العربي نيوز - حضرموت:
اعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، عن تشكيل مجلس وطني خاص بها، لإدارة شؤونها وتمثيلها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.
بثت هذا الاعلان، قناة "حضرموت" الفضائية، في خبر عاجل، أكد تسريبات سياسية منذ ايام، وجاء فيه: إن "القوى الحضرمية تعتزم تأسيس مكون حضرمي بإسم المجلس الوطني الحضرمي". دون أي تفاصيل اضافية بشأن المجلس وقوامه.
وسربت مصادر سياسية واعلامية قبل ايام، انباء اتجاه المكونات الحضرمية السياسية والقبلية المشاركة في مشاوراتها المنعقدة بالعاصمة السعودية الرياض منذ قرابة شهر، نحو اعلان تأسيس مجلس وطني يمثل حضرموت ويقرر مصيرها.
موضحة أن "المجلس الوطني الحضرمي سيعنى بالتعبير عن مطالب أبناء حضرموت بإدارة شؤون محافظتهم والإستفادة من الثروات المحلية في المحافظة الغنية بالنفط، وتمثيل حضرموت في مفاوضات السلام والتسوية السياسية المرتقبة".
وقال رئيس التكتل الموحد للاعلاميين والصحفيين ونشطاء المحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى) عمر بن هلابي، إنه تم تشكيل المجلس برئاسة م. بدر باسلمة، وعضوية ست اعضاء يمثلون مختلف مكونات حضرموت.
مضيفا في تغريدة بمنصة "تويتر" : "إشهار مجلس حضرموت الوطني ليكون الحامل السياسي الوحيد للقضية الحضرمية والمدافع عن جميع حقوق أبنائها في الداخل والخارج ، وأعلن عن الهيئة التأسيسية للمجلس برئاسة م.بدر باسلمة".
وتابع: "وعضوية م.ابوبكر السري، سليمان كشميم بن هلابي، د.عبدالقادر بايزيد، د. عمر بن شهاب، جمعان بن سعد، محمد باهبري". دون ان يذكر اي تفاصيل اخرى بشأن مهام المجلس ومطالبه او اهدافه التي سيسعى إلى تحقيقها.
شاهد .. حضرموت تعلن تأسيس مجلسها الوطني
وبدأت مشاورات المكونات الحضرمية في الرياض عقب اعلانها في بيان صادر عن لقاء موسع عقد في مدينة سيئون، رفضها سعي "المجلس الانتقالي" لضم حضرموت لسيطرته ونشر مليشياته واستعراض مدرعاتها الاماراتية بشوارع المكلا.
تفاصيل: حضرموت تحسم امرها وتتخذ هذا القرار (اعلان)
جاء قرار وفد المكونات الحضرمية في العاصمة السعودية الرياض، بالتزامن مع تصعيد خطير وتحركات كثيفة تسعى إلى تفجير الوضع عسكريا في المحافظة، التي ظلت طوال السنوات الثمان للحرب بمنأى عن تداعياتها العسكرية.
تفاصيل: اول مشاهد التصعيد الخطير في حضرموت (فيديو)
بالمقابل، كشف سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي".
تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت
وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.
يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.