العربي نيوز - تركيا:
وجه عضو مجلس النواب ورجل الاعمال المعروف، الشيخ حميد بن عبدالله حسين الاحمر، رسالة عاجلة وهامة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي واعضاء المجلس، والتحالف بقيادة السعودية والامارات، في سياق تعليقه على التطوارت الاخيرة والمتسارعة، في جنوب البلاد.
جاء هذا في رد مقتضب وناري، اطلقه الشيخ حميد عبدالله الاحمر، على اعلان "المجلس الانتقالي" باسم "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم مقاطعة معظم هذه المكونات لقائه، انفصال جنوب اليمن بما سماه "الدولة الجنوبية الفيدرالية" و"الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني".
وقال الشيخ حميد في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" مخاطبا رئيس واعضاء مجلس القيادة: "لقد نص قرار نقل السلطة من الرئيس المنتخب الى مجلس القيادة الرئاسي على عدد من المبررات والضوابط والمرجعيات ومنها: أهمية حماية الوحدة ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية".
مضيفا في تذكير رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي والتحالف بقيادة السعودية والامارات بثوابت "شرعيتهم" الملزمة لهم دوليا، إن من مبررات وضوابط ومرجعيات نقل السلطة: "إزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا. الالتزام بوحدة اليمن. تحقيق مخرجات الحوار. الحفاظ على وحدة الشعب".
شاهد .. الشيخ حميد الاحمر يوجه رسالة للعليمي والتحالف
وصدم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، ملايين اليمنيين بموقف غير متوقع، خيب آمالا كبيرة واثار مخاوف اكبر، لدى معظم اليمنيين في داخل البلاد وخارجها، لكونه يعلن موافقته على اجراءات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واعلانه الاثنين انفصال جنوب اليمن بما وصفه "الدولة الجنوبية الفيدرالية".
تفاصيل: الرئيس العليمي يصدم الملايين بهذا الموقف
يأتي هذا بعدما استدعى اعلان "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مساء الاثنين، وباسم ما سماها "المكونات الجنوبية" انفصال جنوب اليمن بدولة جنوبية فيدرالية، والاصطفاف الجنوبي ضد ما وصفه "الاحتلال اليمني"، استحضار ناشطين كلمة قوية للرئيس عبدربه منصور هادي تحدث فيها عن المتاجرين بالقضية الجنوبية، ودعاة التجزئة والانفصال، من الجنوبيين.
تفاصيل: رد ناري للرئيس على اعلان "الانتقالي" الانفصال
وأعلن عضوان جنوبيان بمجلس القيادة الرئاسي، من اصل اربعة، حتى الان، هما عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) قائد قوات "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، واللواء فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الاولى، سابقا، تأييدهما اعلان "الانتقالي" انفصال جنوب اليمن بدولة جنوبية فيدرالية، قبل انضمامهما للمجلس وتعيينهما نائبا للزُبيدي.
تفاصيل: أول رد للمجلس الرئاسي على بيان انفصال "الانتقالي" (اعلان)
جاء هذا عقب ساعات على إعلان "المجلس الانتقالي"، باسم من سماها "المكونات الجنوبية"، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، داعيا "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". حسب تعبيره.
تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)
وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في اعمال نهج الاخير وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، عبر شق صفوف المكونات الجنوبية ودعم كيانات منشقة عنها".
تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا (تفاصيل)
سعى "المجلس الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" في عدن، إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها ما يسمى "فريق الحوار الجنوبي" داخل المجلس الانتقالي، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية التي سيصدرها عن اللقا، تثبت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل الوحيد لجنوب البلاد والحاكم السياسي والعسكري له، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.
وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، فور إعلان البيان الختامي للقاء "الانتقالي" التشاوري الذي زعم انه مع "المكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم وأبرز هذه المكونات مقاطعتها له؛ أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي لهذا اللقاء وإقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية". حسب تعبيره.
تفاصيل: المليشيا تباشر اجراءات تنفيذ اعلان الانفصال (صور)
وسجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" وتوجهاته بشأن جنوب البلاد بدعم اماراتي.
تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)
وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".
ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".
تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)
وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات.
تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.