العربي نيوز - صنعاء:
سارعت المملكة العربية السعودية، الى تلبية طلب عاجل وجهته لها جماعة الحوثي الانقلابية، وقدمت اعتذارا رسميا للجماعة، عن اقدام المملكة على اعادة احدى طائرات الخطوط الجوية اليمنية عقب اقلاعها من مطار صنعاء الدولي الى مطار الملكة عليا في الاردن، صباح الخميس (5 سبتمبر).
أكد هذا، مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، في تصريح لوسائل الإعلام، نشره على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، بإعلانه أن "رحلة الخطوط الجوية اليمنية أقلعت مرة أخرى مطار صنعاء الدولي بعد أن منعتها السلطات السعودية من عبور اجوائها وأجبرتها على العودة إلى صنعاء".
موضحا أن "الرحلة 664 اقلعت من مطار صنعاء الدولي صوب وجهتها بعدما اجبرتها السلطات السعودية على العودة الى مطار صنعاء رغم استكمال كافة الإجراءات اللازمة". معتبرا أن "منع عبور الطائرة اليمنية الأجواء السعودية يدل أن النظام السعودي ما يزال يفرض الحصار على الرحلات الجوية".
شاهد .. اقلاع رحلة جوية من صنعاء اعادتها السعودية
من جانبه، قال القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة لشركة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء، خليل جحاف، إن "رحلة صنعاء - عمان رقم 664، كانت مجدولة للمغادرة من مطار صنعاء الساعة السادسة صباحا، وأقلعت في موعدها من المطار، وللأسف تم إعادتها من الأجواء السعودية دون مبرر".
مضيفا: إن السلطات السعودية عللت اجراءها "بحجة أنه ليس لديها تصريح عبور المجال الجوي السعودي، .. مع أن رحلات الخطوط الجوية اليمنية مجدولة خلال الموسم الصيفي كامل حتى نهاية أكتوبر 2024 ومصرح لها". وانتقد اصرار السلطات السعودية على طلب تصريح لكل رحلة على حدة.
وتابع قائلا: إن "الإجراءات التي تقوم به السلطات السعودية وطلب تصريح لكل رحلة من اليوم السابق هو إجراء إضافي وتعقيدات على المسافرين اليمنيين يزيد من الأعباء على المسافرين والخطوط الجوية اليمنية، وهو جزء ونوع من أنواع الحصار المفروض على الشعب اليمني". حسب ما نقلت "سبأ".
موضحا أن "الرحلة على متنها 274 راكبا معظمهم مسافرين ترانزيت من عمَّان إلى مطارات أخرى وعودة الطائرة تسبب بتأخر موعد وصولهم". وأعلن أن "الخطوط الجوية اليمنية ستقوم بكافة الترتيبات مع محطه عمَّان في مساعدة المسافرين في إعادة ترتيب حجوزاتهم ومنحهم التسهيلات والخدمات المناسبة".
شاهد .. اقلاع رحلة من صنعاء اعادتها السعودية
وجاء اقلاع الطائرة مجددا من صنعاء عقب ساعة على صدور بيان عن وزارة الخارجية بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، اعتبر أن "إعادة طائرة الخطوط الجوية اليمنية من فوق أجوائها أثناء رحلتها إلى المملكة الأردنية صباح اليوم الخميس تصرف غير ودي ومخالف للاتفاق الذي تم معها ورعته الأمم المتحدة".
نقل البيان عن "مصدر مسؤول" قوله: إن حكومة الجماعة "تعد هذا الإجراء محاولة لجرها إلى تصعيد غير مسؤول ولا مبرر ويصب في خدمة العدو الصهيوني الباحث عن إذكاء الصراع في المنطقة لحرف الأنظار عما يرتكبه من جرائم وحشية بحق الشعب الفلسطيني". مردفا: "ننتظر من السعودية التوضيح والاعتذار".
شاهد .. حكومة الحوثيين تطالب السعودية باعتذار
يأتي هذا بعد اقل من 48 ساعة على اعلان جماعة الحوثي الانقلابية، عن انفراج في ازمة الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي، واستئناف صرف رواتب موظفي الدولة المتوقفة منذ نقل البنك المركزي في سبتمبر 2016م عن نحو مليون موظف يقطنون العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الجماعة.
وأعلن وزير النقل والأشغال العامة بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، محمد قحيم، الثلاثاء (3 سبتمبر) عن "إضافة رحلتين أسبوعيا ابتداء من اليوم الأربعاء (4 سبتمبر) إلى جانب الرحلة اليومية المستمرة من صنعاء إلى عمَّان والعودة، بعد توفير الوقود الخاص بالطائرات بالتعاون مع وزارة النفط والمعادن". حسب قوله.
