العربي نيوز - ابوظبي:
تبنت الامارات، علنيا ولأول مرة، دعم اخضاع "المجلس الانتقالي" التابع لها، محافظة حضرموت لسيطرته بالقوة، وشنت تحريضا مباشرا ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ومجلس حضرموت الوطني، بكيل اتهامات خطيرة لكليهما، ابرزها التآمر مع السعودية على "الانتقالي".
جاء هذا في تقرير نشرته صحيفة "العرب" الاماراتية الصادرة من العاصمة البريطانية لندن، في عددها الصادر يوم الجمعة، كال اتهامات لكل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ومكونات حضرموت ومجلسها الوطني، المعلن بختام مشاورات مكونات حضرموت بالرياض.
وأبرزت الصحيفة تصريح رئيس الهيئة السياسية للانتقالي ناصر الخبجي وزعمه إن "الهدف من إنشاء مجلس حضرموت التابع لحزب الإصلاح هو تسليمه الإدارة الذاتية التي أعلن عنها رشاد العليمي"، و"إقصاء اللواء الركن فرج البحسني وإفشال مطالبه بإخراج القوات الشمالية من حضرموت".
مضيفة إن الهدف من اشهار مجلس حضرموت برعاية السعودية ومباركة الرئيس رشاد العيمي "نقل الفوضى إلى الساحل". في اشارة إلى حضرموت الساحل وحاضرتها المكلا، التي زارها الرئيس العليمي ومسؤولين حكوميين وامضى فيها اجازة عيد الاضحى ووضع احجار اساس مشاريع.
وتحدثت الصحيفة الاماراتية بلسان القيادي بالانتقالي ناصر الخبجي عن أن "مؤامرة المجلس الحضرمي تستهدف تفكيك قوات النخبة الحضرمية. والقوات الشمالية التي دخلت القصر الرئاسي بالمكلا هدفها إقصاء النخبة والحضارم وإحلال شماليين أعادة تكريس لنهج الإحتلال في 7 يوليو 1994".
معتبرة في تقريرها، أن "ما يسمى بالمجلس الوطني الحضرمي إنما هو جسر عبور إلى باب اليمن وضم حضرموت للحوثي، وأن خروج أبناء حضرموت اليوم (الجمعة) أشبه باستفتاء شعبي لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي". وهو الاستفتاء الذي جاءت نتائجه الجمعة صادمة للانتقالي والامارات.
شاهد .. تحريض اماراتي ضد العليمي ومجلس حضرموت
وعزز هذا الموقف الاماراتي ظهور علم الامارات في تظاهرات "المجلس الانتقالي" التي دعا اليها اتباعه وحشد لها طوال ثلاثة ايام، ردا على رفض حضرموت مساعيه لضمها الى سيطرته وهيمنة مليشياته، واعلانها تشكيل مجلسها الوطني، ممثلا سياسيا وحيدا لها، ومسؤولا عن ادارة شؤونها.
تفاصيل: رفع علم غريب بتظاهرات الانتقالي بحضرموت
ومُني "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، بانتكاسة كبرى لم يتوقعها، صادمة لجميع قياداته وقاصمة لثقله في الساحة، تمنى سياسيوه وناشطوه لو لم يستعجل المجلس وقوعها ولم توثقها كاميرات التصوير علنا، امام المجتمع المحلي والمجتمعين الاقليمي والدولي في آن معا.
تحولت تظاهرات اتباع "المجلس الانتقالي" في ست من مديريات حضرموت، التي دعا إليها المجلس وحشد لها على مدى ثلاثة ايام، وخصص لها موازنة مالية تجاوزت 200 مليون ريال؛ إلى نتيجة مخزية لثقل "المجلس الانتقالي" وشعبيته، التي سعى إلى استعراضها.
أكدت هذا جميع الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو، التي اجتهد مصورو "المجلس الانتقالي" المحترفون في التقاطها لتظاهرات اتباع المجلس تحت مسمى "يوم الارض 7/7" وشعار "رفض الاحتلال اليمني وعودته الى الجنوب وتحرير حضرموت من قواته". حد زعمه.
ورغم محاولات مصوري "الانتقالي" التفنن في التقاط صور التظاهرات ومحاولة تضخيم حجمها، إلا أن جميع الصور اتفقت في كشف تضاؤل اعداد المشاركين إلى ما دون الآلاف، وانحسار زخم التفاعل شعبيا مع شعارات "المجلس الانتقالي" التي يرتكز الاخير عليها.
أظهرت مشاهد توثيق التظاهرات، حسب مراقبين "موقفا عاما لأبناء حضرموت، يرفض مساعي المجلس الانتقالي لضم حضرموت لسيطرة مليشياته ووصايته، وينحاز لمجلس حضرموت الوطني" المعلن مؤخرا عن تشكيل هيئته التأسيسية ليكون الممثل السياسي الوحيد لحضرموت.
مشيرين إلى أن "المجلس الانتقالي بهذا الحضور الهزيل لاتباعه في التظاهرات" التي حشد لها في كل من مدن المكلا وغيل باوزير والشحر وسيئون وتريم والقطن "عَمَّد شرعية مجلس حضرموت الوطني، من حيث اراد نفيها واسقاطها، والظهور ممثلا وحيدا للمحافظات الجنوبية وفي مقدمها حضرموت".
وبدأ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، منذ الاثنين، تحشيدا واسعا، هو الاكبر، لاتباعه ومليشياته من عدن والضالع وابين ولحج وشبوة إلى محافظة حضرموت، على متن شاحنات نقل، مع تأمين سكن جماعي لهم في خيام وكونتيرات، وتخصيص مبالغ طائلة تجاوزت 200 مليون ريال لمصروفات تغذيتهم وقاتهم".
تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ اكبر تحشيد لهذه المغامرة الجديدة
جاء تصعيد "المجلس الانتقالي" بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.