الخميس 2025/08/21 الساعة 04:31 ص

الامطار تزيح الستار عن مفاجأة (فيديو)

العربي نيوز:

ازاحت الامطار الغزيرة التي يتواصل هطولها على معظم محافظات اليمن بفضل الله بعدما طال انتظارها لاشهر، عن مفاجأة كبيرة وصادمة لجميع اليمنيين في الداخل والخارج، والمهتمين بالشأن اليمني حول العالم، تمثلت في كشف انهيار قطاع الخدمات جراء الحرب المتواصلة في البلاد.

وأظهرت سيول الامطار بنسب متفاوتة من محافظة إلى اخرى، حجم الانهيار الحاصل في قطاع الخدمات وبخاصة النظافة ورفع المخلفات وقنوات تصريف مياه السيول وشبكة الصرف الصحي، وكذا شبكات الكهرباء والاتصالات والانترنت، وبصورة اكبر في العاصمة المؤقتة عدن.

وثق هذا ناشطون نشروا صورا ومشاهد فيديو، لجرف سيول الامطار الى الشوارع الرئيسية في العاصمة المؤقتة عدن، كميات هائلة قدرت بعشرات الاطنان من القمامة والمخلفات المتكدسة في شوارع احياء مديريات عدن الثماني، الى جانب تسببها في انهيار تمديدات الكهرباء والاتصالات.

وضجت منصات التواصل الاجتماعي بانتقادات واسعة لتردي الخدمات والبنية التحتية في عدن، وعلقت المحامية والناشطة الحقوقية العدنية البارزة، هدى الصراري، بقولها: "عادة ما تتحول الامطار الشديدة والمنخفضات الجوية لكابوس في مدينة عدن. اللهم لطفك وعنايتك بعدن وأهلها".

مضيفة في تدوينة بمنصة إكس (توتير سابقا) مرفقة بالصور والفيديو: "اتذكر مثل هذه الايام قبل خمس سنوات كانت الاجواء مثل اليوم بالاضافة لوباء #كورونا انتشرت الحٌميات والامراض توفى عددا كبير من الناس خاصة كبار السن ووالدي رحمة الله تغشاه من اللذين توفوا تلك الفترة".

من جانبهم، انبرى لتبرير ما كشفته الامطار وسيولها، سياسيو وناشطو "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات، والمسيطر على مؤسسات الدولة بعد انقلابه على الشرعية وسيطرة مليشياته على العاصمة المؤقتة عدن، في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي مباشر.

وقال الناشط السياسي والاعلامي بصفوف "الانتقالي الجنوبي"، عادل الشبحي، مبررا ما وُصف بأنه "مشاهد فاضحة": "عدن شهدت أمطار وسيول فجر اليوم ونتيجة للتوسع العشوائي  الذي شهدته المدينة خلال ٣ عقود وعدم مواكبته بتطور في البنية التحتية ومصارف للسيول". 

مضيفا في تدوينة على منصة إكس (تويتر سابقا): إن سيول الامطار "تسببت في إصابات وأضرار كثيرة للمنازل والمركبات وتوقف للحركة وللأسف فإن شحة الإمكانيات وعدم وجود برامج متطورة لمواجهة الكوارث والأزمات ستؤخر معالجة الأضرار وتتسبب في انتشار الأوبئة".

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يترافق هذا مع تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، دون ضبط الجناة.

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

وتبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.

الامطار تزيح الستار عن مفاجأة (فيديو)الامطار تزيح الستار عن مفاجأة (فيديو)الامطار تزيح الستار عن مفاجأة (فيديو)الامطار تزيح الستار عن مفاجأة (فيديو)الامطار تزيح الستار عن مفاجأة (فيديو)الامطار تزيح الستار عن مفاجأة (فيديو)