الوزير في حكومة الحوثيين ومحافظ الحديدة المعين من الجماعة سابقا، محمد قحيم أعلن ايضا لدى زيارة تفقدية لمطار صنعاء الدولي الثلاثاء (3 سبتمبر) أن "هناك تفاهمات وفقاً للاتفاق بين صنعاء والرياض لفتح الوجهات الجديدة المتفق عليها". حسب ما نقلته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين.
شاهد .. الحوثيون يعلنون اضافة رحلتين لمطار صنعاء
وصدر الاثنين (2 سبتمبر) اعلان حكومي سار لملايين اليمنيين المطحونين جراء الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي، يبشرهم فيه بانفراج وشيك لأزمة المطارات ودفع رواتب جميع موظفي الدولة في عموم البلاد، وانتظام مواعيد صرفها، والسياسة النقدية والمالية الخاصة بطبعات العملة وسعر صرف الريال، وغيرها من قضايا الملف الاقتصادي.
تفاصيل: رسميا: انفراج وشيك لأزمة رواتب الجميع
سبق زيارة وزير الخارجية الى روسيا، اعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الجمعة (30 اغسطس)، موافقة المجلس الرئاسي على خارطة الطريق الى السلام الشامل في اليمن، المقترحة من السعودية بختام مفاوضاتها مع جماعة الحوثي الانقلابية، والتي تبنتها الامم المتحدة نهاية ديسمبر 2023م.
تفاصيل: العليمي يعلن الموافقة على خارطة السلام
وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت الحكومة الشرعية، عن تقديمها تنازلات جديدة بينها "الغاء قرارات البنك المركزي وفتح مطار صنعاء" بضغط من السعودية، ودفع اطراف دولية، على خلفية تصعيد الحوثي لهجماته على الكيان الاسرائيلي وسفنه، وتلويحه بقصف السعودية ومنشآتها الاقتصادية، ردا على ما سماه "حربها الاقتصادية العدوانية".
تفاصيل: الحكومة تعلن تقديم تنازلات كبرى ! (بيان)
كما أكدت جماعة الحوثي الانقلابية، من جانبها، على لسان متحدثها الرسمي ورئيس وفدها المفاوض، التوصل الى الاتفاق المكون من اربعة بنود، كاشفة عن مصير رواتب موظفي الدولة بعموم محافظات الجمهورية، ضمن الاتفاق الجديد بينها والشرعية، الموقع الثلاثاء (23 يوليو) برعاية مباشرة من السعودية وسلطنة عمان ودفع اطراف دولية.
تفاصيل: كشف مصير الرواتب باتفاق الشرعية والحوثيين
بالتوازي، كشف المبعوث الأممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، تفاصيل الاتفاق الجديد، في بيان اصدره الثلاثاء يتضمن اعلانا يتحدث عن انفراج كبير في ملف البنوك وتوحيد العملة والبنك المركزي واستئناف تصدير النفط ودفع الرواتب، وغيرها من قضايا الملف الاقتصادي. مشيدا بـ "دور السعودية في التوصل للاتفاق".
شاهد .. بيان سار للمبعوث الاممي بانفراجة كبرى
وسبق أن اعلنت السعودية، السبت (13 يوليو) أول موقف لها من قرار مجلس القيادة الرئاسي تأجيل قرارات البنك المركزي اليمني في عدن، الرامية الى تضييق الخناق اقتصاديا على الجماعة واجبارها على وقف هجماتها البحرية والاستجابة لجهود السلام وفق المرجعيات الثلاث للشرعية اليمنية.
تفاصيل: السعودية تعلن موقفها من قرارات البنك المركزي
جاء هذا عقب اعلان مجلس القيادة الرئاسي، الجمعة (12 يوليو) استجابته لدعوة المبعوث الاممي لليمن الى تأجيل قرارات البنك المركزي وعقد حوار عاجل بشأن الملف الاقتصادي (تصدير النفط والبنوك والعملة والرواتب) مع جماعة الحوثي، منعا لما سماه "مغامرات كارثية"، فوتها على الجماعة بعد ساعات من حشدها ما وصفته "التفويض الشعبي" لقصف السعودية.
تفاصيل:"الرئاسي" يعلن تأجيل قرار البنوك بشرط (وثيقة)
برر المبعوث الاممي طلبه، بقوله: “إنني أقدر ما تحملته الحكومة من مظالم اقتصادية، أكثرها ظهوراً وقف صادرات النفط الخام، لكن هذه القرارات الصادرة مؤخراً بشأن البنوك سوف توقع الضرر بالاقتصاد اليمني وستفسد على اليمنيين البسطاء معائشهم في كل أنحاد البلاد، وقد تؤدي إلى خطر التصعيد الذي قد يتسع مداه إلى المجال العسكري”.
