العربي نيوز:
فاجأ نجل الرئيس الاسبق، علي عفاش، وقائد جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) سابقا، احمد علي عفاش، جميع الاطراف اليمنية، بالاقدام على أول خطوة سياسية له بعد الضغط على الشرعية للتقدم بطلب رسمي الى مجلس الامن الدولي لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليه ووالده، ضمن قائمة معرقلي الانتقال السياسي والاستقرار في اليمن والسلم الاقليمي والدولي.
واستبق احمد عفاش، قرارا مرتقبا من قيادة حزب المؤتمر الشعبي في الداخل بإقالته من منصبه نائبا لرئيس الحزب، الذي جرى تصعيده اليه عبر التعيين، بتكليفه مشايخ وشخصيات اجتماعية بارزة موالية لوالده، بتأسيس مجالس تمثل مناطق البلاد الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية، بدءا بما سُمي "المجلس الوطني للمناطق الوسطى"، وجرى اشهاره الاحد (17 اغسطس).
جاء هذا بصدور اعلان تأسيس وتدشين نشاط ما سمي "المجلس الوطني للمناطق الوسطى" من دون سابق ترتيب او مقدمات، برئاسة الشيخ عبدالواحد الدعام، عقب ايام على حضوره في مصر حفل الزفاف الباذخ لنجل عفاش (صخر) واربعة من أحفاده، ضمن مئات الشخصيات البارزة التي دعتها اسرة عفاش وتكفلت بنفقات تذاكر الطيران والاقامة الفندقية ومصروف الجيب.
وطغت على صيغة بيان اشهار تأسيس المجلس، لغة خطابات احمد علي عفاش والمؤتمر الشعبي، بقوله: "يا أبناء الشعب اليمني العظيم.. يهديكم المجلس الوطني للمناطق الوسطى أطيب التحايا والامنيات بالنصر والسلام والرخاء، ويسعده ان يعلن عن تدشين هذا التكتل الوطني الجامع، المكون من أبناء المناطق الوسطى للجمهورية اليمنية (إب، البيضاء، الضالع، ريمة)".
زاعما أن "تأسيس المجلس الوطني للمناطق الوسطى من ابناء هذه المناطق بمختلف تنوعاتهم وانتماءاتهم واهتماماتهم، جاء استجابةً لتطلعات أبناء هذه المناطق، وإيمانًا بدورهم التاريخي الراسخ في حماية المشروع الجمهوري، ومواصلة عطائهم وتضحياتهم في سبيل استعادة الدولة اليمنية، دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية". حسب تعبيره.
وتابع: إنه يهدف الى "الاصطفاف خلف الشرعية اليمنية والتحالف العربي والقوى الوطنية، في استعادة الدولة، والدفاع عن أهالينا في المناطق الوسطى وكل أبناء اليمن ضد كل انتهاكات مليشيا الحوثي. والتعبير عن آمال وتطلعات أبناء هذه المناطق، وتمثيل قضاياهم وهمومهم الوطنية. والإسهام في مسيرة التحرير والبناء والتنمية، جنبًا إلى جنب مع كل القوى الوطنية الخيّرة".
مقتبسا من خطابات احمد علي: إن هدفه الرابع "مواجهة المشاريع الطائفية والتمييزية والمعادية للهوية اليمنية الجامعة". واختتم بزعم "حرصه على أن يكون رافدًا وطنيًا أصيلًا في معركة اليمنيين من أجل الحرية والدولة العادلة، ومنصةً للتعاون والتكامل والتنسيق مع مختلف المكوّنات الوطنية، بما يخدم اليمن أرضًا وإنسانًا، ويحقق الاستقرار والسلام والتنمية لكل أبنائه من دون استثناء".
ورأى سياسيون أن التسمية المعتمدة لما سمي "مجلس المناطق الوسطى"، "تراعي توزيع المحاور العسكرية لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، والكثافة المؤتمرية في المحافظات حسب نتائج اخر انتخابات نيابية 2003م، وتقسيما جغرافيا بعيدا ومغايرا لأقاليم مشروع اليمن الاتحادي، الستة المقترحة بمؤتمر الحوار الوطني وولايات كل اقليم ومقاطعاته".
مشيرين إلى "تأكيد مصادر مقربة التوجه لتأسيس مجالس مشابهة للمناطق الشمالية، والغربية، والشرقية، والجنوبية". ونوهوا إلى أن "الهدف منها السعي الى حصة وتمثيل في السلطة ومؤسسات الدولة، ودور في اي جولات مفاوضات التسوية السياسية، وترشيح احمد علي رئيسا للمرحلة الانتقالية بعد انهاء الحرب، بزعم انه محل توافق واجماع هذه المجالس الوطنية".
