السبت 2024/11/23 الساعة 04:42 ص

السعودية تدفع ببديل جنوبي لـ

العربي نيوز- عدن:

دفعت المملكة العربية السعودية، ببديل جنوبي عن "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، ردا على تصعيد الاخير وإصراره على إنفاذ اجندة اطماع الامارات في المحافظات اليمنية الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت، التي تحاذي المملكة بخط حدودي وتعتبرها الرياض "جزءا من الأمن القومي للمملكة".

وتلقى "الانتقالي الجنوبي" رسالة مباشرة "شديدة اللهجة" من المملكة العربية السعودية، عبر سياسي جنوبي وازن، مفادها ان "امامه فرصة اخيرة، للبقاء في المشهد السياسي، في حال التزم شروطا محددة، مالم فسيتم تحييده". حسب سياسيين.

جاء هذا في لقاء لرئيس الوزراء ومجلس الشعب في جنوب اليمن سابقا، ورئيس حكومة الائتلاف بعد اعادة توحيد شطري اليمن، المهندس حيدر ابو بكر العطاس؛ عقده الاربعاء (23 اكتوبر) مع قيادات رئاسة وهيئات "الانتقالي" في عدن.

ونقل موقع "الانتقالي" عن اللقاء، أن "العطاس القى كلمة توجيهيه"، تحفظ على نصها، مكتفيا باقتباسات، منها حديثه عن "جهود اعادة عدن الى موقعها الريادي كمدينة حضارية حاضنة للجميع، على الرغم مما حلّ بها خلال الحرب الأخيرة".

مشيرا إلى انتقاد العطاس منازعة مليشيا "الانتقالي" مؤسسات الدولة، بقوله: "ولفت إلى أن إزالة الآثار السلبية ضرورة للانطلاق نحو البناء، وأن أمام المجلس الانتقالي مهام ومسؤوليات عظيمة لجعل محافظات الجنوب أنموذجًا للدولة".

وذكر الموقع من كلمة العطاس أنه شدد في حديثه عن مسؤوليات "الانتقالي"، أن عليه "التعاطي الإيجابي مع المعطيات السياسية القائمة حتى الوصول إلى صيغة سياسية توافقية جديدة ترضي الجميع" دون الاشارة لانفصال الجنوب.

مفصحا - ضمنيا - عن انتقاد العطاس مناطقية وعنصرية "الانتقالي" ونهجه الاقصائي الشمولي، بقوله: "وأكد على أهمية استمرار جهود توحيد الصف الجنوبي وتعزيز التكامل مع مختلف ألوان الطيف الجنوبي، على قاعدة الشراكة والتعاون".

وزعم الموقع أن العطاس في سياق تطرقه للوضع السياسي العام في البلاد والتطورات بعموم محافظات الجنوب، وفي مقدمتها حضرموت؛ "أكد أن حضرموت هي الرافعة للجنوب، ولا يمكن أن يكون هناك جنوب دون حضرموت". ما دعا سياسيين للمطالبة ببث فيديو الكلمة.

شاهد .. العطاس يبلغ الانتقالي فرصته الاخيرة

يدحض هذا الزعم، اعلان المهندس حيدر العطاس، الذي عينه الرئيس هادي مستشارا لرئيس الجمهورية، تأييده توافق مكونات حضرموت على رفض وصاية "الانتقالي"، وتأسيسها مجلس حضرموت الوطني، وشكره رعاية السعودية مباحثات انشائه.

شاهد .. العطاس يبارك تأسيس مجلس حضرموت (فيديو)

كما سبق للعطاس، أن انتقد بشدة ممارسات "الانتقالي" الشمولية والاقصائية لمكونات الجنوب، وممارساته المناطقية سياسيا وعسكريا بوصفها "تهدد بانفجار الوضع عسكريا وحرب اهلية جنوبية على شاكلة حرب 13 يناير 1986م الدامية".

شاهد .. العطاس يحذر من مناطقية "الانتقالي" (فيديو)

وأعادت السعودية، مؤخرا، المهندس حيدر ابو بكر العطاس إلى العاصمة المؤقتة عدن، برفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي ورئيس مجلس الشورى احمد عبيد بن دغر، ردا على تصعيد "الانتقالي" في محافظة حضرموت.

تفاصيل: "الانتقالي" يعلن الحرب على الجيش (فيديو)

ظهر العطاس بعد عودته ملازما لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في مختلف لقاءته مع سفراء امريكا ودول اوروبا، على نحو دفع مراقبين للشأن اليمني الى الحديث عن "عودته بصفة الرجل الثاني بعد العليمي والبديل السياسي الجنوبي عن الانتقالي".

شاهد .. العطاس يرافق العليمي الى عدن (صور)

جاء تصعيد "الانتقالي" بعدما كان مسؤولون حكوميون افصحوا عن ما سموه "اتفاقا تاريخيا بشأن حضرموت"، توصل اليه برعاية السعودية، اجتماع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع اللواء فرج البحسني والدكتور عبدالله العليمي باوزير، الثلاثاء (17 سبتمبر) بمقر اقامتهما بالعاصمة السعودية الرياض.

تفاصيل: اتفاق تاريخي بشأن حضرموت (وثيقة)

نص الاتفاق على احتواء تصاعد التوتر بحضرموت، جراء تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية، وتلبية 7 مطالب رفعها مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، وأمهلا الحكومة 30 يوما انتهت دون تنفيذها، وهددا بما سمياه "وضع اليد على الارض والثروة"، والتحشيد شعبيا وقبليا لذلك.

تفاصيل: حلف حضرموت يبدأ تحشيداته ضد الرئاسي (صور)

وتشهد محافظة حضرموت بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي القبائل لمحاولته انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.

تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)

بدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، في وقت سابق، تصاعد نُذر ما وصفوه "معركة حسم استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".

مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".

وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".

في السياق، سبق أن حمل الرئيس رشاد العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت (25 يونيو 2023م) برفقة مسؤولي الحكومة ووفد سعودي رفيع المستوى، معمدا اجهاض مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية.

تفاصيل: العليمي يحمل لحضرموت هذه البشائر

وابهج الرئيس العليمي المواطنين في حضرموت، خلال زيارته المكلا، بقرار وصفه مراقبون بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية. معلنا: "أن حضرموت ستدير نفسها ماليا وإداريا وأمنيا، وإذا نجحت التجربة سنعممها على بقية المحافظات".

تفاصيل: الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري

جاءت زيارة الرئيس رشاد العليمي بمعية السفير السعودي لدى اليمن، بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

واعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، بختام مشاوراتها السياسية في الرياض، منتصف يونيو 2023م، تشكيل مجلس وطني خاص بها، لإدارة شؤونها وتمثيلها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.

تفاصيل: حضرموت تعلن تشكيل مجلس خاص بها

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية عبر مليشياته المسلحة، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء (20 يونيو 2023م) من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.