الجمعة 2024/03/29 الساعة 12:12 م

الاصلاح يعلن رسميا مصير الوحدة وهذا البديل

العربي نيوز - الرياض:

أعلن التجمع اليمني للإصلاح، رسميا، موقفه من وحدة اليمن ومصيرها، في ظل التطورات المتسارعة على الساحتين المحلية والاقليمية، عارضا بديلا اعتبره موضوعيا لدولة الوحدة القائمة، والخيار الانسب لضمان امن واستقرار الشمال والجنوب، ومعالجة اخطاء الماضي، والتوزيع العادل للسلطة والثروة على قاعدة الشراكة دون اقصاء او تهميش.

جاء هذا في بيان اصدره رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد اليدومي، مساء اليوم الاحد، قال فيه: "إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، إلى جانب الجمهورية، شكل أهم مكسبان تحققا لشعبنا طيلة عقود طويلة من النضال، فالوحدة والجمهورية قيمتان يتعامل معها العالم اليوم كمنجز حضاري، ولأجلها يسخر الكثير من جهوده".

مضيفا في بيانه المنشور على حسابه بمنصة "تويتر": "أتقدم باسمي وباسم التجمع اليمني للإصلاح بالتهنئة لجماهير شعبنا الصامد والمناضل والقيادة السياسية وقوات الجيش والأمن والمقاومة الباسلة  بمناسبة العيد الوطني الـ33 للجمهورية اليمنية 22 مايو المجيد، ونحيي بإجلال تضحيات المناضلين الأحرار التي توجت بهذا اليوم الخالد".

وتابع: إن "الجمهورية منحتنا كيمنيين المواطنة المتساوية، والوحدة منحتنا الحرية، وعلينا جميعا الحفاظ على هذه المكتسبات وعدم  التفريط بها تحت أي ذريعة، وواجب الوقت يحتم علينا نبذ الخلافات وتجاوز الأحقاد وحشد الجهود وتوحيد الطاقات اكثر من اي وقت مضى لمواجهة الخطر الوجودي المحدق ببلادنا والمتمثل في مليشيا الحوثي".

مخاطبا دعاة الانفصال بقوله: "إن هذه المعاني وغيرها يدركها شعبنا اليمني من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله، والتجمع اليمني للإصلاح ما كان إلا جزءً من الشعب، لذلك لا يبدو غريبا موقفه الثابت والمبدئي من الوحدة في ظل الدولة الاتحادية التي تضمن الشراكة والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة دون تهميش أو تمييز أو اقصاء".

واختتم اليدومي بيانه بـ "الترحم على أرواح المناضلين من جيل الرواد في جنوب اليمن وشماله الذين صنعوا بتضحياتهم فجر الثاني والعشرين من مايو 1990". داعياً الله "أن يرحم الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن، وأن يشفي الجرحى ويحمي الأبطال الذين يواصلون درب النضال والكفاح في موقع الشرف والبطولة للذود عن حرية شعبنا وكرامته وعزته ومجده".

شاهد .. بيان لحزب الاصلاح بشأن مصير وحدة اليمن

والجمعة، أفصح التجمع اليمني للإصلاح، على لسان عضو هيئته العليا ورئيس كتلته البرلمانية، عبدالرزاق الهجري، عن الموقف الرسمي للحزب من التطورات المتسارعة في البلاد وتصعيد "المجلس الانتقالي". مؤكدا أن "اليمن الإتحادي خيار اليمنيين الأنسب في الوقت الحالي، وأن الوحدة اليمنية ثمرة لنضالات الحركة الوطنية جنوبا وشمالا".

وقال الهجري، في تصريحات صحفية: إن "يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 سيظل يوما خالدا في وجدان كل يمني باعتباره لحظة تاريخية مثلت ذروة النضج والوعي بالذات والتاريخ والجغرافيا والسياسة". وأردف: "إن يوم الـ 22 من مايو جاء ثمرة لنضالات الحركة الوطنية جنوبا وشمالا كأحد أهم أهداف ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر".

مضيفا في تصريحه المنشور على موقع "الاصلاح نت" الناطق باسم الحزب، بمناسبة العيد الوطني الثالث والثلاثين للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن اللذين مزقهما الاحتلال الاجنبي لشمال وجنوب اليمن: إن الوحدة كانت ولا تزال تمثل منجزا تاريخيا وطنيا وعربيا، وهي الوضع الطبيعي لليمن ككيان وشعب وهوية وتاريخ واحد".

