العربي نيوز:
اطلق للتو، مقربون من الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، غازي احمد علي محسن الاحول، اخطر تسريب بشأن خلفيات اعتقاله ومدير مكتبه في العاصمة صنعاء صباح الاربعاء (20 اغسطس)، متهمين قيادة الحزب في الداخل برئاسة صادق امين ابو راس بالوقوف وراء أوامر الاعتقال.
وسربت مصادر سياسية في صنعاء مقربة من أمين المؤتمر معلومات متقاربة عن أن "اعتقال الاستاذ غازي الاحول، ومدير مكتبه عادل ربيد "جاء بطلب من قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، بزعم احباط انقلاب داخلي ومحاولة شق صفوف الحزب رفضا لفصل احمد علي عفاش من الحزب".
موضحة أن "قيادة المؤتمر الشعبي في صنعاء ظلت على غير وفاق مع الاستاذ غازي باعتباره مقربا وشخصية توافقيه مع قيادات المؤتمر الشعبي العام داخل اليمن وخارجه، وفي مقدمهم نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، احمد علي عبدالله صالح، وابلغت سلطات جماعة الحوثي بهذا لاعتقاله".
وفقا للمصادر المقربة من أمين حزب المؤتمر الشعبي فإن "الاستاذ غازي الاحوال كان يعتزم جعل احتفالات ذكرى تأسيس المؤتمر في 24 اغسطس، بعموم البلاد بما فيها مارب وتعز وعدن، حدثا استثنائيا على صعيد احياء دور المؤتمر الشعبي، الرائد في بناء الدولة اليمنية واستعادة مؤسساتها".
يترافق هذا، مع تأكيد مصادر سياسية، صدور قرارات وصفت بالجريئة عن قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، تطيح بقيادات من الصف الاول للحزب، وتشمل نواب رئيس الحزب وامينه العام، ومن شأنها احداث ارباك كبير في المشهد السياسي بالتزامن مع جهود دولية لاستئناف مفاوضات السلام.
وتحدثت المصادر المتطابقة، عن قرارات مرتقبة بفصل قيادات بارزة بينهم احمد علي عفاش المُعين من قيادة المؤتمر في الداخل نائبا لرئيس الحزب (مايو 2019م) بعد مصرع والده علي عفاش وأمين عام الحزب عارف الزوكا، في المواجهات مع شركائه في الانقلاب جماعة الحوثي مطلع ديسمبر 2017م.
عززت هذه التسريبات قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام، تصدرها عضو اللجنة العامة للحزب، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقا في حكومة الانقلاب (جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي) غير المعترف بها دوليا، الشيخ حسين حازب، في سلسلة تصريحات نشرها على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا).
استهل حازب، وهو احد ابرز قيادات التحالف المستمر بين المؤتمر الشعبي وجماعة الحوثي، سلسلة تصريحاته بنشر تدوينة ضمنها مادة من الميثاق الوطني للحزب، تنص على أن "الولاء الوطني مبدأ شريف لا ينسجم بأي حال من الاحوال مع التبعية أيا كان شكلها ونوعها". ما اعتبر "تمهيدا وتبريرا لقرار فصل احمد علي" من الحزب.
ونشر حازب، في تدوينة ثانية، ما اعتبره مراقبون "مسوغات قرارات فصل احمد علي عفاش واخرين من قيادات المؤتمر الشعبي"، قائلا: "ثقافة مؤتمرية.. واجبات عضو المؤتمر الشعبي العام، كما حددتها المادة 18 من النظام الداخلي.؟". مرفقا صورة لمواد "واجبات العضو" في النظام الداخلي لحزب المؤتمر الشعبي العام.
القيادي المؤتمري، حسين حازب، المنحدر من قبيلة مراد في مارب، مهد للقرارات المرتقبة بتدوينة ثالثة قال فيها: "ليس للموتمر الشعبي العام قيادة غير اللجنة العامة برئاسة المناضل الشيخ صادق امين ابوراس رئيس الموتمر، وليس للموتمر وهذه القيادة فروع في الخارج!". في اشارة الى اجنحة الحزب في الرياض وابوظبي ومصر.
واستبق عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي، أي جدل متوقع أو اعتراض على القرارات المرتقبة لقيادة حزب المؤتمر الشعبي في الداخل التي يرأسها صادق امين ابو راس، بقوله: "وما يصدر عن هذه القيادة وأمانتها العامة يمثل موقف الموتمر الشعبي العام، وأي قول او فعل خارج هذا الاطار فهو لا يعبر عن المؤتمر، وسلامتكم.
