السبت 2024/04/27 الساعة 04:42 ص

العربي نيوز - حضرموت:

أقر "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في ختام اجتماع الدورة السادسة لجمعيته العمومية، المنعقدة في مدينة المكلا بحضرموت، قرارات تصعيدية على طريق فرض انفصال جنوب البلاد، بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات، بينها قرار بالبدء في طرد المواطنين والعسكريين القادمين لجنوب البلاد، من المحافظات الشمالية.

وأعلنت قناة "عدن المستقلة" الانفصالية الناطقة باسم "الانتقالي" والممولة من الامارات، البيان الختامي لمخرجات الدورة السادسة لعمومية "المجلس الانتقالي"، وأنها أقرت: "ضبط التغيير الديمغرافي وحصر النازحين والعمل مع المنظمات الدولية على معالجة حالات النزوح" في اعلان ضمني للبدء بطرد الشماليين.

مضيفة أن مقررات عمومية "الانتقالي" تضمنت في هذا السياق الديمغرافي (السكاني): "طمأنة الكل في الداخل والخارج والعودة إلى وطنهم الجنوبي بكل اعتزاز وترحيب"، و"تحفيز رأس المال الجنوبي وتمكينه في المجالات الاقتصادية المختلفة"، و"استكمال مشروع الحوار الوطني مع بقية المكونات والشخصيات الجنوبية".

وتابعت قناة "الانتقالي"، سرد مقررات تصعيدية لفرض انفصال جنوب اليمن، ابرزها: "تمكين شعب الجنوب من إدارة شؤونه وضبط العلاقات مع شركاء العملية السياسية"، و"استكمال السيطرة العسكرية والأمنية على كافة الأراضي الجنوبية وإخراج بقايا القوات اليمنية والإسراع في هيكلة القوات العسكرية والأمنية الجنوبية".

مُعلنة الانقلاب "اتفاق الرياض" وقرار مجلس القيادة الرئاسي بتشكيل اللجنة الامنية والعسكرية المشتركة لدمج التشكيلات المسلحة بقوام قوات الامن والجيش الحكومية: "استيعاب العسكريين المبعدين قسرا والمقاومة الجنوبية ودمجهم مع القوات الجديدة والعمل مع قيادة الدفاع والداخلية في إعادة فتح الكليات العسكرية والشرطية والطيران".

شاهد .. عمومية "المجلس الانتقالي" تعلن قرارات انفصالية 

ونوهت القناة إلى أن مخرجات دورة عمومية "المجلس الانتقالي"، تضمنت "تأييد مخرجات الحوار الوطني الجنوبي الصادرة عن اللقاء التشاوري في عدن"، و"إقرار كلمتي الرئيس الزُّبيدي ورئيس الجمعية وثيقتين أساسيتين" والتي اعلنت اقرار "وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية"، والنظام السياسي للدولة، وخيارات اسمها الدولي، وغير ذلك.

في المقابل، اعلنت قناة "عدن" الانفصالية، بين مخرجات الجمعية العمومية لـ "المجلس الانتقالي" بختام دورتها قرارات بشأن العلاقة مع شمال اليمن ودول المنطقة، بينها: "احترام خيارات أشقائنا اليمنيين طالما هم يحترموا خياراتنا" و"الاستعداد التام لدعم مساعي إحلال السلام في المنطقة وحل قضية شعب الجنوب وفق إطار خاص".

القناة، أشارت إلى أن البيان الختامي لدورة اجتماعات عمومية "الانتقالي"، تضمنت "التعبير عن شكرنا وتقديرنا للتحالف ومجلس التعاون الخليجي على ما يقدمانه من دعم لشعبنا" دون الاشارة إلى السعودية، و خص الامارات بتقدير خاص، قائلا: "نتقدم بالشكر الجزيل لدولة الإمارات حكومةً وشعباً على دعمها السخي لشعبنا".

شاهد .. ابرز قرارات "الانتقالي" الانفصالية ضد الشمال

وبت عاهل المملكة سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء السعودي، الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في شأن وحدة اليمن، وردا على استفزازات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، للمملكة وتصعيد مليشياته تحركاتها للسيطرة على حضرموت وفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندتها.

تفاصيل: الملك سلمان وولي عهده يبتان بمصير "الانتقالي"

ويأتي موقف العاهل السعودي وولي عهده، ردا على استفزاز رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، المملكة العربية السعودية، بإعلان جديد، تضمن تحديا صريحا ومباشر للمملكة، وتهديدا بالدخول في حرب معها، في حال تصدت لتوجهات "المجلس" وحاولت منع فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة للامارات.

تفاصيل: الزُبيدي يتحدى الرياض ويستفزها بهذا الاعلان (فيديو)

كما يتزامن مع إصدار الولايات المتحدة الامريكية، وجمهورية روسيا الاتحادية، وجمهورية فرنسا، بالتزامن، اعلانات هامة بشأن اليمن تضمنت موقفها بشأن وحدة اليمن، وردا على تصعيد "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، خطاب وتحركات سعيه إلى فرض انفصال جنوب اليمن، وخطاب رئيسه عيدروس الزبيدي، المتمسك بخطاب الانفصال.

تفاصيل: اعلان امريكي روسي فرنسي هام بشأن اليمن 

وأعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عن قرارات واجراءات حاسمة، لإبطال ذرائع المطالبة بانفصال جنوب اليمن، وانهاء ملف "آثار ومظالم حرب 1994م"، مؤكدا الالتزام بالقسم الدستوري وحق الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، ورفض المزايدة على "القضية الجنوبية" او محاولة المتجارة بها من أي طرف.

تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن اجراءات حاسمة ضد الانفصال

يأتي هذا الاعلان والالتزام الرئاسي، ردا على تصعيد "المجلس الانتقالي" لمساعي فرض انفصال جنوب اليمن، واعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها اللقاء، "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني"، و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية".

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

يتزامن هذا، مع اتخاذ السعودية، قرارا عاجلا وحازما، حيال التصعيد الاخير من "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في محافظة حضرموت، ونشره مليشياته ومدرعاته الاماراتية في المكلا وتحريك ارتال منها صوب سيئون، وبدأت فعاليا اول تحرك لمواجهته حماية لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في حضرموت المحاذية لحدود المملكة.

تفاصيل: قرار سعودي عاجل وحازم يرعب "الانتقالي"

وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية وامنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، بدأت تنفيذه باشراف ضابط المخابرات الاماراتية في اليمن، مليشيات "الانتقالي" التي انتشرت بكثافة في حضرموت تحديا لتأكيدات السعودية اعتبارها منطقة نفوذ لها.

تفاصيل: بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)

سبق هذه التحركات الاماراتية، اطلاق السعودية، اعلانا رسميا بشأن حضرموت، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، بعث فيه رسالة مباشرة للامارات استهلها بقوله: "إن حضرموت منا وفينا"، وأثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني، لتصريحه بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية فيها.

تفاصيل: اعلان سعودي مفاجئ بشأن حضرموت (فيديو)

وجاء هذا الاعلان السعودي، بعدما احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.

تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.

تفاصيل:  إنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

بالمقابل، كشف مراقبون سياسيون وعسكريون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية بين السعودية وسلطنة عمان والامارات وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع الامارات "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي"..

تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.