الخميس 2025/10/23 الساعة 02:26 ص

بدء اجلاء قيادات بارزة من صنعاء 

العربي نيوز:

بدأت عمليات اجلاء عاجلة لقيادات بارزة، من العاصمة صنعاء، الخاضعة لسلطات سيطرة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، بعد تدخل سلطنة عمان مجددا بوساطة عاجلة، استدعتها التطورات العاجلة، لانهاء ازمة موظفي بعثات منظمات الامم المتحدة، إثر احتجاز عدد منهم للتحقيق على خلفية اتهامات بتورطهم في استهداف الكيان الاسرائيلي لحكومة الجماعة.

وأعلنت الامم المتحدة في بيان، الاربعاء (22 اكتوبر) أنها "أجلت 12 موظفًا دوليًا كانوا محتجزين من جماعة الحوثي داخل مجمع سكني تابع لها في العاصمة صنعاء". وقالت: إنهم "غادروا صنعاء اليوم على متن رحلة تابعة لخدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي الإنساني، بعد أن كانوا من بين المحتجزين سابقًا في مجمع المنظمة الدولية". وخضعوا لتحقيقات اجهزة امن جماعة الحوثي.

موضحة أن "ثلاثة موظفين آخرين من بين المحتجزين بات بإمكانهم الآن التنقل والسفر بحرية". وأشارت إلى أن "53 من موظفيها لا يزالون رهن الاحتجاز لدى الحوثيين، إلى جانب عدد من العاملين في منظمات مدنية ومؤسسات مجتمع مدني". ممن تتهمهم جماعة الحوثي بتقديم الكيان الاسرائيلي معلومات عن زمان ومكان اجتماع حكومة الجماعة مساء الخميس (28 اغسطس).

وذكرت وكالة الانباء (سبأ) التابعة لسلطات جماعة الحوثي أن "مدير مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، محمد الغنام، ناقش الثلاثاء (21 اكتوبر) مع نائب وزير الخارجية والمغتربين (بحكومة الحوثي والمؤتمر) عبدالواحد أبو راس، في صنعاء، أوجه التعاون القائم بين وزارة الخارجية والمغتربين ومكتب المبعوث الخاص وآخر التطورات على الساحة الوطنية".

موضحة أن "أبو راس جدد خلال اللقاء استنكار ورفض بيان أأمين عام الأمم المتحدة بشأن قضية المضبوطين من موظفي الأمم المتحدة على ذمة أعمال التجسس". زاعما أن "لدى الجهات المعنية أدلة دامغة على تورط بعض موظفي برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف في أعمال تجسس خطيرة أدت لاستهداف رئيس حكومة التغيير والبناء وعدد من أعضاء الحكومة".

ويأتي هذا الانفراج، بعد أيام على اعلان جماعة الحوثي رسميا، تسمية رئيس وأعضاء ما وصفته "خلية تجسس للكيان الاسرائيلي بصنعاء"، تتهمها بتسريب معلومات مكان وزمان اجتماع حكومة الجماعة والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، للكيان الاسرائيلي، وتمكينه من استهدافها بغارات جوية اسفرت عن مقتل رئيسها و8 وزراء واثنين من موظفي رئاستها، واصابة اخرين.

جاء هذا على لسان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، في خطابه الاسبوعي المتلفز، الخميس (16 اكتوبر)، في سياق حديثه عمَّا سماه "الحصول على معلومات قاطعة عن الدور التجسسي العدواني الإجرامي للخلايا التي تم اعتقالها من العاملين في المنظمات الاممية والمنتسبين للمنظمات الإنسانية" في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة الجماعة.

وقال: "من الجرائم البارزة للخلايا التجسسية من المنتسبين للمنظمات أن لها الدور الأساس في جريمة الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة، من خلال الرصد للاجتماع وفي الإبلاغ للعدو الإسرائيلي ومواكبة الجريمة". وأردف في اتهام مباشر: "كان هناك دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، على رأسها مسؤول الأمن والسلامة لفرع البرنامج في اليمن".

مضيفا: "نحن على ثقة وتأكد تام من الحقائق المتعلقة بالخلايا المنتسبة للمنظمات، ونمتلك عليها كل الدلائل"، وخاطب المبعوث الاممي الى اليمن بقوله: "نحن حريصون على توضيح خلايا تلك المنظمات، لأن البعض لا يعون الحقائق ويتأثرون بالضجة الإعلامية ويتصورون بأن هناك استهداف غير مبرر لتلك الخلايا وعدم تقدير لدورها في المنظمات الإنسانية".

وتابع: "حريصون على ما فيه الخير لشعبنا وخدمته، لكن المسألة لا تختلف أبدًا عن مصائد الموت التي لعب بها الأمريكي في قطاع غزة إلا في الشكل، لأن الأمريكي والإسرائيلي رأوا في المنظمات الإنسانية غطاءً مهمًا يحمي تلك الخلايا من الاعتقال ويسهل تحركها بالإمكانات التي تم تزويدهم من أجهزة ووسائل رصد واستهداف، وأجهزة تقنية لاختراق الاتصالات".

