العربي نيوز - قطر:
انكشفت أخيرا، هوية الجاسوس الواشي برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشهيد اسماعيل هنية، والسلاح المستخدم في اغتياله بمقر اقامته في العاصمة الايرانية طهران عقب مشاركته بحفل تنصيب الرئيس الايراني الجديد، مسعود بيزشكيان، الاربعاء (31 يوليو) الفائت.
جاء هذا في تصريح اعلامي لنجل هنية، عبدالسلام، اطلقه من العاصمة القطرية الدوحة، كشف فيه "إن والده استُهدف بصاروخ موجه تتبع هاتفه المحمول، الذي كان بجانب رأسه في غرفته". موضحا أن والده أجرى آخر مكالمة قبل ساعات معدودة على اغتياله في غرفته بمقر ضيافته.
وقال عبدالسلام هنية لقناة "الغد" الفضائية: إن هاتف والده قام بدور الجاسوس في هذه العملية، فأتاح من خلال التقنيات الحديثة إمكانية تتبع مسار حركته وموقع تواجده. وأردف: إن "الهاتف الشخصي لوالدي كان نقطة الارتكاز التي تم الاعتماد عليها في اغتياله بواسطة صاروخ موجه".
مضيفا: "كان والدي يحضر حفلا رسميا ويحمل هاتفه، وكان ييستخدم الهاتف بشكل متكرر في يوم استشهاده". وتابع: "كانت اخر مكالمة اجراها والدي عند الساعة 10:15 مساءً". اي قبل اغتياله بثلاث ساعات ونصف فقط، حسبما روى التوقيت ممثل حركة حماس بطهران خالد القدومي.
ونفى نجل هنية رواية اغتيال والده بـ "قنبلة زرعت تحت سريره في مقر تشريفات الضيوف شمالي طهران. وقال: "كان هناك حراس شخصيون ومستشارون آخرون جالسين في غرفة على بعد أمتار قليلة من غرفته، لذلك فمن الواضح أنه لو كانت هناك عبوة ناسفة فسيتم تفجير المكان بأكمله".
موضحا أن عائلته كانت تتوقع منذ أكثر من 20 عامًا أن يتعرض والده لعملية اغتيال ينفذها الكيان الاسرائيلي. وأن والده "كان دائم الحديث عن الشهادة، واستشعر قرب اغتياله بعد قصف تل أبيب في عملية تبناها الحوثيون". ورد عليه حين عبر له عن مخاوفه "يا ولدي نحن نبحث عن الشهادة".
شاهد .. نجل هنية يكشف هوية جاسوس اغتيال والده (فيديو)
كما أكد عبدالسلام هنية لقناة "العربية- الحدث"، إن اغتيال والده تم بصاروخ تتبع هاتفه، وقال: "لقد كان صاروخا موجها تتبع هاتفه المحمول الذي وضعه ليلا في غرفته بالقرب من رأسه الذي أصيب بشكل مباشر". وأردف: "كان والدي يحمل هاتفه المحمول، لذلك لم تكن العملية معقدة للغاية".
شاهد .. نجل هنية يكشف سلاح اغتيال والده (فيديو)
وأدلى ممثل حركة حماس في طهران خالد القدومي، بشهادته لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، الاربعاء (7 اغسطس)، وقال: "في حوالي الساعة 1:37 ليلا، شعرت بحدوث زلزال أو برق ورعد،.. وتوجهنا للطابق الرابع فوجدنا هنية تحت انقاض جدارين تهدما جراء الضربة".
شاهد .. ممثل "حماس" بطهران يدلي بشهادته
سبق هذا، اعلان الحرس الثوري الايراني، السبت (3 اغسطس) أنه "وفق التحقيقات، جرت هذه العملية الإرهابية بقذيفة قصيرة المدي برأس حربي يزن 7 كيلوغرام تقريبا من خارج حدود مبنى إقامة الضيف (هنية) وأدى إلى وقوع انفجار شديد". متوعدا "سيتلقى الكيان الصهيوني العقاب الاليم والصعب".
شاهد .. نتائج التحقيقات الايرانية باغتيال هنية
وأفصحت جمهورية ايران الاسلامية، عن نوع "الرد" المرتقب منها على اختراق الكيان الاسرائيلي سيادتها، واغتيال رئيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية على اراضيها، واغتيال القائد العسكري بالمقاومة اللبنانية فؤاد شكر، جنوبي العاصمة بيروت، بالتوازي مع فشل وساطات لاحتواء الرد.
