العربي نيوز - صنعاء:
كشف زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، معلومات جديدة لأول مرة، اعتبرها مراقبون من خفايا واسرار المواجهات المتواصلة بين الجماعة وتحالف "حارس الرخاء" العسكري الامريكي البريطاني، لردع الهجمات الحوثية على السفن الاسرائيلية والمتعاونة معه بزعم "دعم فلسطين واسناد مقاومتها".
جاء هذا في خطاب متلفز، جديد لزعيم الحوثيين، القاه مساء الخميس (15 اغسطس)، وبثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، كشف فيه عن تصاعد الخسائر البشرية والمادية للجماعة جراء الغارات الجوية والضربات الصاروخية الامريكية البريطانية على مناطق ومحافظات سيطرة الجماعة منذ مطلع العام.
وقال الحوثي في خطابه: إن "الغارات الأمريكية المعادية بلغت هذا الأسبوع 10 غارات، منها ثمان غارات على الحديدة وغارتان على حجة وصنعاء". وأردف: إن غارات الطيران الامريكي البريطاني "أدت إلى مقتل 73 شخصا و181 مصاباً". منذ تدشين عمليات تحالف "حارس الرخاء" فجر الاثنين (12 يناير).
لكنه زعم أن غارات العدوان الامريكي البريطاني على اليمن لم تنجح في ايقاف عمليات اسناد الشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته بمواجهة العدوان الاسرائيلي ولم تؤثر على القدرات العسكرية وعزيمة الجماعة وتوسيع عملياتها لتشمل اقصى المحيط الهندي والبحر الابيض المتوسط بجانب البحرين العربي والاحمر.
شاهد .. الحوثي يكشف خسائر الغارات الامريكية (فيديو)
وقال الحوثي: إن عمليات اسناد قوات جماعته لفلسطين هذا الاسبوع ضد السفن المتجهة الى الكيان الصهيوني والمتعاونة معه "نفذت بـ 15 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة". مجددا تأكيد أن "العمليات مستمرة" حتى ايقاف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار المتواصل عنه في غزة.
شاهد.. الحوثي يؤكد استمرار الهجمات على الكيان وسفنه (فيديو)
مجددا التأكيد على أن الرد على عدوان الكيان الصهيوني الاسرائيلي على مدينة الحديدة "آت حتما وله مساره وتجهيزاته وتكتيكه وله إمكاناته المخصصة". وقال: أن الرد على الكيان الاسرائيلي وجرائمه في اليمن ولبنان وطهران من محور المقاومة "آتٍ وأن تأخره يأتي في سياق عملي ليكون الرد موجعاً للعدو".
شاهد .. الحوثي يعلن تجهيز الرد على قصف الحديدة (فيديو)
وتابع عبدالملك الحوثي: إن "الرد على العدو الصهيوني، قرار استراتيجي وضرورة فعلية لردع العدو المجرم واللئيم والجريء على ارتكاب الجرائم". وأردف: إن "قرار الرد من محور القدس والجهاد والمقاومة على جرائم العدو لا بد منه، وقادم والقرار حاسم لا تراجع عنه أبداً وهو التزام إيماني، وإنساني وأخلاقي".
متحدثا عن أن "الأمريكي يبذل كل جهده لاحتواء الرد بخطوات سياسية ومنها الحديث عن حوار ومفاوضات والتحذير من التأثير عليها". وقال: إنه "مهما كانت مساعي احتواء الرد فهي فاشلة، والقرار حتمي من كل جبهات الإسناد". معتبرا أن التأخير "في مقابل حالة النفير الأمريكية لإعاقته والتقليل من تأثيره".
وقال: "التأخير له تأثير عملي على العدو ولم يسبق أن كان في مثل هذه المرحلة من الخوف كإلغاء الرحلات الجوية وقلق المستوطنين. الكل في كيان العدو في حالة هلع وخوف وإعلامهم يتحدث عن ذلك وواقعهم يشهد والتداعيات قائمة وحاصلة، ورغم الضخ الإعلامي المشكك من الأعداء فالرد آتٍ آتٍ آتٍ حتماً".
شاهد .. الحوثي يتحدث عن موعد الرد على الكيان (فيديو)
داعيا في المقابل اليمنيين الى مواصلة انشطة دعم فلسطين واسناد مقاومتها، بالزخم والوتيرة نفسهما، بوصف "الانشطة مهمة مقدسة واستمرارها ايمان"، بما فيها الاعلامية والمقاطعة الاقتصادية والتظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني ولعمليات اسناده ومقاومته للعدوان الاسرائيلي المتواصل بدعم امريكي وبريطاني وغربي مباشر.
شاهد .. زعيم الحوثيين يطالب اليمنيين بهذا (فيديو)
الى ذلك، تعرض اليمن فجر الجمعة (9 اغسطس)، لعدوان جوي جديد، عبر غارات نفذتها طائرات حربيةعلى عدد من المواقع، خلفت صواريخها انفجارات هائلة وُصفت بالعنيفة، وايقظت المواطنين على دويها، الذي ظنوه للحظة ناجما عن الرعود القوية المتواصلة منذ ايام.
تفاصيل: عدوان جوي جديد على اليمن (المواقع المستهدفة)
والاربعاء (7 اغسطس)، اندلعت مواجهات وصفت بأنها "اعنف اشتباك مباشر"، بين قوات تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني وجماعة الحوثي الانقلابية، إثر استهداف الاخيرة "مدمرتين تابعتين للقوات البحرية الامريكية شمالي البحر الاحمر، الاربعاء (7 اغسطس)، وسفينة تجارية متعاونة مع الكيان الاسرائيلي".
تفاصيل: بدء اعنف اشتباك امريكي حوثي
كما صدرت الاحد (4 اغسطس)، ثلاثة اعلانات امريكية بريطانية اوروبية متزامنة، غير متوقعة، بشأن اليمن وما تشهده مياهه الاقليمية في هذه الاثناء، أكدت تعذر تدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي واستمرار هجماتها على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له وشركات الشحن المتجهة اليه.
تفاصيل: اعلان امريكي اوروبي مفاجئ بشأن اليمن
وتواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب تأكيد ناطق جيش الكيان، بالتزامن مع هجمات بحرية تنفذها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".
تفاصيل: روسيا تكشف خفايا اختراق اليمن "تل ابيب" (فيديو)
تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)
بلغ عدد السفن التي استهدفتها جماعة الحوثي في سياق ما تسميه "منع عبور سفن الكيان الاسرائيلي وسفن الدول الداعمة له وشركات الشحن المتعاونة معه (173 سفينة) "بينها 41 سفينة اسرائيلية". حسب تقرير احصائي بثته مساء الثلاثاء (6 اغسطس)، قناة "المسيرة" الفضائية الناطقة باسم جماعة الحوثي.
شاهد .. الحوثيون يبثون حصيلة هجماتهم البحرية (فيديو)
بالمقابل، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.
تفاصيل: عدوان جديد على الحديدة (مواقع ومحصلة)
تفاصيل: اميركا تبدأ حربا شاملة في اليمن (محصلة)
تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)
تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".
شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "39965 قتيلا فلسطينيا (بينهم 28500 طفل وامرأة ومسنا)، و92294 مصابا، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.