الخميس 2024/11/21 الساعة 05:13 م

اتفاق تاريخي بشأن حضرموت (وثيقة)

العربي نيوز - الرياض:

افصح مسؤولون حكوميون عن ما سموه "اتفاقا تاريخيا بشأن حضرموت"، توصل اليه برعاية السعودية، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع كل من اللواء فرج البحسني والدكتور عبدالله العليمي باوزير، في الاجتماع المنعقد بينهما الثلاثاء (17 سبتمبر) بمقر اقامتهما في العاصمة السعودية الرياض.

وأفادت المصادر الحكومية أن "العليمي تعهد بتلبية المطالب التي اعلنها اللواء فرج البحسني للمواقفة على استئناف حضوره اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي، جراء ما سماه تأجيل مناقشة الاوضاع في حضرموت وتصاعد التوتر فيها والمطالب التي ترفعها مكونات حضرموت على صعيد تجسيد الشراكة".

من جانبها، لم تفصح وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن مخرجات الاجتماع، واكتفت بالقول أنه "ناقش مستجدات الاوضاع الخدمية والمعيشية والتنموية في البلاد، وخصوصا في حضرموت والجهود المبذولة لتلبية المطالب المشروعة لأبنائها، وتعزيز مكانتها التاريخية كنموذج يحتذى لحضور الدولة، وسيادة القانون".

مضيفة: "واستمع المجلس الى احاطات وتقديرات موقف للحالة في المحافظة على مختلف المستويات، والجهود المبذولة لتعزيز الامن والاستقرار وتحسين الظروف المعيشية والخدمية للتخفيف من معاناة المواطنين وبخاصة في قطاعات الكهرباء، والتعليم، والمياه، وتجاوز تداعيات الهجمات على المنشآت النفطية".

وتابعت: "كما اطلع مجلس القيادة على تقارير من عضو المجلس فرج البحسني، والسلطة المحلية واللجنة الرئاسية والجهات ذات العلاقة المتضمنة افكارا لبلورة خطة مشتركة حول اولويات المرحلة ومتطلبات تنفيذها، في مختلف المجالات. وأكد مجلس القيادة تفهمه الكامل للحقوق المطلبية لابناء حضرموت".

شاهد .. اجتماع العليمي والبحسني وباوزير بالرياض

لكن المصادر السياسية، اوضحت أن "البحسني لخص مطالب حضرموت العاجلة في اعادة هيكلة السلطة المحلية للمحافظة، بتغيير المحافظ ووكلاء ومدراء عموم متهمون بالفساد، وطرح بيع نفط الضبة بمناقصات علانية، وشراء محولات لكهرباء حضرموت، وتجنيد 30 الف امن عام عبر وزارة الداخلية".

منوهة إلى أن المطالب التي تقدم بها اللواء فرج البحسني، محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الاولى سابقا، تضمنت "إشتراط اشراك مؤتمر حضرموت الجامع في اي استحقاقات سياسية مقبلة". في رفض صريح لاستمرار استحواذ الانتقالي على تمثيل جنوب اليمن، وتبعا رفض مساعيه لضم حضرموت.

وأعلن اللواء فرج البحسني، الاثنين (16 سبتمبر) بمذكرة الى العليمي، اعتذره رسميا، عن حضور إجتماع المجلس الرئاسي المنعقد الثلاثاء (17 سبتمبر)، وقال: إنهم انتظروا طوال اسبوعين عقد المجلس اجتماعا لمناقشة أوضاع محافظة حضرموت وخلال هذه الفترة يتم التأجيل من يوم لآخر بأعذار غير مبررة".

كما فاجأ اللواء فرج البحسني جميع المكونات السياسية والمراقبين المحليين والاقليميين والدوليين للشأن اليمني، بإعلان موقف غير متوقع، مناهض لمخطط "المجلس الانتقالي الجنوبي"، من شأنه أن يطويه إلى الأبد، ومساعي "الانتقالي" بدعم اماراتي لضم حضرموت وفرض انفصال جنوب اليمن بالقوة.

تفاصيل: عضو "رئاسي" يفاجئ الجميع بهذا الاعلان

يتزامن هذا مع تصاعد التوتر بحضرموت، منذ قرابة الشهر، جراء تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية، ورفع مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، مطالب رئيسة وإمهالهما الحكومة 30 يوما انتهت دون تنفيذها، وتهديدهما بما سمياه "وضع اليد على الارض والثروة"، والتحشيد شعبيا وقبليا لذلك.