تفاصيل: ايران تفصح عن نوع "الرد" والكيان يستعد
كما افصح أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، عن طبيعة الرد بقوله: إنه يتم العمل على "رد حقيقي وليس شكليا". مضيفا: "وبيننا الايام والليالي". بينما اعلن زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي الخميس (1 اغسطس): إن "محور المقاومة يحضر لرد كبير يسوء العدو ويسوء المتشفين".
تفاصيل: الحوثي يطالب اليمنيين بهذا التفويض (فيديو)
والخميس (15 اغسطس)، قال الحوثي: إن "قرار الرد من محور القدس والجهاد والمقاومة على جرائم العدو الصهيوني لا بد منه، وقادم والقرار حاسم لا تراجع عنه أبداً وهو التزام إيماني، وإنساني وأخلاقي". وأردف: "مهما كانت مساعي احتواء الرد فهي فاشلة، والقرار حتمي من كل جبهات الإسناد". كاشفا اسباب تأخر الرد.
تفاصيل: الحوثي يعلن اعترافات مفاجئة لأول مرة (فيديو)
في المقابل، تتوقع الولايات المتحدة الامريكية، ان "تنفذ ايران وحلفاؤها في المنطقة ردا واسعا" مختلفا عن ردها في ابريل الفائت، على قصف الكيان الاسرائيلي مقر قنصيلة طهران في العاصمة السورية دمشق، واغتيال عدد من اعضاء بعثتها الدبلوماسية والملحقية العسكرية الايرانية في سوريا.
صرح بهذا، النائب الأول لمساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون فاينر، قائلا: إن واشنطن تعتبر مستوى التهديد الذي تواجهه إسرائيل "مرتفعا جدا"، وهي "مستعدة لمساعدة تل أبيب على الدفاع عن نفسها". مبديا مخاوف من آلا يسبق الرد الايراني تحذير كما حدث برد ابريل.
شاهد .. توقعات اميركا للرد الايراني على الكيان
كما أكد هذا، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، بقوله في تصريح صحفي: ""يجب أن أقول أن إيران ستفعل شيئا مؤثرا ومهما للغاية". مضيفا: "من الصعب معرفة شكل ومدى الرد الإيراني على وجه اليقين". لكنه جزم بأن الرد لن يكون كرد ايران في ابريل الفائت.
وقال بولتون: إن "الهجمات الإيرانية السابقة ضد إسرائيل التي شملت أكثر من 200 صاروخ باليستي، بينها 120 صاروخا لم تصل إلى إسرائيل وانفجرت إما على منصة الإطلاق أو تحطمت قبل أن تصل إلى الهدف. لذا كان بالفعل هجوما تم تصميمه بشكل لا يؤدي إلى تصعيد...".
مردفا في ختام تصريحه: "لا أعتقد أن إيران هذه المرة يمكنها أن تبتلع كرامتها، وأن تتجاهل ما حدث. لذلك أعتقد أنه من المرجح في هذه المرحلة أن تقدم إيران على رد خطير يستهدف أهدافا في إسرائيل، ويتسبب في سقوط عدد من الضحايا، والتسبب في الكثير من الأضرار".
شاهد .. توجس اميركي من "آثار مدمرة" للرد الايراني
وعززت الولايات المتحدة الاميركية وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بارسال تعزيزات من السفن الحربية والطائرات المقاتلة إلى المنطقة. وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أنها "حركت حاملة الطائرات العملاقة ‘أبراهام لينكولن‘ الى منطقة الشرق الاوسط لأسباب دفاعية بحته".
من جانبه، يعيش الكيان الاسرائيلي، منذ اسبوع، حالة ترقب قلق انعكست بالسلب على مؤشرات بورصته المالية، وأعلن رئيس حكومة الكيان نتنياهو ووزير دفاعه غالانت الاستعداد لكل الاحتمالات وتوعدا بـ "الرد على اي هجوم" وأن تدفع ايران او وكلائها "ثمنا باهضا لأي هجوم تقدم عليه".
شاهد .. الكيان يواجه مخاوفه بإطلاق هذه التهديدات
لكن الكيان لم يخف المخاوف، ووفقا لوسائل اعلام الكيان ووسائل إعلام امريكية، بينها قناة "بي بي سي"، فإن نتنياهو أعلن "الاستعداد لكافة السيناريوهات" لكنه حذر مستوطنيه بقوله: "إن أيامًا صعبة تنتظرنا". مضيفا: "لقد سمعنا تهديدات من جميع الجهات، نحن مستعدون لكل الاحتمالات". حسب تعبيره.