ورد على ذرائع دعوات وتحركات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، لفرض انفصال جنوب اليمن بقوة السلاح: "لا يمكن جعل الأخطاء التي رافقت دولة الوحدة مبرراً لنسف هذا المنجز العظيم أو الانتقاص منه". وأردف: "إن اليمن الاتحادي هي الحل الأمثل الذي يضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة على قاعدة الشراكة دون اقصاء او تهميش".

عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح ورئيس كتلته البرلمانية، عبدالرزاق الهجري، شدد في ختام تصريحه الصحفي، على "أهمية وضرورة توحيد الصفوف وحشد الجهود والطاقات لاستعادة الدولة وإنهاء انقلاب جماعة الحوثي وبناء اليمن الاتحادي الحديث الذي يُعد مسؤولية كل أبناء الوطن للحافظ كل مكاسب اليمنيين ومستقبلهم".

شاهد .. حزب الإصلاح يعرض بديل دولة الوحدة

وبت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء السعودي، الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في شأن وحدة اليمن، وردا على استفزازات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، للمملكة وتصعيد مليشياته تحركاتها للسيطرة على حضرموت وفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندتها.

تفاصيل: الملك سلمان وولي عهده يبتان بمصير "الانتقالي"

ويأتي موقف العاهل السعودي وولي عهده، ردا على استفزاز رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، المملكة العربية السعودية، بإعلان جديد، تضمن تحديا صريحا ومباشر للمملكة، وتهديدا بالدخول في حرب معها، في حال تصدت لتوجهات "المجلس" وحاولت منع فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة للامارات.

تفاصيل: الزُبيدي يتحدى الرياض ويستفزها بهذا الاعلان (فيديو)

كما يتزامن مع إصدار الولايات المتحدة الامريكية، وجمهورية روسيا الاتحادية، وجمهورية فرنسا، بالتزامن، اعلانات هامة بشأن اليمن تضمنت موقفها بشأن وحدة اليمن، وردا على تصعيد "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، خطاب وتحركات سعيه إلى فرض انفصال جنوب اليمن، وخطاب رئيسه عيدروس الزبيدي، المتمسك بخطاب الانفصال.

تفاصيل: اعلان امريكي روسي فرنسي هام بشأن اليمن 

وأعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عن قرارات واجراءات حاسمة، لإبطال ذرائع المطالبة بانفصال جنوب اليمن، وانهاء ملف "آثار ومظالم حرب 1994م"، مؤكدا الالتزام بالقسم الدستوري وحق الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، ورفض المزايدة على "القضية الجنوبية" او محاولة المتجارة بها من أي طرف.

تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن اجراءات حاسمة ضد الانفصال

يأتي هذا الاعلان والالتزام الرئاسي، ردا على تصعيد "المجلس الانتقالي" لمساعي فرض انفصال جنوب اليمن، واعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها اللقاء، "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني"، و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية".

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

يتزامن هذا، مع اتخاذ السعودية، قرارا عاجلا وحازما، حيال التصعيد الاخير من "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في محافظة حضرموت، ونشره مليشياته ومدرعاته الاماراتية في المكلا وتحريك ارتال منها صوب سيئون، وبدأت فعاليا اول تحرك لمواجهته حماية لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في حضرموت المحاذية لحدود المملكة.

تفاصيل: قرار سعودي عاجل وحازم يرعب "الانتقالي"

وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية وامنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، بدأت تنفيذه باشراف ضابط المخابرات الاماراتية في اليمن، مليشيات "الانتقالي" التي انتشرت بكثافة في حضرموت تحديا لتأكيدات السعودية اعتبارها منطقة نفوذ لها.

تفاصيل: بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)

سبق هذه التحركات الاماراتية، اطلاق السعودية، اعلانا رسميا بشأن حضرموت، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، بعث فيه رسالة مباشرة للامارات استهلها بقوله: "إن حضرموت منا وفينا"، وأثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني، لتصريحه بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية فيها.

تفاصيل: اعلان سعودي مفاجئ بشأن حضرموت (فيديو)

وجاء هذا الاعلان السعودي، بعدما احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.

تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.

تفاصيل:  إنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

بالمقابل، كشف مراقبون سياسيون وعسكريون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية بين السعودية وسلطنة عمان والامارات وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع الامارات "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي"..

تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.