تفاصيل: غروندبيرغ يكشف كواليس الغاء قرارات البنك (اعلان)
وأصدر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، سلسلة قرارات ونفذ حزمة اجراءات في اطار خطة تدعمها الولايات المتحدة الامريكية لإحكام الحصار على جماعة الحوثي الانقلابية، ماليا واقتصاديا، واجبارها على ايقاف هجماتها البحرية والانصياع للسلام بموجب المرجعيات الثلاث، للشرعية في اليمن.
تفاصيل: كماشة اميركية تطبق على الحوثيين
تحظى قرارات البنك المركزي اليمني بدعم امريكي عبرت عنه واشنطن الاثنين (15 يوليو)، بإعلان موقفها من قرارات البنك بشأن نقل البنوك الى عدن والاصلاحات المالية والاقتصادية والرقابة على تحويلات الاموال من وإلى اليمن، ضمن التعاون مع البرنامج الامريكي لمكافحة الارهاب وتمويله وغسيل الاموال.
تفاصيل: اعلان امريكي حاسم بشأن البنك المركزي (وثيقة)
لكن قرارات واجراءات البنك المركزي في عدن، بشأن فرض نظام شبكة موحدة للحوالات ونقل البنوك من صنعاء الى عدن ومزادات بيع عشرات الملايين من الدولارات اسبوعيا، لم تكبح الانهيار المتسارع لقيمة الريال اليمني، ليتجاوز سعر صرفه 1880 ريالا مقابل الدولار الامريكي و491 ريالا مقابل الريال السعودي.
ومع أن البنك المركزي اليمني في عدن، يواصل منذ العام 2022م، طرح عشرات الملايين من الدولارات اسبوعيا للبيع بمزادات للبنوك، وباع وفق اقتصاديين قرابة ملياري دولار امريكي، حتى نهاية العام 2023م. إلا أن مزادات بيع العملة التي يوصي بها البنك الدولي، لم تنجح في كبح انهيار قيمة الريال اليمني.
في المقابل، تسبب استمرار تدهور قيمة الريال اليمني امام العملات الاجنبية، في ارتفاع فاحش لأسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والمشتقات النفطية والخدمات العامة، قدرته تقارير البنك الدولي بنسبة 300%. ما جعل نحو 50% من سكان مناطق سيطرة الحكومة اليمنية عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الغذائية الاساسية".
وجاءت هذه التطورات بعد انسداد جهود احلال السلام في اليمن، إثر تطورات اندلاع معركة "طوفان الاقصى" في فلسطين والعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وحصاره الجائر المتواصلين، وتصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له، اميركا وبريطانيا.
تفاصيل: جماعة الحوثي تباغت الجميع بهذا الاعلان (فيديو)
يُرجع مراقبون هذه التطورات، إلى تصاعد حدة التهديدات الحوثية للسعودية مؤخرا، إثر فتور بين الجماعة والمملكة اعقب "التفاهمات المبرمة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، والاتفاق الذي افضت اليه جولات مفاوضات غير مباشرة عبر مسقط ثم جولتا مفاوضات مباشرة في صنعاء والرياض، جرت خلال عامين بوساطة عُمانية".
تفاصيل: تدخل سعودي غير متوقع لصالح الحوثيين
أكدت هذا بريطانيا، منتصف مايو الفائت، بتسريبها مفاجأة كبرى لليمنيين بلا استثناء، الثلاثاء (14 مايو)، بشأن قرار امريكي بريطاني وقف العمليات العسكرية لتحالف "حارس الرخاء" في البحرين العربي والاحمر، ودعم انجاز "خارطة الطريق للسلام في اليمن"، وتنفيذ بنودها بشأن استئناف تصدير النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين واطلاق الاسرى.
تفاصيل: بريطانيا تكشف مفاجأة كبرى لليمنيين
مارست السعودية، ضغوطا مباشرة على الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لتقديم تنازلات اضافية بما فيها الغاء توجيه الشرعية لوفدها رفض التفاوض مع الجماعة حتى استجابة الاخيرة لحزمة اشتراطات بشأن ملفات فتح الطرقات واطلاق الاسرى ودفع رواتب الموظفين وغيرها من ملفات المرحلة الاولى لخارطة السلام.
تفاصيل: ضغوط سعودية لانتزاع هذا القرار من الشرعية !
وبدأت السعودية، في فبراير الفائت، تحركا دبلوماسيا واسعا ولافتا، يسعى إلى إصدار قرار دولي جديد بشأن اليمن، يعمد اتفاقها مع جماعة الحوثي الانقلابية بشأن السلام والرواتب والمطارات، ايذانا للبدء بتنفيذه عمليا، رغم تحفظات مجلس القيادة الرئاسي على بعض بنوده، الملبية تشرطات الجماعة لقبولها ببدء مفاوضات سياسية مع المجلس.
تفاصيل: تحرك سعودي لتنفيذ اتفاق السلام والرواتب
في السياق، نشرت السعودية، تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، بوصفها "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل "دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام".
يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها