السبت 2024/04/20 الساعة 04:39 ص

الحكومة تستبق تصعيدا خطيرا لـ

العربي نيوز - عدن:

استبقت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، تصعيدا جديدا من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، يعتزم تنفيذه في مسعاه لتفجير الوضع وفرض انفصال جنوب اليمن، بدعم اماراتي مباشر، وتحديا للسعودية وتوجهاتها الداعمة لاستعادة الدولة وبسط سلطاتها في جنوب البلاد.

جاء هذا بعقد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم الاربعاء، اجتماعا موسعا في العاصمة المؤقتة عدن، مع عدد من قيادات السلطة المحلية والتنفيذية في حضرموت، كرس "لمناقشة الأوضاع الخدمية والتنموية والأمنية، والمشاريع المنفذة في هذه الجوانب، والدعم الحكومي لمساندة السلطة المحلية، بما يحسن مستوى معيشة المواطنين ويخفف معاناتهم.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن "الاجتماع تناول بحضور وزير المالية سالم بن بريك ومدير مكتب رئيس الوزراء المهندس انيس باحارثة، التحديات القائمة في الجوانب الخدمية وخاصة في قطاع الكهرباء، والإجراءات والتدابير التي ستنفذها الحكومة بالتعاون مع السلطة المحلية في حضرموت في جوانب الخدمات الأساسية والتنموية لتحسين معيشة المواطنين".

موضحة أن رئيس الحكومة "استمع في الاجتماع من قيادات السلطة المحلية والتنفيذية، إلى شرح عن الاوضاع التنموية والخدمية والامنية في المحافظة، وخطط السلطة المحلية بالتنسيق مع الجهات الحكومية لتنفيذ المشاريع ذات الاولوية العاجلة. والجهود القائمة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية والتنموية خلال هذه المرحلة، والدعم الحكومي المطلوب لاستكمالها".

وأعلنت وكالة الانباء الحكومية أن "الدكتور معين عبدالملك وجه الوزارات المختصة بتكثيف الجهود لتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية المعتمدة والاستثنائية، بما ينعكس ايجابا على معيشة وحياة المواطنين اليومية، خاصة الكهرباء والمياه. مشددا على أهمية تحسين كفاءة الاداء ومعالجة اية سلبيات او عوائق اولا باول  بحسب القرارات الحكومية في هذا الجانب".

رئيس الحكومة يجتمع بقيادات السلطة المحلية لحضرموت

يستبق الاجتماع و"الإجراءات والتدابير التي ستنفذها الحكومة بالتعاون مع السلطة المحلية في محافظة حضرموت"، مساعي "المجلس الانتقالي" لاستغلال الاوضاع بمسرحية وضع احجار اساس وتدشين مشاريع دعائية، ممولة من الامارات، ضمن مساعي "الانتقالي" لبسط نفوذه وسيطرته على المحافظة، تحت غطاء عقد اجتماع جمعيته العمومية في مدينة المكلا.

وكشفت مصادر محلية متطابقة في محافظة حضرموت عن ترتيبات وتحركات واسعة يجريها "المجلس الانتقالي" ومليشياته، لزيارة رئيسه عيدروس الزُبيدي تحت غطاء عقد الجمعية العمومية للانتقالي اجتماعات دورتها السادسة، في المكلا، ضمن توجهات "الانتقالي" لضم حضرموت إلى دائرة سيطرة مليشياته وسلطاتها، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب البلاد.

موضحة أن الزيارة والاجتماع لقيادات "المجلس الانتقالي" في مدينة المكلا، الاحد المقبل "يشرف عليها مسؤول المخابرات الاماراتية في اليمن ابو خليفة، وتسعى إلى فرض الانتقالي امرا واقعا في حضرموت، وافتتاح مشاريع تنموية بدعم من الامارات مشروع كهرباء يتم العمل عليه". بينما تكتوي عدن بقيض الصيف اللاهب نتيجة تسبب فساد الانتقالي بانقطاع الكهرباء.

وذكرت المصادر المتطابقة، أن "المجلس الانتقالي، بدأ في طباعة شعاراته ونشر رايات علم التشطير الانفصالي الذي يرفعه (لما كان يعرف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وصورا عملاقة لعيدروس الزبيدي، في شوارع مدينة المكلا، وبنفقات مالية طائلة تفوق نفقات أكبر المشاريع التي يعتزم وضع احجار اساس لها وتلك التي يزعم تدشينها على هامش اجتماع قياداته".

منوهة إلى أن "الانتقالي شرع في توزيع اموال ضخمة لحشد اتباعه واستقطاب موالين له، كما ينوي تنظيم مباراة كرة قدم تجمع فريقين من عدن وحضرموت لاستغلال حشود المباراة وتغطية الملعب بشعاراته وصور الزُبيدي ورايات علمه، لاظهار حاضنة شعبية مزيفة ووهمية للانتقالي في حضرموت والرد على التفاعل الشعبي مع دوري كرة القدم بحضرموت وحضور اعلام اليمن فيه".

ولفتت المصادر المحلية المتطابقة في محافظة حضرموت إلى أن "المجلس الانتقالي يسعى الى اخضاع حضرموت لسيطرته وقمع المكونات السياسية الحضرمية التي سبق ان اعلنت رفضها هيمنته ومساعيه لضم والحاق حضرموت ومقاطعتها لحواره الشكلي مع نفسه في عدن، وشددت على تمسكها باستقلالية ادارة شؤونها وثرواتها وخيار استقلالها باقليم كامل الصلاحيات".

يأتي هذا التصعيد من جانب "المجلس الانتقالي" عقب اعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" وعقده في عدن "توحيد الصفوف والمكونات الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي ودمج الحراك الثوري الجنوبي والحراك الجنوبي بقوامه" وما سماه "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني" و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب وصفه.

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

ورفضت مرجعية قبائل حضرموت وحلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع والهبة الحضرمية، وغيرها من المكونات والشخصيات في محافظة حضرموت، تفويض "المجلس الانتقالي" كممثل للجنوب، وأعلنت مقاطعتها لقاءه التشاوري، رفضا لما سمته "اتباع حضرموت بنهج الضم والالحاق، وهيمنة المجلس الانتقالي وفرض وصايته على حضرموت والجنوب بقوة السلاح والمليشيا".

تفاصيل: هبة حضرمية عنيفة تلفح "الانتقالي" وتربكه (بيان)

يُعد تصعيد "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبلها كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية في عدن وجنوب البلاد.

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "المجلس الانتقالي" ونشر مليشياته في محافظة حضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لتبني تمويل مشاريع خدمية في حضرموت عبارة عن احجار اساس لمشاريع وهمية.

يأتي هذا عقب تصاعد الخلافات وصراع النفوذ في اليمن بين السعودية والامارات، وسعي الاخيرة لبسط نفوذها على المحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في هذه المحافظات الواقعة على حدود مشتركة مع السعودية، ما دفعها إلى تبني انشاء قوات جنوبية موازية لمليشيا "الانتقالي" باسم "قوات درع الوطن".

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى إلى ضمان السيطرة على ثروات المحافظات الشرقية لليمن النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها.