العربي نيوز - مسقط:
أعلن المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن، هانس غرونبيرغ، عن مبادرة جديدة لتنفيذ مسودة "خطة اتفاق السلام الشامل في اليمن" على ثلاث مراحل، تتضمن الاولى فتح المطارات والموانئ والطرق المغلقة جراء الحرب واستئناف دفع رواتب موظفي الدولة واستكمال اطلاق سراح الاسرى والمحتجزين.
جاء هذا في بيان مقتضب، نشره مكتب المبعوث الاممي على حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي، عقب مباحثات مكثفة اجراها يومي الاحد والاثنين مع المسؤولين في سلطنة عمان ورئيس الوفد التفاوضي لجماعة الحوثي، المقيم في العاصمة العمانية مسقط، للدفع بعجلة الجهود الاقليمية والدولية للسلام.
وقال بيان مكتب المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن، المنشور على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر": إن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ زار مسقط، والتقى بمجموعة من كبار المسؤولين العمانيين، وبكبير مفاوضي جماعة الحوثي (محمد عبدالسلام) لبحث سبل الدفع بجهود السلام الجارية.
مضيفا: فيما أوضح غروندبرغ أنه ألتقى يوم أمس (الاثنين) في العاصمة السعودية الرياض برئيس مجلس القياد اليمني رشاد العليمي لبحث سبل تحقيق التوافق حول تدابير لتحسين ظروف المعيشة وحول وقف إطلاق نار في عموم البلاد وعملية جامعة برعاية الأمم المتحدة للانتقال لسلام مستدام في اليمن".
وتابع بيان مكتب مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الخاص الى اليمن: "كما التقى غروندبرغ في الرياض أيضًا بالسفير السعودي لدى اليمن وبسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى اليمن للتشاور حول طرق ضمان الدعم الإقليمي والدولي المنّسق لجهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة".
يأتي هذا بالتزامن مع تطرق المبعوث الاممي هانس غرونبيرغ، الاحد، ولأول مرة، عن مسودة "خطة السلام الشامل في اليمن" الجاري التفاوض على صيغتها النهائية منذ ابريل الماضي، وإشارته إلى أن "المرحلة الأولى من التسوية السياسية في اليمن ستعطى الأولوية لضمان الوصول إلى المرحلتين الثانية والثالثة".
وأضاف خلال لقائه رئيس مجلس النواب سلطان البركاني بالرياض: إن "ترتيبات لثلاث مراحل ضمن مساعي التوصل لتسوية سياسية. الأولويات ستعطى لترتيب المرحلة الأولى المعلن عنها ترتيبا كاملا ودقيقا بما يضمن الوصول إلى المرحلة الثانية والثالثة بنجاح ومصداقية كاملة". مبديا "التفاؤل بالدور السعودي والعُماني".
شاهد .. بيان للمبعوث الاممي عن خطة سلام من 3 مراحل
https://twitter.com/OSE_Yemen/status/1665697638497366018
وصاحب هذا البيان الاممي، تصريح مصدر الحكومي المطلع على سير المحادثات التي تجريها الأمم المتحدة مع الأطراف اليمنية، حسب ما وصفته وكالة الاناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، تحدث فيه مستجدات وتوقع أن تطرح الأمم المتحدة قريبا "خطة جديدة للسلام".
المصدر الحكومي قال لوكالة الانباء التركية (الاناضول)، مساء اليوم الثلاثاء: "إن "الأمم المتحدة بدأت الآن جهودا منفصلة (عن الجهود الإقليمية) لمحاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، "وإجراء مشاورات لبناء الثقة في الجوانب الاقتصادية والعسكرية قبل الانتقال إلى مفاوضات شاملة لتشارك السلطة".
مضيفا: إنه "مع توقف الاتصالات السعودية (مع الحوثيين)، فإن الفرصة متاحة للأمم المتحدة لقيادة الجهود وإبقاء زخم السلام واستمرار التهدئة القائمة". لكنه نوه هنا إلى أنه "من المهم التفريق بين الجهود الراهنة، فالأمم المتحدة لم تكن جزءا من المشاورات التي انحصرت على الرياض ومسقط وجماعة الحوثي".
وتابع المصدر الرفيع في الحكومة اليمنية حديثه لوكالة الاناضول التركية: "لأن هذه الجهود تتعلق بإعادة الحوثي إلى الهدنة". مستدركا في بيان موقف الحكومة اليمنية المعترف بها: "الحكومة الشرعية تنتظر نجاح هذه الجهود، بينما تنتظر الأمم المتحدة الخطوة التالية حيث يفترض انتقال المهمة إليها في إدارة الحوار".
