة مصغرة دعت اليها الامارات في ابوظبي، ثم في انفراد السعودية بقرار اتفاق مصالحة ايران، ثم بقرار انهاء الحرب في اليمن والسعي للمصالحة بين قوى مجلس القيادة الرئاسي ولمصالحة جماعة الحوثي وارسال وفد إلى صنعاء، لتوقيع اتفاق سلام شامل.