الاثنين 2024/11/25 الساعة 11:47 ص

معركة الحسم الكبرى تبدأ من هذه المحافظة

العربي نيوز - حضرموت:

كشف عسكريون وسياسيون، عن ما سموه "معركة كبرى وشيكة"، قالوا إنها "ستكون حاسمة لحرب استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".

مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".

وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".

يتزامن هذا، مع اعلان "الانتقالي الجنوبي" عن انقلاب جديد له على الشرعية في حضرموت، برفض تواجد قوات الجيش ودرع الوطن في المحافظة، وسعيه إلى تعميد هذا الانقلاب بطابع شعبي عبر حشد اتباعه الى تظاهرات احتجاجية واعلان دعوته إلى عصيان مدني شامل الاربعاء (5 يونيو).

تفاصيل: الانتقالي يؤجج الشارع لحدث يعمد انقلابه (بيان)

ومساء الثلاثاء (4 يونيو) اعلنت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، في محافظة حضرموت، والمسماة "النخبة الحضرمية"، عن اسقاط مديرية جديدة في المحافظة عسكريا، وانشائها معسكرا جديدا لها، في مواجهة اي قوات تابعة للجيش الوطني او "درع الوطن".

تفاصيل: اعلان سقوط مديرية محررة جديدة ! (بيان)

بالتوازي، تتوالى منذ ليل الاحد (2 يونيو) بيانات اعلان سقوط محافظة حضرموت، واخضاعها لسيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي" الانقلابية المتمردة على الشرعية منذ انقلابها العسكري الاول في 19 اغسطس بدعم عسكري مباشر من الامارات، واسقاطها عدن وعدد من مدن جنوب البلاد.

تفاصيل: اعلان اسقاط محافظ محررة جديدة ! (بيان)

يأتي هذا بعدما أصدر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، البيان الاول لانقلاب عسكري متكامل جديد على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف به، بدأ تنفيذه عبر ما يسمى "قوات النخبة الحضرمية"، ضد قوات "درع الوطن" الرئاسية، معلنا رفض دخول الاخيرة الى ساحل حضرموت.

تفاصيل: الانتقالي يصدر البيان الاول لانقلابه الجديد (اعلان)

وأعلنت الهيئات التنفيذية لقيادة "المجلس الانتقالي الجنوبي" في مديريات محافظة حضرموت، الاحد (2 يونيو) رفضهما القاطع استقدام قوات درع الوطن" إلى ساحل حضرموت، رغم كونها قوات رئاسية، صدر بتأسيسها قرار جمهوري يلحقها برئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن.

تفاصيل: يحدث الان .. انقلاب عسكري بحضرموت (بيان)

اعتبر "الانتقالي" نشر قوات درع الوطن "خلق فوضى وفتن في مديريات ساحل وهضبة حضرموت". وأردف: "إننا نعلن رفضنا الكامل لوجود أي قوة غير قوات النخبة الحضرمية في ساحل وهضبة حضرموت، وإن خطوات ادخال اي قوات اخرى تعتبر مؤامرة لدخول حضرموت في دوامة الصراعات الداخلية".

مطالبا بـ "اصدار توجيهاتكم الحقيقية بعيدا عن ساحل حضرموت المستتب والآمن، بإخراج قوات المنطقة العسكرية الاولى واستبدالهم بقوة حضرمية خالصة تحت غرفة عمليات موحدة لضبط العمل الامني والعسكري في مكافحة الجرائم وملاحقة الخارجين عن النظام والقانون". ومن سماهم "الخلايا الارهابية".

شاهد .. البيان الانقلابي الاول للانتقالي في حضرموت 

واتفقت البيانات الصادرة حتى الان عن الهيئات التنفيذية لقيادة "الانتقالي الجنوبي" بباقي مديريات محافظة حضرموت (المكلا وعمد ورخيه والسوم) في مضامينها مع بياني قيادة "الانتقالي" في مديريتي سيئون وشبام، رفضا لدخول وانتشار قوات "درع الوطن" الرئاسية في المحافظة، ومطالبة باخراج قوات الجيش الوطني.

شاهد .. انقلاب الانتقالي بمديريات حضرموت (بيانات)

https://x.com/stcwHadramout/status/1797323174062797249

https://x.com/stcwHadramout/status/1797334608905671077

https://x.com/stcwHadramout/status/1797331567460622776

سبق هذا الانقلاب الجديد، اعلان "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، رسميا، مطلع فبراير الماضي بدء المعركة في اقليم حضرموت لتحريره مما سماه "قوى الغزو والارهاب" وإنهاء ما وصفه "حالة الفوضى العارمة التي يشهدها وادي حضرموت والمهرة"، مطالبا بتسليم المحافظتين إلى مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية".