تأتي تسريبات قرارات الفصل لقيادات بحزب المؤتمر الشعبي، يتصدرهم احمد علي، عقب تحول لافت لموقف قيادة الحزب في الداخل، من استمرار تعيينها احمد عفاش نائبا لرئيس الحزب، واتجاهها نحو التخلي عنه، إثر توجهات التحالف لاعادته الى الواجهة، بإعلانها لأول مرة ما سمته "رفض عفشنة المؤتمر الشعبي العام".
تفاصيل: موقف مفاجئ للمؤتمر من احمد علي!
وجاء هذا التحول في موقف قيادة حزب المؤتمر الشعبي بالداخل، المستمرة في التحالف مع جماعة الحوثي، امتدادا لمطالبات قيادات في الحزب بإقالة احمد علي عفاش عقب اعلانه تأييد التحالف بقيادة السعودية والامارات، وبعد ايام على ادانته بـ "الخيانة والعمالة والفساد" وصدور حكم بحقه من المحكمة العسكرية التابعة لسلطات الحوثيين.
تفاصيل: اسرة عفاش تتلقى فاجعة جديدة !
من جانبها، وجهت جماعة الحوثي، اتهاما جديدا إلى قائد الجيش العائلي لعفاش (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) سابقا، احمد عفاش، وطارق عفاش قائد ما يسمى "قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وعمار عفاش وكيل جهاز الامن القومي سابقا، رئيس شعبة الاستخبارات في الساحل الغربي.
تفاصيل: اتهام حوثي جديد لاسرة عفاش !
تتزامن تسريبات فصل احمد علي، مع صدور اول تأكيد مؤتمري لاعتقال امين عام المؤتمر الشعبي غازي الاحول ومدير مكتبه عادل ربيد، عن قيادات مؤتمرية بينها عضو اللجنة الدائمة للحزب، طاهر مثنى، الذي أكد اعتقال الاحوال وكشف عن مكان احتجازه وزعم ان لاعلاقة لاعتقاله باحتفالات ذكرى تأسيس الحزب.
موضحا في تدوينة على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك"، أن غازي الاحول "أخبرني قبل ايام بأنه سيتم إلغاء الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر، واعتبر أن ذلك الأفضل لسحب البساط من أي زوبعة..كما رفض ان يتم الرد على من يهاجم المؤتمر احتراما لمولد النبي". وقال: "لانريد التكهنات..حول ماحدث اليوم (الاربعاء) صباحا".
وتابع: "اخي غازي حاليًا ليس في السجن كما يُروّج، بل ضيف في مكان مميز، وقد يُعود لمنزله الليلة أو غدًا. أخي غازي رجل شجاع وعنيد، وما في قلبه على لسانه،..". وأضاف: "طبعا، بعد التأكد، انفي نفيًا قاطعًا أن يكون هناك محاصرة لمنزل رئيس المؤتمر الشعبي العام، ولا توجد أي ملاحقات أو تهديدات لأي قيادي في المؤتمر".
مضيفا في تدوينة اخرى: "لاتصدقوا مافي شي؟ كلها كذب واشاعات.. لا اعتقالات ولا تهديدات ولا محاصرة لبيت رئيس المؤتمر الشعبي صادق أمين أبوراس. هو فقط الامين (غازي)، وهو كبير قومه في شبوة قبل ان يكون امين عام المؤتمر.. (حدث عارض بإذن الله يحل).. اللهم اجعلنا من القوم الصالحين الصابرين الوطنيين واجعل كيد من يكيد في نحره".
ومساء الثلاثاء (19 اغسطس) فاجأت قيادة حزب المؤتمر الشعبي في الداخل، قواعد الحزب وانصاره داخل اليمن وخارجه، وباقي الاطراف السياسية، والمراقبين للشأن اليمني، بإعلان صادم، بشأن التحالف مع جماعة الحوثي واحتفالات ذكرى تأسيس الحزب، وما كان يتوقع ان يصاحبها من تحركات واسعة لاسقاط جماعة الحوثي من الداخل.
تفاصيل: المؤتمر يصدم اليمنيين بهذا الاعلان
تحالف رئيس المؤتمر الشعبي، الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة بمصرع عفاش في ثاني ايام دعوته اليمنيين بخطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة ثم عدن قبل تنصيبه وكيلا لاطماع الامارات في الساحل الغربي لليمن.
وشارك احمد علي ومدين وصلاح عفاش وطارق عفاش شاركوا في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، قبل اعلان اتفاق تقاسم سلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهروا بمشاركة كتائب جيشهم االعائلي في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
يشار إلى أن أسرة عفاش تسعى إلى إعادة النظام العائلي للرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.