وتزامن تمويل احمد علي عفاش تأسيس "مجلس المناطق الوسطى" وما سيتبعه من مجالس مشابهة لمناطق اليمن الاخرى (الشمالية، الشرقية، الغربية، والجنوبية) مع تحول لافت لموقف قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، من استمرار تعيينها احمد عفاش نائبا لرئيس الحزب، واتجاهها نحو التخلي عنه، بإعلانها لأول مرة ما سمته "رفض عفشنة المؤتمر الشعبي العام".
تفاصيل: موقف مفاجئ للمؤتمر من احمد علي!
جاء هذا التحول في موقف قيادة حزب المؤتمر الشعبي بالداخل، المستمرة في التحالف مع جماعة الحوثي، امتدادا لمطالبات قيادات في الحزب بإقالة احمد علي عفاش عقب اعلانه تأييد التحالف بقيادة السعودية والامارات، وبعد ايام على ادانته بـ "الخيانة والعمالة والفساد" من المحكمة العسكرية التابعة لسلطات الحوثيين، والحكم عليه بـ "الاعدام ومصادرة ممتلكاته".
تفاصيل: اسرة عفاش تتلقى فاجعة جديدة !
من جانبها، وجهت جماعة الحوثي، اتهاما جديدا إلى قائد الجيشه العائلي لعفاش (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) سابقا، احمد عفاش، وطارق عفاش قائد ما يسمى "قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وعمار عفاش وكيل جهاز الامن القومي سابقا، رئيس شعبة الاستخبارات في الساحل الغربي.
تفاصيل: اتهام حوثي جديد لاسرة عفاش !
تأتي مساعي احمد علي للعودة الى واجهة المشهد، بالتزامن مع بدء سباق محموم لخطف الاضواء والرأي العام المحلي والاقليمي والدولي، بين احمد علي عفاش، وشقيقه مدين عفاش، وابن عمهما طارق عفاش قائد مايسمى "قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن.
تفاصيل: اسرة عفاش تبدأ سباقا محموما (تفاصيل)
سبق هذا تفجير مدين عفاش، السبت (25 يوليو)، مفاجأة صادمة، في اول ظهور وحديث اعلامي له عن ملابسات اشتباكات والده مع جماعة الحوثي، نهاية العام 2017م، بتأكيده أن "والده علي عفاش وامين عام المؤتمر الشعبي عارف الزوكا لم يقتلا في منزل الثنية بصنعاء، بل خارج العاصمة صنعاء".
تفاصيل: مدين عفاش يفجر مفاجأة مدوية (فيديو)
أكدت رواية مدين عفاش، الرواية الرسمية التي بثتها جماعة الحوثي، في الرابع من ديسمبر عام 2017م، والمتناقضة مع الرواية التي ظلت وسائل اعلام اسرة عفاش، تصر عليها، وتزعم أن "علي عفاش لم يهرب وظل بمنزله يقاتل الحوثيين مدافعا عن نفسه حتى استشهاده داخل منزله في الثنية بحي الكميم جنوبي العاصمة صنعاء".
بدورها، سربت جماعة الحوثي الانقلابية، معلومات جديدة صادمة، لم تعلنها مسبقا، عن ملابسات هروب الرئيس الاسبق علي عفاش من منزله بحي الكميم بالعاصمة صنعاء عقب اندلاع الاشتباكات بينها وبين قواته، بالتزامن مع بث قناة "العربية" السعودية، فيلما وثائقيا، اكد هروب عفاش من صنعاء ومقتله خارج العاصمة صنعاء.
تفاصيل: تسريب حوثي جديد عن هروب عفاش
وتحالف الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة في ثاني ايام دعوة عفاش اليمنيين في خطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة منها عدن قبل تنصيبه وكيلا للامارات بالساحل الغربي.
لاحقا، أعلنت جماعة الحوثي على لسان ناطقها، أن علي عفاش اختار المواجهة على التهدئة والصلح وقاتل حتى قتل، وجرى دفنه بحضور عدد من افراد اسرته وقيادات في المؤتمر الشعبي العام". نافية تعرضه للاغتيال او الاسر، ومشددة على أنه "اختار نهايته بنفسه واشعل المواجهة المسلحة بالتنسيق مع التحالف وقاتل حتى قتل".
وشارك مدين وصلاح واحمد علي عفاش وطارق عفاش شاركوا في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي مخازن اسلحة الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، والمجاهرة بمشاركة كتائبه في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات، والقتال ضد التحالف، قبل وبعد اعلان اتفاق تقاسم سلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م،
يشار إلى أن أسرة عفاش تسعى إلى إعادة النظام العائلي للرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