ورد هذا في خطاب القاه رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، لجموع من اتباع المجلس، حشدتهم قيادة "الانتقالي" في حضرموت الساحل (مدينة المكلا) تحت شعار "النخبة لكل حضرموت"، وللتعبير عن "رفض اي محاولة للمساس بالنخبة الحضرمية" في اشارة الى توجهات دمجها بقوات الجيش.

تفاصيل: الانتقالي يعلن بدء معركة حضرموت (فيديو)

وجاء خطاب الزُبيدي، امتدادا لانقلاب، دشنه الثلاثاء (2 يناير)، على السعودية والشرعية، و"مجلس حضرموت الوطني"، معلنا التمرد على توجهات السعودية لانهاء الحرب في اليمن واحلال السلام عبر انجاز اتفاق "خارطة السلام في اليمن" المزمع توقيعه مع جماعة الحوثي ومجلس القيادة الرئاسي.

تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ انقلابا على السعودية والشرعية (فيديو)

برز صراع النفوذ بين السعودية والامارات في اليمن، بصورة علنية، مع تبني الرياض تمويل انشاء قوات "درع الوطن" من السلفيين الجنوبيين لكبح تمرد مليشيا "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وردع إصرار ابوظبي على بسط نفوذها على المحافظات اليمنية الشرقية.

وبدأت المملكة منذ بداية العام 2022م تمويل معسكرات تجنيد قوات سمتها بداية "اليمن السعيد" ثم "درع الوطن"، واحلالها بمحافظات (شبوة، المهرة، حضرموت) ضدا لمساعي الامارات تمكين مليشيات "الانتقالي" من السيطرة عليها، ما تعتبره السعودية "مساسا بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية".

تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)

في المقابل، تبنت الامارات، علنيا ولأول مرة، دعم اخضاع "المجلس الانتقالي" التابع لها، محافظة حضرموت لسيطرته بالقوة، وشنت تحريضا مباشرا ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ومجلس حضرموت الوطني، بكيل اتهامات خطيرة لكليهما، ابرزها التآمر مع السعودية على "الانتقالي".

تفاصيل: الامارات تتبنى اخضاع الانتقالي حضرموت (وثيقة)

وعزز هذا الموقف الاماراتي ظهور علم الامارات في تظاهرات "المجلس الانتقالي" التي دعا اليها اتباعه وحشد لها طوال ثلاثة ايام في ست من مديريات حضرموت، ردا على رفض حضرموت مساعيه لضمها الى سيطرته وهيمنة مليشياته، واعلانها تشكيل مجلسها الوطني، ممثلا سياسيا وحيدا لها، ومسؤولا عن ادارة شؤونها.

تفاصيل: رفع علم غريب بتظاهرات الانتقالي بحضرموت

لكن "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مُني بانتكاسة كبرى لم يتوقعها، وأظهرت تظاهرات اتباعه في ست من مديريات حضرموت، نتائج صادمة لجميع قياداته وقاصمة لثقله في الساحة، تمنى سياسيوه وناشطوه لو لم يستعجل المجلس وقوعها ولم توثقها كاميرات التصوير علنا، امام المجتمع المحلي والمجتمعين الاقليمي والدولي في آن معا.

تفاصيل: "الانتقالي" يمنى بانتكاسة كبرى تنهي مستقبله (وثائق)

ونفذ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، منتصف يوليو 2023م، تحشيدا واسعا، هو الاكبر، لاتباعه ومليشياته من عدن والضالع وابين ولحج وشبوة إلى محافظة حضرموت، على متن شاحنات وباصات نقل، مع تأمين سكن جماعي لهم في خيام وكونتيرات، وتخصيص مبالغ طائلة تجاوزت 200 مليون ريال لمصروفات تغذيتهم وقاتهم".

تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ اكبر تحشيد لهذه المغامرة الجديدة

جاء تصعيد "المجلس الانتقالي" بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

يسعى "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

ومولت الامارات في 2017م عيدروس الزُبيدي وإنشاء "المجلس الانتقالي" وتجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يصر "المجلس الانتقالي" على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة والممولة من الامارات على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي.

وتسبب استمرار تمرد "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي"  وتمويل تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.