العربي نيوز - لندن:
استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في جنوب اليمن، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
كشف عن هذا الاعلامي والسياسي اليمني، خالد سلمان، رئيس تحرير صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني، سابقا، في تدوينة نشرها على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" بشأن دلالات وابعاد اشهار "مجلس حضرموت الوطني".
وقال السياسي الاشتراكي خالد سلمان: "أخطر ما في تكوين الكيانات الجنوبية الموازية، أن السعودية هي مظلة التشكيل والدعم، وهي من ضغطت ومولت ورفعت في وجه المكون الحضرمي، ولمدة شهر من الإجتماعات المتواصلة، شعار ممنوع الفشل".
مضيفا في الاقرار بانعكاسات هامة : "حتى الآن الإنتقالي لم يبدِ موقفاً صريحاً تجاه هذا التشكيل، أما لضغط إقليمي، أو لإعطاء نفسه الوقت الكافي لتدارس ما خرج به اللقاء، وفي الحالتين نحن أمام معادلة جديدة لإعادة طرح موضوع التمثيل الجنوبي".
وتابع: "السعودية تمضي بخُطى متزامنة: المزيد من الإنفتاح على الحوثي وإعتباره بوابة ضمان أمنها الداخلي. ومحاولة إضعاف الإنتقالي لترتيب الملف الجنوبي عبر تشكيلات مسلحة كقوات درع الوطن، أو بتكوين المجالس الوطنية التفتيتية للقضية الجنوبية".
مردفا: "والهدف واحد : تليين مواقف الإنتقالي وإعادة صياغة مشروعه السياسي، وفق قاعدة الحل كمظلومية يتم تسويتها بتعويضات، وهي مظلومية تتشابه فيها كل مناطق اليمن ، وعدم الإقرار بالمطالب السياسية للجنوب كفك الإرتباط وإستعادة الدولة".
تشكيل المجالس الوطنية برعاية إقليمية، وتمددها نحو مناطق الثروات، لا تقل خطورة بالنسبة للإنتقالي عن مدفعية الحوثي والإخوان الثقيلة، وبالتالي مهما تم عقلنة موقفك فهي حين تضرب في الصميم برنامجك التحرري" الذي اجتذب به اتباعا وانصارا.
واختتم الاعلامي والسياسي اليمني، المقيم في لندن، منذ طلبه اللجوء فيها اثناء مرافقته الرئيس الاسبق علي عفاش، مُقرا في حديثه للمجلس الانتقالي، بقوله: "فأنت أمام الأسوأين: أما الإنتحار السياسي بصمت، أو الحرب بعناوين بينية جنوبية جنوبية.
شاهد .. الكشف عن محاصرة السعودية للانتقالي باتجاهين
ووجهت المملكة العربية السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات المكونات السياسية والقبلية لمحافظة حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.