حسب وكالة انباء الاناضول، فإن المصدر الحكومي اليمني، رد على سؤال عمَّا إذا كانت التحركات الأممية والدولية بشأن اليمن قد تعثرت، بقوله: "لا يمكن القول إن الجهود الجارية فشلت أو تعثرت ما دامت مستمرة، وما لم يقل أي طرف إن جهوده فشلت، فلا ينبغي قطع الأمل أمام أي مساع حسنة على هذا الصعيد".
مضيفا في الوقت نفسه: "من المرجح بعد جولة اللقاءات الأممية هذه التي ستشمل القوى السياسية أيضا، أن يطرح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ خطته للسلام في اليمن". ما يتسق مع تصريحات المبعوث الاممي إلى اليمن، عقب جولته ومباحثاته في كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، يومي الاحد والاثنين.
شاهد .. مصدر حكومي يكشف عن "خطة سلام جديدة"
من جهته، ادلى رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي الثوري، فؤاد راشد، بتصريح عن هذه المستجدات، نشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، وقال فيه: إن "ما يجري تحت الكواليس من تفاهمات بشأن الصراع في اليمن في ظل سريان هدنة لم يتفق عليها رسميا مثير للقلق في ظل التكتم الاعلامي".
مضيفا: إن "وتصريح المبعوث الدولي المفاجئ عن ثلاث مراحل للتسوية وبانتظار ماتسفر عنه تحركات الرياض ومسقط يكشف عن مسار يمضي في ملف التسوية على نار هادئة". مؤكدا ما اعلنه مصدر حكومي رفيع لوكالة انباء الاناضول، اليوم الثلاثاء، توقع فيه أن تطرح الأمم المتحدة قريبا "خطة جديدة للسلام".
شاهد .. سياسي جنوبي يعلق على تصريحات المبعوث الاممي
وتأتي هذه المستجدات، عقب ايام على بدء التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تنفيذ أولى خطوات اتفاق "خطة السلام الشامل في اليمن" الجاري استكمال التفاوض على مسودته النهائية، واتخذ اول اجراء سار لملايين اليمنيين، يلبي احد ابرز المطالب التي تطرحها جماعة الحوثي تحت عنوان "الملف الانساني".
أكدت هذا مذكرة رسمية، صادرة عن هيئة الطيران المدني والارصاد التابعة لسلطات الحوثيين في العاصمة صنعاء، تضمن إعلان موافقة قيادة التحالف على تسيير رحلات تجارية مدنية بين مطار صنعاء ومطاري القاهرة ومومباي، لأول مرة منذ فرض التحالف حظرا جويا شاملا على المطار في 2016م.
تفاصيل: التحالف يبدأ تنفيذ اتفاق السلام بهذه البشرى (وثيقة)
كما أعلنت الأطراف الاقليمية للحرب الدائرة في اليمن، نهاية مايو الماضي، عن انفراج وشيك، ربما خلال ايام، لمختلف الازمات الاقتصادية والانسانية والخدمية والادارية الناجمة عن الحرب، من خلال استئناف المباحثات المباشرة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، وحسم الملفات المتبقية.
تفاصيل: رسميا .. انفراج وشيك لجميع ازمات اليمن
في السياق، أعلنت السعودية وجماعة الحوثي، رسميا، مطلع مايو الجاري، نتائج جولة مباحثاتهما المباشرة في صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأتفقتا بأنها تضمنت "نقاشات ايجابية والاتفاق على عدد من الملفات"، وفي تأكيد "عقد جولة ثانية لحسم ما تبقى من ملفات" تمهيدا لتوقيع اتفاق سلام شامل.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
وترافق اعلانا السعودية وجماعة الحوثي المتزامنيين، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
يأتي هذا بعدما سلم وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، لدى لقائه واعضاء المجلس، رسميا، مطلع إبريل الماضي، مسودة اتفاق بشأن توسيع بنود الهدنة وتمديدها، افضت إليها المفاوضات السعودية غير المباشرة مع جماعة الحوثي في مسقط لإنهاء الحرب.
وكشفت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، تفاصيل مسودة اتفاق، وصفتها بـ "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
وعقدت المملكة العربية السعودية، منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بوساطة سلطنة عُمان، المحايدة من الحرب، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
