الخميس 2025/10/16 الساعة 02:23 ص

اعلان قطري عاجل بشأن اليمن 

العربي نيوز:

صدر اعلان عاجل عن دولة قطر، بشأن اليمن، والتطورات المتسارعة التي يشهدها، جراء الحرب المتواصلة للسنة الحادية عشرة، وتداعياتها على مختلف المستويات، الاقتصادية والخدمية والمعيشية والانسانية، وما توجبه على الصعيد السياسي والاغاثي، وتدخلات الهلال الأحمر القطري في ذلك.

جاء هذا في حوار اجرته "الجزيرة نت" مع مساعد الأمين العام للإغاثة والتنمية الدولية في الهلال الأحمر القطري، محمد بدر السادة، أكد فيه أن "الوضع الإنساني في اليمن كارثي بعد عقد كامل من الصراع المستمر، وتصنفه الامم المتحدة من اسوأ الازمات الانسانية عالميا".

وقال السادة: "يوجد أكثر من 21.6 مليون شخص، أي نحو ثلثي السكان في اليمن، بحاجة إلى أحد أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، كما يعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. ويوجد أكثر من 17 مليون مواطن يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي".

مضيفا: إن من هؤلاء "نحو 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية الحاد، من بينهم مئات الآلاف مهددون بخطر الوفاة إذا لم يتلقوا العلاج العاجل". وأردف: "النظام الصحي هش ومثقل بالأعباء ونحو نصف المرافق الصحية فقط تعمل بشكل كامل أو جزئي".

وتابع: "تعاني المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية، ما أدى إلى انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا وغيرها من الأمراض". مشيرا إلى أن "أكثر من 4.5 ملايين نازح داخل البلاد، يعيشون بظروف مزرية".

مساعد الأمين العام للإغاثة والتنمية الدولية في الهلال الأحمر القطري، محمد بدر السادة، مضى قائلا: "لو نظرنا إلى حالة البنية التحتية فسنجدها مدمرة بدرجة كبيرة، مما أثر على خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والصرف الصحي، وحرم الملايين الحصول على الكهرباء المنتظمة أو المياه النظيفة".

وتحدث السادة عن التحديات التي يواجهها الهلال الأحمر القطري في اليمن، وأن خطة الاستجابة الإنسانية تعاني سنويا من فجوة تمويلية كبيرة، ففي العام 2024 لم يُغط سوى أقل من 40% من إجمالي الاحتياج الفعلي، ما أدى إلى تقليص البرامج الإنسانية في قطاعات حيوية كالغذاء والصحة والمياه.

وقال: "تعاني منظمات الإغاثة عراقيل تتعلق بإجراءات تصاريح العمل، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية أو المتأثرة بالنزاع المسلح، خاصة تلك الواقعة على خطوط التماس أو في مناطق ذات وضع أمني هش، وبالتالي فإن استمرار النزاع، وانتشار الجماعات المسلحة، يهدد سلامة العاملين بالاغاثة".

مضيفا: "ايضا، ارتفاع الأسعار، وتدهور قيمة الريال اليمني، ونقص فرص العمل، كلها عوامل عمقت الاحتياج الإنساني وقلصت قدرة السكان على الصمود دون دعم خارجي". وتابع: "اليمن اليوم يواجه أزمة إنسانية مزمنة ومعقدة تتطلب استجابة شاملة، ودعما دوليا مستمرا، وحلا سياسيا عادلا لإنهاء معاناة الملايين".

واستدرك قائلا: "ورغم التحديات، فإن الجهات الإنسانية تواصل عملها على الأرض، وغالبا في ظروف صعبة، لضمان استمرار تقديم الخدمات المنقذة للحياة". مشيرا إلى تدخلات ينفذها الهلال الأحمر القطري منذ بدأ عمله في اليمن بشكل رسمي في أوائل عام 2017، بعد الترخيص له من السلطات بعدن وصنعاء.

موضحا، إنه "حتى يوليو/تموز 2025، نفذ الهلال الأحمر القطري 126 مشروعا إنسانيا وتنمويا، بقيمة إجمالية تجاوزت 70.7 مليون دولار، استفاد منها أكثر من 7.5 ملايين شخص في مختلف أنحاء اليمن، شملت الصحة (36.8 مليون دولار – 5.5 ملايين مستفيد)، والإيواء (13.6 مليون دولار-309 آلاف مستفيد).

وتابع: كما شملت الأمن الغذائي وسبل العيش (7.8 ملايين دولار – نحو 599 ألف مستفيد)، والاستجابة الطارئة ومتعددة القطاعات: (6.8 ملايين دولار – 638 ألف مستفيد). والمياه والإصحاح البيئي (5.1 ملايين دولار – 359 ألف مستفيد)، وقطاع اللوجستيات والحماية، بواقع (428 ألف دولار – 130 ألف مستفيد)".

منوها في ختام حديثه إلى أن "المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري يواصل عمله الميداني ضمن استجابة إنسانية محايدة وشاملة، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، في غالبية المحافظات اليمنية، من خلال مكتب رئيسي في صنعاء، و6 مكاتب فرعية موزعة ما بين تعز ومأرب وعدن والحديدة والضالع".

يشار إلى أن تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، تؤكد تفاقم الوضع الانساني في اليمن، والانخفاض الحاد في التمويل الدولي لخطة الاستجابة الانسانية في اليمن، وتبعا انخفاض المساعدات الاغاثية، ما يهدد بانتشار المجاعة في البلاد.