شاهد .. نتنياهو يدعو مستوطنيه للاستعداد لأيام صعبة
وتتوقع حكومة الكيان الاسرائيلي، أن يسعى الرد الى اغتيال مسؤولين بارزين في الكيان، ما جعلها تتخذ احترازات واسعة بينها "منح غالبية وزرائها هواتف تعمل بواسطة الأقمار الصناعية، تحسبًا لأي هجوم يتسبب في انقطاع شبكة الاتصال في البلاد". حسب وسائل اعلام عبرية.
حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” التابعة للكيان الاسرائيلي، فإن "جيش (الاحتلال) الاسرائيلي بدأ عمليات تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تحسبا لأي هجوم". مشيرة إلى ان التوقعات تذهب باتجاه اطلاق ايران ووكلائها في المنطقة كميات من الصواريخ".
ونقلت قناة "إن بي سي" الامريكية، عن مسؤول في الكيان الاسرائيلي، قوله: إن "الهجوم الإيراني المرتقب سينطلق من غرب البلاد وسيشمل صواريخ باليستية ومجنحة ومسيرات". وأردف: "نستعد لهجوم محتمل من إيران وحزب الله لعدة أيام يشمل إطلاق صواريخ مضادة للطائرات".
بدورها، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن خبراء عسكريين: إن "‘إسرائيل‘ قد تواجه هجوماً غير مسبوق بمئات الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية تتراوح من حمولات تصل إلى 50 كيلوغراماً إلى 10 أضعاف ذلك". متوقعة ان يستهدف حزب الله ‘تل ابيب‘ (حيفا)".
من جهته، كشف الصحفي الصهيوني "بن كاسبيت"، في تصريح صحفي نقلته وسائل اعلام عبرية وقناة "روسيا اليوم"، عن أن جهاز "الشاباك" الصهيوني "استعد لتشغيل لتشغيل مخبأ القيادة تحت الأرض في القدس، ليكون مقرا لكبار القادة السياسيين بحال اندلاع حرب طوارئ".
وقال كاسبيت أن "المخبأ مجهز بكافة وسائل القيادة والسيطرة، ومتصل بالحفرة في الكيرياه (منطقة في وسط تل أبيب، المركز الحكومي للكيان وقاعدة قواته الرئيسة) وجميع الغرف الحربية الأخرى، ويتيح البقاء لفترة طويلة، وهو محصن ضد جميع أنواع الأسلحة المضادة للأفراد".
شاهد .. استعدادات الكيان الاسرائيلي للرد الايراني
تتابع هذه التطورات، بعدما تكشفت تفاصيل جديدة وخفايا مثيرة لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، اسماعيل هنية، في مقر اقامته شمالي العاصمة الايرانية طهران، لدى مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، صباح الاربعاء (31 يوليو).
تفاصيل: انكشاف خفايا مثيرة لاغتيال اسماعيل هنية
وجاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، عقب 112 يوما على اغتيال ثلاثة من ابنائه وخمسة من احفاده اول ايام عيد الفطر الاربعاء (10 ابريل) بغارة لطيران جيش الاحتلال الاسرائيلي استهدفتهم في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، ضمن عشرات الغارات على القطاع.
تفاصيل: شاهد .. بماذا كُفن اولاد هنية واحفاده (فيديو)
كما تزامن اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، مع اغتيال الكيان الصهيوني القائد العسكري البارز في المقاومة اللبنانية، فؤاد شكر، بغارة جوية نفذها الطيران الحربي للاحتلال ليل الثلاثاء، على الضاحية الجنوبية لبيروت، ردا على هجمات "حزب الله" الصاروخية، المساندة للمقاومة الفلسطينية.
من جهتهم، يتفق سياسيون وعسكريون، في اتهام الولايات المتحدة الامريكية بـ "منح الضوء الاخضر للكيان الاسرائيلي بتنفيذ عدوان على الضاحية الغربية لبيروت وإيران واغتيال هنية". مشيرين إلى أن "هذا التصعيد السافر من الكيان الاسرائيلي يفتح عليه جهنم وينذر باندلاع حرب اقليمية شاملة".
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ (7 اكتوبر 2023م) شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.
بالتوازي، تواصل اميركا توفير الدعم العسكري والسياسي للكيان الاسرائيلي، وأججت الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في تعطيل اي مشروع قرار لمجلس الامن الدولي، يدين العدوان الاسرائيلي ويأمر بوقفه فورا، مستخدمة الفيتو (الاعتراض) للمرة على اربعة مشاريع قرارات، اخرها الاربعاء (21 فبراير).
وأكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "39965 قتيلا فلسطينيا (بينهم 28500 طفل وامرأة ومسنا)، و92294 مصابا، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.