زاعما أنه "تم تزويد خلايا المنظمات بأجهزة وإمكانات تجسسية تستخدمها عادة أجهزة الاستخبارات العالمية، ولدينا أدلة بذلك وكل اللوم يتوجه للأمم المتحدة وتلك المنظمات التي بدلا أن يكون لها موقف من الأمريكي والإسرائيلي مقابل اختراقه لها وتحريكه لمنتسبيها". معتبرا أن لوم الاجهزة الامنية "محاولة لتبرئة مجرميهم وتلك الخلايا التي قامت بذلك الدور الإجرامي". 

ورد الحوثي على بيانات ادانة احتجاز موظفي منظمات، بقوله: "في كل العالم حتى في البلدان الغربية وفي مواثيق الأمم المتحدة ليس هناك أي نص أو قانون يبيح للمنتسبين إلى المنظمات الإنسانية أو المنظمات الأممية أن تقوم بالأعمال التجسسية والعدوانية والإجرامية في أي بلد، ولا يوجد ما يحمي منتسبي المنظمات الإنسانية من المحاسبة والمساءلة ويبيح لها ذلك".

مضيفا: إن "ما قامت به تلك المنظمات، خارج عن دورها الإنساني، بل دورها عدواني إجرامي يستهدف شعبًا ودولة، والخلايا التجسيية تسعى إلى اثارة الفوضى في الداخل لمصلحة الامريكيين والاسرائيليين، وما يجري من تهويل ولوم وضغط إعلامي وسياسي إنما يهدف فقط لتأمين حماية الخلايا لتواصل نشاطها الإجرامي ضد الشعب اليمني". حسب تعبيره.

وتابع: "كل المسارات التخريبية التي تستهدف أمن شعبنا فشلت فشلاً كبيراً مقارنة بما قدمه الأعداء في هذا الجانب من إمكانات هائلة ومغرية". وأردف: "كان هناك محاولة لإثارة الفتن والفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا، لأن شعبنا العزيز انطلق من منطلق إيماني وجهادي وهو مستمر في بناء قدراته ومحافظ على كل عناصر القوة".

معلقا على تطورات غزة بقوله: "نؤكد للعالم أجمع وللعدو الإسرائيلي ولإخوتنا المجاهدين في فلسطين وللشعب الفلسطيني حضورنا المستمر وجهوزيتنا الدائمة لعمليات الإسناد العسكري في حال عاد العدو الإسرائيلي لعدوانه وجرائم الإبادة الجماعية في غزة". وأردف: "والقاعدة مع العدو وإن عدتم عدنا، ونحن مستمرون على هذا الأساس وواثقون بنصر الله".

وتابع الحوثي قائلا: "ما نأمله أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار وأن يتاح للفلسطينيين إعادة الإعمار بدعم واسع وأن يتوقف العدوان على قطاع غزة"، لكنه شدد على أن "يكون هناك استمرار في حالة اليقظة والجهوزية". مضيفا: "العدو الإسرائيلي لا يلتزم إلا بالإرغام، ما يتطلب الجهوزية المستمرة واليقظة العالية والمواكبة المستمرة والاستعداد لأي تطورات".

يأتي هذا بعدما كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية، مطلع اكتوبر 2025م، عن تمكن الكيان الاسرائيلي من اعتماد شبكات استخبارات داخل اليمن وبصورة اكبر في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة جماعة الحوثي، على خلفية تصعيد هجماتها على الملاحة البحرية للكيان وقواعده ومطاراته وموانئه ضمن اعلانها "استمرار عمليات اسناد غزة".

تفاصيل: "اسرائيل" تؤسس شبكات في صنعاء !

عزز هذا ما كشفه "مركز اورشاليم (القدس) للشؤون العامة"، الاثنين (15 سبتمبر)، عن مصدر المعلومات الاستخباراتية لتنفيذ جيش الاحتلال الاسرائيلي غاراته الجوية على العاصمة صنعاء واغتياله رئيس حكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، وثمانية من وزرائه، مساء الخميس (28 اغسطس).

تفاصيل: "اسرائيل" تكشف عن مخبر صنعاء !

وسرب الكيان الاسرائيلي، معلومات عن نشوط استخباراته لتحديد اهدافه القادمة في اليمن، ضد جماعة الحوثي لإنهاء تصعيد هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة البحرية للكيان وقواعده العسكرية ومطاراته وموانئه ضمن اعلانها "استمرار عمليات اسناد غزة حتى ايقاف العدوان ورفع الحصار".

تفاصيل: تسريب أهداف "اسرائيل" باليمن !

يشار إلى أن  الكيان الاسرائيلي، أعلن منتصف ليل الاربعاء (8 اكتوبر) ما سماه "بدء المعركة الكبرى مع الحوثيين بمعزل عن غزة"، بعد اعلان توقيع اتفاق ايقاف العدوان وانهاء الحصار على قطاع غزة وتبادل الاسرى برعاية امريكية قطرية مصرية، لانهاء تهديد جماعة الحوثي الذي ظهر من خلال هجماتها خلال معركة "طوفان الاقصى".