الأحد 2024/09/22 الساعة 12:36 م

ايران تفصح عن نوع

العربي نيوز - عواصم:

أفصحت جمهورية ايران الاسلامية، عن نوع "الرد" المرتقب منها على اختراق الكيان الاسرائيلي سيادة اراضيها، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية على اراضيها، والقائد العسكري بالمقاومة اللبنانية فؤاد شكر.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأحد (4 اغسطس) عن مصادر في البيت الابيض قولها: إن "الولايات المتحدة طلبت من شركائها الدوليين نقل رسالة إلى إيران بعدم التصعيد". مشيرة إلى"توسيط واشنطن حكومات اوروبية وعربية لدى ايران".

موضحة أن الولايات المتحدة الامريكية دفعت بوساطات من "حكومة اوروبية واخرى عربية، لاقناع طهران انهاء التصعيد برد رمزي قوبلت برفض ايراني". وأفادت بأن "إيران أبلغت دبلوماسيين عرب أنها لا تهتم إذا كان الرد سيثير حرباً إقليمية أو حتى عالمية".

شاهد .. ايران ترفض مساع امريكية لاحتواء ردها 

وقال المرشد الايراني علي خامنئي، عقب اغتيال هنية: "لقد أعدّ الكيان الصهيوني لنفسه عقاباً شديداً، ونعتبر الثأر لدماء اسماعيل هنية واجبنا". بينما قال الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان، في تعليقه على اغتيال هنية: "قريبا سيشهد الصهاينة نتائج عملهم الجبان والارهابي".

شاهد .. قائد الثورة الايرانية يتوعد الكيان (بيان)

شاهد .. الرئيس الايراني يتوعد الكيان الاسرائيلي (بيان)

من جانبه، توعد الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء (31 يوليو): بأن يكون الرد "قاسيا وموجعا". وقال: "جريمة النظام الصهيوني باغتيال هنية ستواجه رداً قاسياً من جبهة المقاومة القوية وخاصة إيران". ورفع "راية الثأر" على قبة مسجد "جمكران" في مدينة قم الايرانية، كإعلان حرب.

شاهد .. ايران ترفع راية "اعلان الحرب" (فيديو)

كما افصح أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، عن طبيعة الرد بقوله: إنه يتم العمل على "رد حقيقي وليس شكليا". بينما اعلن زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي الخميس (1 اغسطس): إن "محور المقاومة يحضر لرد كبير يسوء العدو ويسوء المتشفين".

تفاصيل: الحوثي يطالب اليمنيين بهذا التفويض (فيديو)

وتتوقع الولايات المتحدة الامريكية، ان "تنفذ ايران وحلفاؤها في المنطقة ردا واسعا" مختلفا عن ردها في ابريل الفائت، على قصف الكيان الاسرائيلي مقر قنصيلة طهران في العاصمة السورية دمشق، واغتيال عدد من اعضاء بعثتها الدبلوماسية والملحقية العسكرية الايرانية في سوريا.

صرح بهذا، النائب الأول لمساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون فاينر، قائلا: إن واشنطن تعتبر مستوى التهديد الذي تواجهه إسرائيل "مرتفعا جدا"، وهي "مستعدة لمساعدة تل أبيب على الدفاع عن نفسها". مبديا مخاوف من آلا يسبق الرد الايراني تحذير كما حدث برد ابريل.

شاهد .. توقعات اميركا للرد الايراني على الكيان

كما أكد هذا، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، بقوله في تصريح صحفي: ""يجب أن أقول أن إيران ستفعل شيئا مؤثرا ومهما للغاية". مضيفا: "من الصعب معرفة شكل ومدى الرد الإيراني على وجه اليقين". لكنه جزم بأن الرد لن يكون كرد ايران في ابريل الفائت.

وقال بولتون: إن "الهجمات الإيرانية السابقة ضد إسرائيل التي شملت أكثر من 200 صاروخ باليستي، بينها 120 صاروخا لم تصل إلى إسرائيل وانفجرت إما على منصة الإطلاق أو تحطمت قبل أن تصل إلى الهدف. لذا كان بالفعل هجوما تم تصميمه بشكل لا يؤدي إلى تصعيد...".

مردفا في ختام تصريحه: "لا أعتقد أن إيران هذه المرة يمكنها أن تبتلع كرامتها، وأن تتجاهل ما حدث. لذلك أعتقد أنه من المرجح في هذه المرحلة أن تقدم إيران على رد خطير يستهدف أهدافا في إسرائيل، ويتسبب في سقوط عدد من الضحايا، والتسبب في الكثير من الأضرار".

شاهد .. توجس اميركي من "آثار مدمرة" للرد الايراني

وعززت الولايات المتحدة الاميركية وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بارسال تعزيزات من السفن الحربية والطائرات المقاتلة إلى المنطقة. وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أنها "حركت حاملة الطائرات العملاقة ‘أبراهام لينكولن‘ الى منطقة الشرق الاوسط لأسباب دفاعية بحته".

في المقابل يعيش الكيان الاسرائيلي، منذ اسبوع، حالة ترقب قلق انعكست بالسلب على مؤشرات بورصته المالية، وأعلن رئيس حكومة الكيان نتنياهو ووزير دفاعه غالانت الاستعداد لكل الاحتمالات وتوعدا بـ "الرد على اي هجوم" وأن تدفع ايران او وكلائها "ثمنا باهضا لأي هجوم تقدم عليه".

