العربي نيوز - حضرموت:
تلقى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، هبة حضرمية عنيفة وصادمة، تجاوزت جميع توقعاته ورهاناته، على نحو اربك قيادة المجلس، وقيادات هيئاته وسياسييه وناشطيه، على نحو بدا واضحا في تصريحاتها المتلاحقة والبادي عليها التخبط، بشأن ما سمته "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المزمع الخميس.
وأعلنت قيادة "الهبة الحضرمية" برئاسة الشيخ/ صالح بن محسن بن حريز المري، رفضها المطلق، المشاركة في "اللقاء التشاوري الجنوبي" الذي دعا إليه "المجلس الإنتقالي". مؤكدة تمسكها بـ "استقلال قرار حضرموت السياسي وسيادتها على ارضها وثرواتها" ، داعية إلى لقاء عاجل لجميع مكونات حضرموت.
جاء هذا في بيان لقيادة الهبة الحضرمية، قال: إنها "تابعت اصرار وتعنت المجلس الانتقالي الجنوبي لجر حضرموت لتبعية الجنوب رغم ادراكهم العميق بأن حضرموت وشعبها قد حددوا خياراتهم في رفض التبعية والتمسك باستقلال قرارها السياسي وسيادتها على ارضها وثرواتها وادارة شؤونها المدنية والعسكرية والأمنية بصورة مستقلة".
مضيفا: إن "حضرموت ليست تابعة بل ند للجنوب والشمال". وأردف: إن حق أبناء محافظة حضرموت السياسي والسيادي على أراضيهم "قضية سياسية مستقلة وغير مرتبطة بأي قضية سياسية اخرى ضمن الجغرافيا اليمانية وأنها لن تتحاور الا بشكل مستقل وندي للجميع على طاوله الحوار الشامل في إطار الحل النهائي".
وأعلن بيان الهبة الحضرمية عن رفض أبناء حضرموت لما وصفه "اخر مؤامرات المجلس الانتقالي"، و"لكائن من كان ان يدعي تمثيلها دون توافق وطني حضرمي ومن يدعي ثمثيلها فهو لا يمثل الا نفسه بل سيوضع في صفحة العار الى جوار كل من يرتكب الخيانة العظمى لحضرموت وشعبها وتاريخها وهويتها الوطنية".
موضحا إن حضرموت ثبتت توجهها المستقل بـ "إعلان اليوم الوطني الحضرمي ورفع العلم الحضرمي المستقل بيوم 20ديسمبر 2022م، في كل حضرموت ساحلا وهضبة وواديا وصحراء". مؤكدا تأييد "كل تصريحات وبيانات المكونات الحضرمية المستقلة، المؤتمر الجامع والمرجعية وتجمع ال كثير والعصبة الحضرمية".
وقال: إن هذا الموقف للمكونات الحضرمية "وكل أحرار ونخب حضرموت ومكوناتهم القبلية والمدنية ونعتبره موقفا حضرميا موحدا، يسعى لانتزاع حقوق حضرموت المشروعة، وعلى رأسها استقلال قرارها السياسي وسيادتها على ارضها وثرواتها ورفض التبعية". داعيا إلى عقد لقاء تشاوري حضرمي عاجل لوضع خارطة طريق.
مضيفا: "ندعو كافة المكونات الحضرمية المستقلة السياسية والقبلية والمدنية، وقيادات السلطة المحلية المدنية والعسكرية، والوزراء والوكلاء والنيابيين، إلى عقد لقاء تشاوري سريع، للملمة الشتات الحضرمي داخل السلطة وخارجها ولتوحيد الرؤى ووضع خارطة طريق حضرمية موحدة، وميثاق شرف على مبدأ حضرموت أولا".
الهبة الحضرمية اختتمت بيانها بتأكيد "استقلال القرار السياسي الحضرمي والسيادة على الأرض والثروات". و"التوافق على تشكيل فريق تفاوض حضرمي متكامل من المفاوضين والمحللين والمستشارين ذات الكفاءة واهل الثقة من الحضارم المستقلين يمثل حضرموت كاملة داخلا ومهجرا، في اي تسويات ومفاوضات وترتيبات محلية واقليمية ودولية".
شاهد .. هبة حضرمية عنيفة تلفح "الانتقالي" وتربكه
يأتي هذا بعدما أعلن مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ/عمرو بن حبريش العليي، رفضه المشاركة في حوار "الانتقالي"، وقال في بيان صحفي: إن "الأسس التي تبنى عليها قاعدة الحوار لم تكتمل في اللقاء الذي دعا له الانتقالي، الأمر الذي يلزمه -مؤتمر حضرموت الجامع- من منطلق العدل والمنطق وحفاظًا على حضرموت ومكانتها".
وقال مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، في بلاغ صحفي لهما أعلن بوقت سابق مقاطعة حوار "الانتقالي": إنها غير ممثلة في الحوار الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن، وأنها قد توقفت عن الاستمرار في ما يسمى بـ "الحوار الجنوبي". ساردة الاسباب نفسها لاعلان المقاطعة.
كذلك، مرجعية قبائل حضرموت، أعلنت مقاطعة حوار "الانتقالي"، وعللتها بقولها: "كون اللقاءات التي شاركت فيها بالقاهرة لم تكن سوى لقاءات شكلية فقط، ولم تلامس لب القضية والمتمثلة في الحوار الندي مع حضرموت، ومناقشة كل القضايا دون سقف مسبق". وأردفت: "حضرموت لن تقبل بأن تعود للضم والإلحاق من جديد".
