الجمعة 2024/05/03 الساعة 01:35 ص

العربي نيوز - الرياض:

أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر المكونات السياسية للشرعية اليمنية، لأول مرة، موقفا رسميا من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، على خلفية التنازلات المستمرة من جانبه لصالح "المجلس الانتقالي" التابع للامارات وتحركاته الانفصالية.

وأكد تجمع الاصلاح في اعلان رسمي، أنه طالب الرئيس رشاد العليمي بـ "قيام مؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس القيادة الرئاسي بالمهام التي تخرج اليمن مما تعانيه، وتنهي الانقلاب وتستعيد الدولة، ورفع المعاناة عن أبناء الشعب الذين يرزحون تحت سيطرة الحوثيين".

موضحا على لسان رئيس الكتلة البرلمانية لتجمع الإصلاح عبدالرزاق الهجري أن "لقاء الكتل البرلمانية ورئاسة مجلس النواب والشورى مع الدكتور رشاد العليمي، تركزت على أهمية وحدة المجلس الرئاسي وكل القوى السياسية لإستعادة الدولة والحفاظ على الثوابت الوطنية".

وقال الهجري لموقع "الاصلاح نت" لسان حال الحزب: إن رؤساء الكتل البرلمانية ورئاسة مجلسي النواب والشورى تحدثوا خلال الاجتماع برئيس مجلس القيادة بروح مسؤولة حول كيفية قيام مؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس القيادة الرئاسي بالمهام التي تخرج اليمن مما تعانيه".

مضيفا: "قيادة السلطة التشريعية ورؤساء الكتل، شددوا على أهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي ليقوم بمهامه التي أنيطت به في قرار نقل السلطة، وعلى رأسها استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتوحيد المؤسسة العسكرية ودمج كافة القوى العسكرية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية".

وتابع: "جرى خلال اللقاء، مناقشة تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يضمن إنهاء الانقلاب والحرب وتم الإتفاق على ضرورة عقد البرلمان لجلساته خلال الفترة المقبلة، ليقوم بمهامه التشريعية والرقابية، ويكمل حضور مؤسسات الدولة داخل البلاد، وأن يكون الجميع شركاء في إدارة المرحلة".

منوها إلى أن "الاجتماع حث الحكومة على القيام بواجباتها في تقديم الخدمات للمواطنين ورفع المعاناة عن كاهلهم، والعمل الجاد على مكافحة الفساد، وتنمية إيرادات الدولة، ومواجهة استحقاقات المرحلة، وما تقوم به جماعة الحوثي من استهداف لمصالح الشعب الاقتصادية".

شاهد .. الإصلاح يعلن رسميا موقفه من رشاد العليمي

من جانبه، علق نائب رئيس الدائرة الاعلامية لحزب الإصلاح، عدنان العديني، على تساهل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، حيال تصعيد "المجلس الانتقالي" خطاب وتحركات مليشياته الساعية إلى فرض انفصال جنوب البلاد، وحذف أي ذكر لوحدة اليمن في أخبار وكالة "سبأ".

وانتقد حذف تأكيد التعاون الخليجي دعم وحدة اليمن من خبر الوكالة الحكومية بقوله: "يجدد الأشقاء والأصدقاء في العالم وقوفهم مع اليمن كدولة وكيان ومركز قانوني بثوابته القائمة، والتخلي عن أحدى الثوابت يعني أننا إزاء سابقة تاريخية، أن يؤكد العالم دعمك فيما أنت تتخلى!".

مضيفا في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" مساء الاثنين، في انتقاد صمت مجلس القيادة الرئاسي على هذه التجاوزات من جانب "الانتقالي": "قد يقال انها جزئية، لكن من يفرط اليوم بجزء سيفرط غدا بأخرى، ولن يجد من يقف معه. الواقعية شيء آخر تماما".

شاهد .. الاصلاح ينتقد صمت العليمي على تجاوزات الانتقالي

ووجه مجلس تعاون دول الخليج العربي صفعة قوية إلى "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، اثارت حفيظته وغضبه، لينبري ومليشياته للرد باعلان انقلابي على التحالف ودول التعاون الخليجي، أكد تمرده على الشرعية اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي واصراره على فرض انفصال جنوب اليمن بمليشياته.

جاء هذا في اعلان الامين العام لمجلس تعاون دول الخليج العربي، جاسم محمد البديوي،  خلال لقائه اليوم بالرياض، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، "التزام دول مجلس التعاون الخليجي بموقفها الثابت والمبدئي الداعم للحفاظ على سيادة اليمن ووحدته واستقلاله وسلامة أرضيه".

