الجمعة 2025/08/22 الساعة 08:14 ص

طرد قائد عسكري من حضرموت!

العربي نيوز:

اجبر قائد عسكري على مغادرة محافظة حضرموت، بتدخل مباشر من التحالف بقيادة السعودية والامارات، في مسعى لاحتواء التوتر المتصاعد في المحافظة بين مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات، وقوات "حلف قبائل حضرموت" المدعوم من السعودية.

أكدت هذا مصادر محلية وعسكرية في محافظة حضرموت، أفادت بأن قيادة القوات السعودية في تحالف "دعم الشرعية في اليمن"، تدخلت وضغطت لارغام قائد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المسماة "الدعم الامني"، صالح علي حسين ابو بكر، على مغادرة حضرموت.

موضحة أن صالح ابو بكر، المكنى "ابو علي الحضرمي" كان وصل المكلا بمعية مليشيا "الدعم الامني"، في "مهمة تفجير الوضع بساحل حضرموت، والاعداد لحملة تلقي القبض على رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش العلي، حيا أو ميتا".

وذكرت المصادر المحلية المتطابقة في محافظة حضرموت، أن "ابو علي الحضرمي"، غادر الاثنين (18 اغسطس) معسكرات مليشيا الانتقالي في بروم ميفع غربي المكلا، التي وصلها مع مليشياته مطلع اغسطس الجاري، بعد تلقي تدريبات بمعسكر جبل حديد في عدن. 

من جانبه، يستعد "حلف قبائل حضرموت"، حسب مصادر محلية، لتنفيذ اول مناورة اطلاق ذخيرة حية، لقواته المسماة "قوات حماية حضرموت"، التي جرى انشاؤها مطلع العام الجاري بدعم وتمويل مباشر من السعودية لصد مساعي مليشيا "الانتقالي الجنوبي" السيطرة على حضرموت.

وتعتبر السعودية، وكما سبق ان اعلن قائد القوات المشتركة في تحالف "دعم الشرعية في اليمن"، المحافظات اليمنية الشرقية (شبوة، حضرموت، والمهرة) "جزءا من الامن القومي للمملكة"، وسارعت الى دعم مكونات حضرموت لانشاء مجلس وطني وكيانات سياسية ضد "الانتقالي الجنوبي".

عمَّدت السعودية مطلع 2022م الى انشاء قوات محلية باسم "درع الوطن" لنشرها في محافظات اليمن الشرقية، ثم انشاء قوات تابعة لـ "حلف قبائل حضرموت"، لصد محاولات الامارات بسط نفوذها في هذه المحافظات وسعيها إلى ضمها لسيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي" وقوات "النخبة الحضرمية".

تفاصيل: اول صور لقوات جديدة بدعم سعودي (فيديو)

كما سددت السعودية، رسميا، الثلاثاء (25 مارس)، طعنة عسكرية قاتلة لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" ورئيسه عيدروس الزبيدي ومليشياته الممولة من الامارات، عبر التزامها رسميا بدعم مكونات حضرموت وحماية المحافظة من اطماع الامارات عبر "الانتقالي الجنوبي" في السيطرة على حضرموت وثرواتها.

تفاصيل: السعودية تسدد طعنة قاتلة لـ "الانتقالي" !

سبق هذا توجيه السعودية، الاثنين (17 مارس 2025م) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".

تفاصيل: تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)

جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" ضمن كلمة القاها في زيارته للمكلا، أمرا مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.

تفاصيل: صدور امر اسقاط هذه المحافظة !

وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في حضرموت على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات وغلاء المعيشة، ومطالبات "حلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالبه التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير 2025م، وتهديده بـ "مباشرة الحكم الذاتي للسيطرة على الارض والسلطة والثروة".

تفاصيل: الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)

لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" على ضم المحافظة لسيطرة مليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة "الانتقالي" انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.

تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)

وبقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.