بدوره، فاجأ المؤتمر الشعبي العام في عموم جنوب البلاد "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، بإعلان صادم وغير متوقع، تضمن رفض وصاية "الانتقالي" على الجنوب، وانكار تمثيله الذي يزعمه للجنوب والقضية الجنوبية، بوصفه مجرد ادعاء زائف لا يستند إلى اي شرعية شعبية أو سياسية، ساخرا من حوار "الانتقالي".
تفاصيل: المؤتمر في الجنوب يفاجئ "الانتقالي" بهذا الإعلان (بيان)
من جهتها، اعلنت مكونات جنوبية في "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي"، رفضها المشاركة فيما يسمى "اللقاء التشاوري الجنوبي" الذي دعا لعقده في العاصمة المؤقتة عدن يوم غد الخميس، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في سعيه لاكتساب مشروعية تنصيب نفسه ممثلا وحيدا وحاكما لجنوب البلاد.
وقال "المجلس الثوري الأعلى للحراك الثوري" الذي يضم مكونات جنوبية عدة في بيان، الاحد: إنه لن يشارك في هذا للقاء، رفضا لما سماه "الاصرار على الدفع بمكونات الحراك الجنوبي المستقلة رأيا وموقفا للتوقيع على ميثاق وطني يفوض المجلس الانتقالي كممثل حصري عن القضية الجنوبية استباقا للحوار والتفافا عليه".
مضيفا: إن "مثل هذا اللقاء الذي يجري تحضيره يأخذ شكل مهرجان جماهيري أكثر منه لقاء تشاوري جنوبي لوضع أسس ومبادئ الحوار"، وأن ""أن أرضية الحوار التي يفترض أن يتم تسويتها من المجلس الانتقالي قبل الشروع فيه لم تمهد بعد ولا زالت قيادات من الحراك الجنوبي في السجون" التابعة لمليشيا "الانتقالي".
وتابع البيان قائلا: إن معتقلي الحراك من الانتقالي "لم يسمح حتى لأسرهم بزيارتهم ولم يحالوا منذ اشهر للنيابة أو المحكمة في خرق واضح لكل الاعراف، ناهيك عن تدخلات المجلس الانتقالي في شئون مكونات الحراك الجنوبي والدفع بعمليات التفريخ كما جرى مع المجلس الثوري في ثلاث محاولات باءت بالفشل".
مؤكدا أن "المجلس الثوري ظل في هيئاته العليا والمحافظات والمديريات والمراكز مستقرا وثابتا مع الشرعية التنظيمية للمجلس ولم تجد المغريات المالية ووعود المناصب الحكومية سبيلا أمام الرجال الاحرار". ومنوها بأن "مسميات المجلس الثوري التي أعلنت مشاركتها في هذا اللقاء، ليسوا الممثلين الشرعيين للمجلس".
وقال: أن منتحلي صفة تمثيله "هم تلك المكونات التي قام بتفريخها ومنح أصحابها المرتبات الشهرية بالريال السعودي ووعدهم بمناصب في الحكومة اليمنية ولم تعد لهم أي صلة رسمية بالمجلس الثوري الذي يستمد وجوده من شرعيته التنظيمية وتجربة نضال سنوات مديدة منذ انطلاق الحراك الجنوبي في 7 يوليو 2007م".
مضيفا: إن "المجلس الانتقالي أثبت خلال الفترة الماضية رغم تدشين لجنة الحوار التابعة له لقاءاتها بالآخرين وكنا رحبنا بذلك، غير جدي في تغيير سلوكه تجاه المكونات والطيف الجنوبي عموما ولم يتقدم خطوات لمعالجة الجروح الناتجة عن حرب 2018 و 2019م واستأثر وحده بالسلطات الممنوحة من الحكومة اليمنية لالحاق الأذى بالآخرين".
وتابع: "إنه في الوقت الذي يعلن المجلس الثوري رفضه المشاركة في لقاء الانتقالي، فإنه يؤكد على عدم إغلاق باب الحوار "إذا تهيأت وسويت أرضيته بالشكل الصحيح وأنه يمضي مع المكونات الجنوبية الفاعلة في وضع مدماك عمل جنوبي وطني يقوم على العمل المؤسسي واستقلالية الرأي والموقف". حسب ما جاء في البيان الصادر عنه الاحد.
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي" استغناءه عن مكونات الجنوب، ومضيه في عقد ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" في توقيت اختار ان يكون ذكرى احتكاره تمثيل الجنوب. متجاهلا اعلانات معظم المكونات الجنوبية الفاعلة في الساحة، باستخدام حيلة اقصائية حاذقة، تجسد سعيه للهيمنة على الجنوب بقوة السلاح والاقصاء.
جاء هذا في تصريح للمتحدث باسم "لجنة الحوار الجنوبي" في "المجلس الانتقالي"، الدكتور سعيد الجريري قال فيه: إن "حضرموت ليست غائبة عن اللقاء التشاوري الشامل للحوار الجنوبي الخميس القادم بعدن ومالا يقل عن 50% من المشاركين باللقاء من حضرموت من داخل الجامع وخارجه وسواءً شارك الجامع أم لم يشارك".
مضيفا حسب ما نقل عنه رئيس تحرير موقع "الجريدة بوست" التابع للمجلس الانتقالي والممول من الامارات، عادل المدوري: إن "موضوع مشاركة الجامع شأن داخلي يخص الجامع". في اعلان صريح لاستغناء "المجلس الانتقالي" عن المكونات الجنوبية والاكتفاء بشخوص قياداته من المحافظات الجنوبية، لفرض نفسه ممثلا للجنوب.
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.