شاهد .. "تعاون الخليجي" يوجه صفعة قولية لـ "الانتقالي"

في المقابل، سارع "المجلس الانتقالي" ومليشياته إلى اجبار وكالة الانباء اليمنية (سبأ) على حذف حديث امين عام مجلس التعاون الخليجي عن دعم وحدة اليمن وسيادته، بخلاف ما اثبته مجلس التعاون الخليجي على موقعه الالكتروني الرسمي، وحساباته على منصات التواصل الاجتماعي.

مكتفية بالاشارة إلى أنه تم خلال اللقاء "بحث آخر تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية والدور الكبير الذي يقوم به مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، بالإضافة إلى مناقشة عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". حسب تعبيرها.

شاهد .. "الانتقالي" يجبر وكالة سبأ على بث هذا الخبر

وسبق أن اجبر "الانتقالي" ومليشياته وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) على حذف تأكيد عبدالفتاح السيسي لدى لقائه مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي في قصر القبة بالعاصمة المصرية القاهرة، "موقف مصر الثابت والدعم لوحدة اليمن واستقلاله وسيادته على كامل اراضيه وانهاء الحرب".

تفاصيل: الرئاسة المصرية تحرج مجلس القيادة بهذا الاعلان (فيديو)

والجمعة، وقع انقلاب جديد وخطير على مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بانهاء وجود المجلس وصفته الرسمي المعلنة والتي يتحرك بها داخليا وخارجيا، إثر اعلان جديد صادر عن احد نواب رئيس المجلس، تضمن تأييد انفصال اكبر يتخطى مساعي "الانتقالي" لفرض انفصال جنوب البلاد، تمثل بإعلان دولة حضرموت.

تفاصيل: انقلاب جديد وخطير على "الرئاسي" من الرياض (فيديو)

وأقر "المجلس الانتقالي" في ختام اجتماع الدورة السادسة لجمعيته العمومية، الثلاثاء في مدينة المكلا بحضرموت، قرارات تصعيدية على طريق فرض انفصال جنوب البلاد، بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات، بينها قرارات تخص حضرموت والبدء في طرد المواطنين والعسكريين القادمين لجنوب البلاد، من المحافظات الشمالية.

تفاصيل: "الانتقالي" يتخذ قرارات بشأن مواطني وقوات الشمال (اعلان)

صدرت قرارات "الانتقالي" رغم إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عن قرارات واجراءات حاسمة، لإبطال ذرائع المطالبة بانفصال جنوب اليمن، وانهاء ملف "آثار ومظالم حرب 1994م"، مؤكدا الالتزام بالقسم الدستوري وحق الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، ورفض المزايدة على "القضية الجنوبية" أو المتجارة بها.

تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن اجراءات حاسمة ضد الانفصال

وجاء هذا الاعلان والالتزام الرئاسي، ردا على تصعيد "المجلس الانتقالي" لمساعي فرض انفصال جنوب اليمن، واعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها اللقاء، "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني"، و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية".

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

بالمقابل، كشف سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي".

تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت

يتزامن هذا، مع اتخاذ السعودية، قرارا عاجلا وحازما، حيال التصعيد الاخير من "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في محافظة حضرموت، ونشره مليشياته ومدرعاته الاماراتية في المكلا وتحريك ارتال منها صوب سيئون، وبدأت فعاليا اول تحرك لمواجهته حماية لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في حضرموت المحاذية لحدود المملكة.

تفاصيل: قرار سعودي عاجل وحازم يرعب "الانتقالي"

وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية وامنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، بدأت تنفيذه باشراف ضابط المخابرات الاماراتية في اليمن، مليشيات "الانتقالي" التي انتشرت بكثافة في حضرموت تحديا لتأكيدات السعودية اعتبارها منطقة نفوذ لها.

تفاصيل: بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)

سبق هذه التحركات الاماراتية، اطلاق السعودية، اعلانا رسميا بشأن حضرموت، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، بعث فيه رسالة مباشرة للامارات استهلها بقوله: "إن حضرموت منا وفينا"، وأثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني، لتصريحه بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية فيها.

تفاصيل: اعلان سعودي مفاجئ بشأن حضرموت (فيديو)

وجاء الاعلان السعودي، بعدما احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.

تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.

تفاصيل:  إنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.