العربي نيوز - حضرموت:
تلقت المملكة العربية السعودية، "أكبر طعنة غادرة من اليمن"، حسب مراقبين خليجيين واقليميين، اتفقوا في أن من سددها للمملكة علنا هذه المرة "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عبر تنكره للمملكة رسميا وتنفيذه انقلابا مباشرا عليها، لم يتردد رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزُبيدي في ابلاغه مباشرة لقيادة المملكة، عبر إعلانه على الملأ.
وتوقف سياسيون وناشطون سعوديون ويمنيون، على منصات التواصل الاجتماعي، عند صور تعمد رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، الانتقال من مطار الريان إلى مدينة المكلا التي وصلها مساء اليوم الخميس، ودخول الاخيرة على متن مدرعة عسكرية اماراتية، باعتباره "اعلان سيادة الامارات على محافظة حضرموت".
وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية وامنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، بدأت تنفيذه باشراف ضابط المخابرات الاماراتية في اليمن، مليشيات "الانتقالي" التي انتشرت بكثافة في حضرموت ضمن تحركات لضمها إلى دائرة نفوذ ابوظبي بفرض سيطرة مليشيات "الانتقالي" عليها.
تفاصيل: بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)
وبدورها، عقدت الحكومة اليمنية المعترف بها، لقاء موسعا مع قيادات السلطة المحلية بحضرموت واصدرت حزمة توجيهات، تستبق التصعيد الجديد من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، الذي يعتزم تنفيذه في حضرموت، بدعم اماراتي مباشر، وتحديا للسعودية وتوجهاتها الداعمة لاستعادة الدولة وبسط سلطات مؤسساتها بدءا من عدن والمحافظات المحررة جنوبي البلاد.
تفاصيل: الحكومة تستبق تصعيدا خطيرا لـ "الانتقالي" بهذا الاجراء
تدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "المجلس الانتقالي" ونشر مليشياته في حضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لتبني تمويل وضع احجار اساس لمشاريع خدمية في حضرموت، تحاول تقديمه منقذا للمواطنين.
ويأتي هذا التوجه الاماراتي اللافت، عقب تصاعد الخلافات بين السعودية والامارات، إثر سعي الاخيرة لبسط نفوذها على المحافظات اليمنية الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في هذه المحافظات اليمنية الواقعة على حدودها، ما دفعها لتبني انشاء وتسليح قوات جنوبية موازية لمليشيا "الانتقالي" باسم "قوات درع الوطن".
تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)
تبنت السعودية منذ مطلع 2022م تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في عدن والمحافظات المحررة.
تفاصيل: إنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة
ويترافق تصعيد "المجلس الانتقالي" مع اعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" وعقده في عدن رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعة اللقاء، "توحيد الصفوف والمكونات الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي ودمج الحراك الثوري الجنوبي والحراك الجنوبي بقوامه" وما سماه "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني" و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب وصفه.
تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)
من جانبها، جددت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية الحضرمية، تأكيد موقفها من الانتقالي ومساعيه، عبر اعلان قوي صادر عن لقاء تشاوري موسع لها، عقدته الخميس في مدينة سيئون تحت شعار "حضرموت الشراكة والندية"، وضمنته 7 مقررات رئيسة اكدت رفضها سعي "الانتقالي" لضم حضرموت ووصايته عليها، واستعدادها لمواجهة مليشياته، وتشكيل وفد للقاء قيادة المملكة، بالتوازي مع اعلان ميثاق شرف حضرمي.
تفاصيل: مفاجأة تصدم الزُبيدي فور وصوله المكلا (تفاصيل)
وأعلنت كل من مرجعية قبائل حضرموت وحلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع والهبة الحضرمية، وغيرها من المكونات والشخصيات في محافظة حضرموت، في وقت سابق، رفضها تفويض "المجلس الانتقالي" كممثل للجنوب، ومقاطعتها لقاءه التشاوري، رفضا لما سمته "اتباع حضرموت بنهج الضم والالحاق، وهيمنة المجلس الانتقالي وفرض وصايته على حضرموت والجنوب بقوة السلاح والمليشيا".
تفاصيل: هبة حضرمية عنيفة تلفح "الانتقالي" وتربكه (بيان)
يُعد تصعيد "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبلها كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع الاسعار في عدن وجنوب البلاد.
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى إلى ضمان السيطرة على ثروات المحافظات الشرقية لليمن النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها وتنفيذ اجندة اطماع الامارات في اليمن، ونهب ثرواتها.