شاهد .. الكيان يواجه مخاوفه بإطلاق هذه التهديدات

لكن الكيان لم يخف المخاوف، ووفقا لوسائل اعلام الكيان ووسائل إعلام امريكية، بينها قناة "بي بي سي"، فإن نتنياهو أعلن "الاستعداد لكافة السيناريوهات" لكنه حذر مستوطنيه بقوله: "إن أيامًا صعبة تنتظرنا". مضيفا: "لقد سمعنا تهديدات من جميع الجهات، نحن مستعدون لكل الاحتمالات". حسب تعبيره.

شاهد .. نتنياهو يدعو مستوطنيه للاستعداد لأيام صعبة

وتتوقع حكومة الكيان الاسرائيلي، أن يسعى الرد الى اغتيال مسؤولين بارزين في الكيان، ما جعلها تتخذ احترازات واسعة بينها "منح غالبية وزرائها هواتف تعمل بواسطة الأقمار الصناعية، تحسبًا لأي هجوم يتسبب في انقطاع شبكة الاتصال في البلاد". حسب وسائل اعلام عبرية.

حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” التابعة للكيان الاسرائيلي، فإن "جيش (الاحتلال) الاسرائيلي بدأ عمليات تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تحسبا لأي هجوم". مشيرة إلى ان التوقعات تذهب باتجاه اطلاق ايران ووكلائها في المنطقة كميات من الصواريخ".

ونقلت قناة "إن بي سي" الامريكية، عن مسؤول في الكيان الاسرائيلي، قوله: إن "الهجوم الإيراني المرتقب سينطلق من غرب البلاد وسيشمل صواريخ باليستية ومجنحة ومسيرات". وأردف: "نستعد لهجوم محتمل من إيران وحزب الله لعدة أيام يشمل إطلاق صواريخ مضادة للطائرات".

بدورها، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن خبراء عسكريين: إن "‘إسرائيل‘ قد تواجه هجوماً غير مسبوق بمئات الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية تتراوح من حمولات تصل إلى 50 كيلوغراماً إلى 10 أضعاف ذلك". متوقعة ان يستهدف حزب الله ‘تل ابيب‘ (حيفا)".

من جهته، كشف الصحفي الصهيوني "بن كاسبيت"، في تصريح صحفي نقلته وسائل اعلام عبرية وقناة "روسيا اليوم"، عن أن جهاز "الشاباك" الصهيوني "استعد لتشغيل لتشغيل مخبأ القيادة تحت الأرض في القدس، ليكون مقرا لكبار القادة السياسيين بحال اندلاع حرب طوارئ".

وقال كاسبيت أن "المخبأ مجهز بكافة وسائل القيادة والسيطرة، ومتصل بالحفرة في الكيرياه (منطقة في وسط تل أبيب، المركز الحكومي للكيان وقاعدة قواته الرئيسة) وجميع الغرف الحربية الأخرى، ويتيح البقاء لفترة طويلة، وهو محصن ضد جميع أنواع الأسلحة المضادة للأفراد".

شاهد .. استعدادات الكيان الاسرائيلي للرد الايراني

تتابع هذه التطورات، بعدما تكشفت تفاصيل جديدة وخفايا مثيرة لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، اسماعيل هنية، في مقر اقامته شمالي العاصمة الايرانية طهران، لدى مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، صباح الاربعاء (31 يوليو).

تفاصيل: انكشاف خفايا مثيرة لاغتيال اسماعيل هنية

وأصدر الحرس الثوري الايراني، في وقت سابق بيانا، قال فيه: إن عملية الاغتيال "جرت بتخطيط وتنفيذ الكيان الصهيوني وبدعم من الادارة الأمريكية المجرمة ". وأردف: "وفق التحقيقات، جرت هذه العملية الإرهابية بقذيفة قصيرة المدى برأس حربي يزن حوالي 7 كيلوغرام من خارج حدود مبنى إقامة الضيف (هنية) وأدى إلى وقوع انفجار شديد".

شاهد .. الكشف عن سلاح اغتيال هنية في طهران 

جاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، عقب 112 يوما على اغتيال ثلاثة من ابنائه وخمسة من احفاده اول ايام عيد الفطر الاربعاء (10 ابريل) بغارة لطيران جيش الاحتلال الاسرائيلي استهدفتهم في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، ضمن عشرات الغارات على القطاع.

تفاصيل: شاهد .. بماذا كُفن اولاد هنية واحفاده (فيديو)

كما تزامن اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، مع اغتيال الكيان الصهيوني القائد العسكري البارز في المقاومة اللبنانية، فؤاد شكر، بغارة جوية نفذها الطيران الحربي للاحتلال ليل الثلاثاء، على الضاحية الجنوبية لبيروت، ردا على هجمات "حزب الله" الصاروخية، المساندة للمقاومة الفلسطينية.

من جهتهم، يتفق سياسيون وعسكريون، في اتهام الولايات المتحدة الامريكية بـ "منح الضوء الاخضر للكيان الاسرائيلي بتنفيذ عدوان على الضاحية الغربية لبيروت وإيران واغتيال هنية". مشيرين إلى أن "هذا التصعيد السافر من الكيان الاسرائيلي يفتح عليه جهنم وينذر باندلاع حرب اقليمية شاملة".

ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ (7 اكتوبر 2023م) شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.

بالتوازي، تواصل اميركا توفير الدعم العسكري والسياسي للكيان الاسرائيلي، وأججت الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في تعطيل اي مشروع قرار لمجلس الامن الدولي، يدين العدوان الاسرائيلي ويأمر بوقفه فورا، مستخدمة الفيتو (الاعتراض) للمرة على اربعة مشاريع قرارات، اخرها الاربعاء (21 فبراير).

وأكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "39400 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 90996، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.