العربي نيوز - حضرموت:
أزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، في محافظة حضرموت الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية، بدأ تنفيذه اليوم عبر سيناريو ما سموه "مسرحية للانتقالي"، كاشفين عن ترتيبات وتحركات واسعة بدأتها مليشيات "الانتقالي" لضم حضرموت إلى دائرة سيطرة مليشياته وسلطاتها، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب البلاد، بدعم اماراتي مباشر، متحديا السعودية وموقفها.
وفقا لمصادر في السلطة المحلية لمحافظة حضرموت، فإن مليشيات "المجلس الانتقالي" بدأت تحضيرات واسعة وتحركات كثيفة لترتيب زيارة رئيسه عيدروس الزُبيدي تحت غطاء عقد الجمعية العمومية للانتقالي اجتماعات دورتها السادسة، في المكلا، رغم اعلان جميع المكونات السياسية الحضرمية رفضها الزيارة والاجتماع، ومساعي "الانتقالي" لفرض هيمنته على حضرموت.
موضحة أن الزيارة والاجتماع لقيادات "المجلس الانتقالي" في مدينة المكلا، الاحد المقبل "يشرف عليها مسؤول المخابرات الاماراتية في اليمن ابو خليفة، وتسعى إلى فرض الانتقالي امرا واقعا في حضرموت، وافتتاح مشاريع تنموية بدعم من الامارات مشروع كهرباء يتم العمل عليه". بينما تكتوي عدن بقيض الصيف اللاهب نتيجة تسبب فساد الانتقالي بانقطاع الكهرباء.
وذكرت المصادر المتطابقة، أن "المجلس الانتقالي، بدأ في طباعة شعاراته ونشر رايات علم التشطير الانفصالي الذي يرفعه (لما كان يعرف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وصورا عملاقة لعيدروس الزبيدي، في شوارع مدينة المكلا، وبنفقات مالية طائلة تفوق نفقات أكبر المشاريع التي يعتزم وضع احجار اساس لها وتلك التي يزعم تدشينها على هامش اجتماع قياداته".
منوهة إلى أن "الانتقالي شرع في توزيع اموال ضخمة لحشد اتباعه واستقطاب موالين له، كما ينوي تنظيم مباراة كرة قدم تجمع فريقين من عدن وحضرموت لاستغلال حشود المباراة وتغطية الملعب بشعاراته وصور الزُبيدي ورايات علمه، لاظهار حاضنة شعبية مزيفة ووهمية للانتقالي في حضرموت والرد على التفاعل الشعبي مع دوري كرة القدم بحضرموت وحضور اعلام اليمن فيه".
ولفتت المصادر المحلية المتطابقة في محافظة حضرموت إلى أن "المجلس الانتقالي يسعى الى اخضاع حضرموت لسيطرته وقمع المكونات السياسية الحضرمية التي سبق ان اعلنت رفضها هيمنته ومساعيه لضم والحاق حضرموت ومقاطعتها لحواره الشكلي مع نفسه في عدن، وشددت على تمسكها باستقلالية ادارة شؤونها وثرواتها وخيار استقلالها باقليم كامل الصلاحيات".
أكد هذا الناشط السياسي الجنوبي، ورئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، قال فيها: "بترتيب إماراتي يشرف عليه الضابط "أبو خليفة سعيد النيادي"، يرمي الانتقالي بثقله في حضرموت، في خطة تستهدف المحافظة للسيطرة عليها من خلال عدة خطوات تبدأ بشكل واضح يوم الغد (الخميس)".
مضيفا: "ستقوم الإمارات بالضخ السخي لإبراز أداتهم الزُبيدي وافتتاح عدة مشاريع وهمية في حضرموت". وأردف: "تمضي الإمارات ومن ورائها السعودية في مشروع التقسيم، بينما تقوم الأحزاب اليمنية بدور المشرعن والجندي المدفوع الأجر المقاتل تحت راية التحالف". مؤكدا في تغريدة اخرى إن "مئات المقاتلين من الضالع وعربات إماراتية تدخل المكلا قبل قليل".
شاهد .. بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)
https://twitter.com/Adelalhasanii/status/1658883833033379840
من جانبها، استبقت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، تصعيدا جديدا من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، يعتزم تنفيذه في مسعاه لتفجير الوضع وفرض انفصال جنوب اليمن، بدعم اماراتي مباشر، وتحديا للسعودية وتوجهاتها الداعمة لاستعادة الدولة وبسط سلطاتها في جنوب البلاد.
تفاصيل: الحكومة تستبق تصعيدا خطيرا لـ "الانتقالي" بهذا الاجراء
يأتي هذا التصعيد من جانب "المجلس الانتقالي" عقب اعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" وعقده في عدن "توحيد الصفوف والمكونات الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي ودمج الحراك الثوري الجنوبي والحراك الجنوبي بقوامه" وما سماه "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني" و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب وصفه.
تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)
ورفضت مرجعية قبائل حضرموت وحلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع والهبة الحضرمية، وغيرها من المكونات والشخصيات في محافظة حضرموت، تفويض "المجلس الانتقالي" كممثل للجنوب، وأعلنت مقاطعتها لقاءه التشاوري، رفضا لما سمته "اتباع حضرموت بنهج الضم والالحاق، وهيمنة المجلس الانتقالي وفرض وصايته على حضرموت والجنوب بقوة السلاح والمليشيا".
تفاصيل: هبة حضرمية عنيفة تلفح "الانتقالي" وتربكه (بيان)
يُعد تصعيد "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبلها كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية في عدن وجنوب البلاد.
وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "المجلس الانتقالي" ونشر مليشياته في محافظة حضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لتبني تمويل مشاريع خدمية في حضرموت عبارة عن احجار اساس لمشاريع وهمية.
يأتي هذا عقب تصاعد الخلافات وصراع النفوذ في اليمن بين السعودية والامارات، وسعي الاخيرة لبسط نفوذها على المحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في هذه المحافظات الواقعة على حدود مشتركة مع السعودية، ما دفعها إلى تبني انشاء قوات جنوبية موازية لمليشيا "الانتقالي" باسم "قوات درع الوطن".
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى إلى ضمان السيطرة على ثروات المحافظات الشرقية لليمن النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها.