الثلاثاء 2024/04/23 الساعة 10:23 م

تصريح لمحمد بن عديو يفجر قنبلة بوجه الزُبيدي

العربي نيوز - الرياض:

فجر محافظ شبوة السابق، محمد صالح بن عديو، قنبلة مدوية بوجه رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس قاسم الزُبيدي، عبر تصريح قوي وناري، اطلقه من العاصمة السعودية الرياض التي وصلها مؤخرا، تعليقا على تصعيد "المجلس الانتقالي" خطاب وتحركات فرض انفصال جنوب اليمن، بدعم اماراتي مباشر.

جاء هذا في تعليق مباشر ومقتضب نشره المحافظ محمد صالح بن عديو، على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، بالتزامن مع العيد الوطني للجمهورية اليمنية، الذكرى الثالثة والثلاثين لإعادة توحيد شطري اليمن اللذين مزقهما بمعاهدة حدود الاحتلالان البريطاني والتركي لجنوب وشمال اليمن، مطلع القرن الماضي.

وقال محمد بن عديو مذكرا بما سبق ان اعلنه قادة ثورة "14 اكتوبر": "في نضال شعبنا اليمني الطويل ضد الاستعمار جنوباً والكهنوت شمالاً كان المصير الواحد هو الرابط الذي يمنح هذا النضال قوة نحو الانتصار، انتصرت الثورة  شمالاً يوم كان الجنوب لها الظهر والسند، ورحل المستعمر عندما وجد الثوار من الشمال العون المدد".

مضيفا: "عاشت الوحدة فكرة نبيلة في وجدان الشعب أعاقتها تقديرات السياسة ثم تحققت ولم تسلم من أخطاء الإدارة، في ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية تبقى الوحدة والجمهورية أهم مكتسبات تحققت برغم كل ما نالهما، فالنظام الجمهوري والوحدة العادلة للوطن والشعب هي الطريق الأكثر أماناً لوطن ينشد الاستقرار والبناء والعيش الكريم".

شاهد .. محمد بن عديو يفجر قنبلة بوجه "الانتقالي"

يأتي هذا التصريح القوي لمحافظ شبوة السابق محمد بن عديو، بعد غيابه عن المشهد طوال عام ونصف منذ ضغط الامارات على الرئيس هادي لاصدار قرار اقالته بعد مطالبته القوات الاماراتية بإخلاء منشأة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني الطبيعي المسال، ورفد خزينة الدولة بعشرات المليارات من الدولارات.

وجاء تصريح عديو ردا على ارتفاع وتيرة تصعيد "المجلس الانتقالي" لمساعي فرض انفصال جنوب اليمن، واعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها اللقاء، "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني"، و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية".

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

يتزامن هذا، مع اتخاذ السعودية، قرارا عاجلا وحازما، حيال التصعيد الاخير من "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في محافظة حضرموت، ونشره مليشياته ومدرعاته الاماراتية في المكلا وتحريك ارتال منها صوب سيئون، وبدأت فعاليا اول تحرك لمواجهته حماية لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في حضرموت المحاذية لحدود المملكة.

تفاصيل: قرار سعودي عاجل وحازم يرعب "الانتقالي"

وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والمملكة العربية السعودية وامنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، بدأت تنفيذه باشراف ضابط المخابرات الاماراتية في اليمن، مليشيات "الانتقالي" التي انتشرت بكثافة في حضرموت تحديا لتأكيدات السعودية اعتبارها منطقة نفوذ لها.

تفاصيل: بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)

سبق هذه التحركات الاماراتية، اطلاق السعودية، اعلانا رسميا بشأن حضرموت، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، بعث فيه رسالة مباشرة للامارات استهلها بقوله: "إن حضرموت منا وفينا"، وأثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني، لتصريحه بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية فيها.

تفاصيل: اعلان سعودي مفاجئ بشأن حضرموت (فيديو)

وجاء هذا الاعلان السعودي، بعدما احتدم صراع النفوذ بين السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة مليشياتها المحلية، ودفع السعودية بألوية قوات "درع الوطن" الممولة منها، محل مليشيا "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.

تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تمويل تشكيل وتسليح الوية من السلفيين في جنوب اليمن، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة مليشيات الامارات وكابحا لتمردها وزعزته الاستقرار.

تفاصيل:  إنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

بالمقابل، كشف مراقبون سياسيون وعسكريون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية بين السعودية وسلطنة عمان والامارات وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع الامارات "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي"..

تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.