تفاصيل: حلف حضرموت يبدأ تحشيداته ضد الرئاسي (صور)

كما تتزامن هذه التطورات مع إعادة اعاد رئيس هيئة الاركان العامة بوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، الفريق ركن صغير حمود بن عزيز، "الانتقالي الجنوبي" إلى حجمه الطبيعي، برد عملي تدعمه السعودية، على سعيه لتنفيذ انقلاب جديد على التحالف والشرعية اليمنية لاسقاط محافظة حضرموت.

تفاصيل: رئيس الاركان يُحجم "الانتقالي" بهذا الاجراء (صور)

ورد "الانتقالي الجنوبي" على تسليم التحالف بقيادة السعودية منفذ الوديعة لقوات "درع الوطن" بدلا عن مليشياته، بإصدار توجيه لمليشياته المسماة "النخبة الحضرمية" البدء في الانقلاب على التحالف والشرعية اليمنية، والسيطرة على محافظة حضرموت، وركوب موجة احتجاجات الشعبية على تردي خدمة الكهرباء.

تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ انقلابا على التحالف والشرعية (فيديو)

سبق الاعلان الانقلابي الجديد لـ "الانتقالي" امر اصدره مطلع اغسطس الجاري، نائب رئيس المجلس ومحافظ حضرموت سابقا، اللواء الركن احمد سعيد بن بريك، إلى مليشيات "الانتقالي" في حضرموت  المسماة "النخبة الحضرمية"، دعاها إلى أن "يكونوا على قلب رجل واحد" لينتزعوا ما سمته "حقوق الشعب في الجنوب كاملة غير منقوصة". 

تفاصيل: المليشيا تتلقى امر البدء باسقاط هذه المحافظة (وثيقة)

وتشهد محافظة حضرموت بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.

تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)

جاء هذا عقب اقل من 24 ساعة على اعلان "الانتقالي الجنوبي" عن تمكن مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية"، اسقاط مديرية جديدة في المحافظة عسكريا، وانشائها معسكرا جديدا لها، في مواجهة اي قوات تابعة للجيش الوطني او "درع الوطن"، والتي يطالب "الانتقالي" باخراجها من محافظة حضرموت.

تفاصيل: اعلان سقوط مديرية محررة جديدة ! (بيان)

وتزامن هذا التحرك من "الانتقالي الجنوبي"، مع اعلانه عن انقلاب جديد له على الشرعية في حضرموت، برفض تواجد قوات الجيش ودرع الوطن في المحافظة، وسعيه إلى تعميد هذا الانقلاب بطابع شعبي عبر حشد اتباعه الى تظاهرات احتجاجية واعلان دعوته إلى عصيان مدني شامل الاربعاء (5 يونيو).

تفاصيل: الانتقالي يؤجج الشارع لحدث يعمد انقلابه (بيان)

بالتوازي، أكد عسكريون وسياسيون، في وقت سابق، تصاعد نُذر ما وصفوه "معركة حسم استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".

مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".

وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".

في السياق، سبق أن حمل الرئيس رشاد العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت (25 يونيو 2023م) برفقة مسؤولي الحكومة ووفد سعودي رفيع المستوى، معمدا اجهاض مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية.

تفاصيل: العليمي يحمل لحضرموت هذه البشائر

وابهج الرئيس العليمي المواطنين في حضرموت، خلال زيارته، بقرار وصفه مراقبون بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية. معلنا: "أن حضرموت ستدير نفسها ماليا وإداريا وأمنيا، وإذا نجحت التجربة سنعممها على بقية المحافظات".

تفاصيل: الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري

جاءت زيارة الرئيس رشاد العليمي بمعية السفير السعودي لدى اليمن، بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

واعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، بختام مشاوراتها السياسية في الرياض، منتصف يونيو 2023م، تشكيل مجلس وطني خاص بها، لإدارة شؤونها وتمثيلها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.

تفاصيل: حضرموت تعلن تشكيل مجلس خاص بها

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية عبر مليشياته المسلحة، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.

اتفاق تاريخي بشأن حضرموت (وثيقة)