الجمعة 2024/11/22 الساعة 04:05 ص

تحذير سعودي من حرب طاحنة تحرق الجنوب

العربي نيوز - الرياض:

صدر تحذير جاد من المملكة العربية السعودية، لجميع اليمنيين عموما، والمواطنين في المحافظات الجنوبية خصوصا، من نذر حرب وصفتها بالطاحنة والمدمرة، تتصاعد في هذه الاثناء بدفع من قوى محلية واخرى خارجية، ما اعتبره مراقبون اعلان براءة ذمة، حيال ما سيحدث.

جاء هذا في تسريبات من المخابرات السعودية، نشرها سياسيون سعوديون بارزون، بينهم السياسي السعودي علي العريشي، تحدثت عن "حرب طاحنة تلوح في الأفق، بالمحافظات الجنوبية" في ظل تصعيد الامارات عبر "المجلس الانتقالي" ومليشياته تحركاته لضم حضرموت قسرا.

وتحدث الناشط السياسي السعودي، علي العريشي عن دولة تعمل على دعم المليشيات المتمردة ضد الشرعية، في اليمن وليبيا والسودان، قائلا: إن "الادوات في اليمن هم الاكثر حماقة وهم جاهزون لاشعال النار في ثيابهم وتحويل مدنهم ومنازلهم لكومة رماد باشارة واحدة .!".

مضيفا في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" بشأن مجريات الاحداث في جنوب اليمن: "أرى حرباً تلوح في الافق الجنوبي وتعمق جراح الجنوبيين". معززا بذلك تغريدات سابقة له ترصد مؤشرات صراع مسلح قد يندلع في اي لحظة بمحافظة حضرموت.

شاهد .. تحذير سعودي من حرب تحرق جنوب اليمن

كما عزز هذا، السياسي السعودي البارز على وسائل الاعلام السعودية، عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية، سليمان العقيلي، في تغريدة على منصة تويتر" بقوله: "هناك قوى محلية واقليمية ودولية لا تريد ان يتوحدوا ولا ان يٌهزم الحوثي ولا ان تعيش السعودية والمنطقة بأمن وسلام".
 
شاهد .. تسريبات سعودية عن حرب قادمة جنوب اليمن

ووافقه في هذا الطرح الذي يشير صراحة إلى الامارات،  رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث، الدكتور تركي القبلان: "هناك وجه تشابه بين الوضع في اليمن ومايجري في السودان وتحديداً مايمكن تفسيره حول الارتباط السياسي لأطراف الصراع ، وطبيعة التشكل العسكري ونموذج تباين الأهداف .

شاهد .. سياسيون سعوديون يحذرون من حرب جنوبية

تتزامن هذه التسريبات، مع بدء الامارات، علنيا، اول اجراءات الاعداد لحرب وصفت بأنها "كبرى ومدمرة" في واحدة من اهم وأكبر محافظات الجمهورية، لحسم صراع النفوذ المحتدم منذ اشهر بينها وبين حليفتها المملكة العربية السعودية، وجر أكبر خصومها سلطنة عُمان إلى الحرب، بضربة واحدة، حسب مراقبين.

كشف عن هذا، استدعاء الإمارات إلى ابوظبي، قائد المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت، اللواء الركن طيار فائز منصور التميمي، بالتزامن مع استدعاء المملكة المكونات الحضرمية المعارضة لـ "المجلس الانتقالي" إلى الرياض، إثر تصعيد الاخير نشر مليشياته في حضرموت.

تفاصيل: الامارات تبدأ اول اجراءات حرب كبرى بهذه المحافظة

وتشهد محافظة حضرموت، تصعيدا خطيرا وتحركات كثيفة تسعى إلى تفجير الوضع عسكريا في المحافظة، التي ظلت طوال السنوات الثمان للحرب بمنأى عن تداعياتها العسكرية، بدأ تنفيذه "المجلس الانتقالي" ومليشياته ضمن تصعيده خطاب وتحركات فرض انفصال جنوب البلاد.

تفاصيل: اول مشاهد التصعيد الخطير في حضرموت (فيديو)

وأكدت مصادر محلية وعسكرية في حضرموت، تكثيف "المجلس الانتقالي" التابع للامارات نشر مليشياته وألياتها العسكرية ومدرعاتها في مدن حضرموت الساحل، بعد انتشارها واستعراضها المستفز للمواطنين في مدينة المكلا وشوارعها، بزعم "تأمين عقد دورة الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي".

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تواصل الانتشار في مدن حضرموت

شاهد .. "الانتقالي" يستعرض مدرعات مليشياته في المكلا

موضحة "استمرار زحف ارتال كثيفة من مدرعات وآليات مليشيات المجلس الانتقالي الممولة من الامارات، عبر محافظة شبوة إلى كل من مدن ساحل حضرموت ومدن حضرموت الوادي والصحراء باتجاه مدينة سيئون، والذي بدأته قبل نحو اسبوعين تحت غطاء "تأمين دورة اجتماعات عمومية الانتقالي".

شاهد .. ارتال مدرعات مليشيا "الانتقالي" تزحف باتجاه سيئون

بالتوازي بدأت وسائل اعلام "المجلس الانتقالي" حملة تحريض واسعة، ضد قوات الجيش الوطني في المنطقتين العسكريتين الاولى والثانية بمحافظة حضرموت، ونشر شائعات ومزاعم "إرسال قوات الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الثالثة في مارب تعزيزات عسكرية إلى حضرموت واستحداث نقاط تفتيش فيها".

شاهد .. "الانتقالي" يشن حملة تحريض ضد الجيش بحضرموت

بالمقابل، كشف سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي".

تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت

يتزامن هذا، مع اتخاذ السعودية، قرارا عاجلا وحازما، حيال التصعيد الاخير من "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في محافظة حضرموت، ونشره مليشياته ومدرعاته الاماراتية في المكلا وتحريك ارتال منها صوب سيئون، وبدأت فعاليا اول تحرك لمواجهته حماية لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في حضرموت المحاذية لحدود المملكة.

تفاصيل: قرار سعودي عاجل وحازم يرعب "الانتقالي"

وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية وامنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، بدأت تنفيذه باشراف ضابط المخابرات الاماراتية في اليمن، مليشيات "الانتقالي" التي انتشرت بكثافة في حضرموت تحديا لتأكيدات السعودية اعتبارها منطقة نفوذ لها.

تفاصيل: بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)

سبق هذه التحركات الاماراتية، اطلاق السعودية، اعلانا رسميا بشأن حضرموت، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، بعث فيه رسالة مباشرة للامارات استهلها بقوله: "إن حضرموت منا وفينا"، وأثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني، لتصريحه بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية فيها.

تفاصيل: اعلان سعودي مفاجئ بشأن حضرموت (فيديو)

وجاء الاعلان السعودي، بعدما احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.

تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.

تفاصيل:  إنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.