العربي نيوز - عدن:
تفوق "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على نظام الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح، في تطبيق نهج الاخير وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي، والسير على طريقته في تفتيت المنافسين وتفريخ الكيانات بشق صفوف القائمة ودعم نسخ منشقة عنها.
وتوقف مراقبون للشأن اليمني أمام ما سماه المجلس الانتقالي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" وبدأ عقده في عدن الخميس ومدد ايامه حتى يوم غد الاثنين. معتبرين أن "الانتقالي" في مسعاه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما للجنوب يسير على طريقة عفاش حرفيا.
لافتين إلى النهج الذي اتبعه الرئيس الاسبق علي صالح عفاش بدعم سعودي لدمج جميع المكونات السياسية الناشطة وانهاء الصراع معها باحتوائها ضمن ما عرف بـ "المؤتمر الشعبي العام" الحزب الوحيد الشمولي الحاكم في شمال اليمن قبل اعادة توحيد شطريه.
موضحين أن "عفاش عمد إلى صياغة ماسمي ميثاق وطني جعله ملزما لجميع المكونات السياسية على اختلاف اطيافها بين الدينية واليسارية والقومية، وجعل من المشاركين في مؤتمر اقراره لجنة دائمة تنفيذية لما عرف بحزب المؤتمر الشعبي العام، عام 1982م".
ونوهوا إلى أن "عفاش عمد ايضا إلى شق صفوف المكونات السياسية المنافسة والمعارضة له، عبر استقطاب عناصر ودفعها لاعلان الانشقاق ودعم تكوينها مكونات خاصة بها، تحمل اسماء وشعارات مشابهة للمكونات التي انشقت عنها، وهذا ما يفعله الانتقالي اليوم".
مؤكدين أن "الانتقالي يكاد يتفوق على عفاش في اساليبه الاحتيالية في الاستحواذ على المشهد والقرار والسلطة، عبر تنظيمه ما سماه اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية، رغم اعلان معظم هذه المكونات وابرزها فاعلية في الساحة مقاطعة اللقاء رفضا لهيمنة الانتقالي".
يسعى "الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري"، إلى فرض ما سماه "ميثاق جنوبي" صاغه ما يسمى "فريق الحوار الجنوبي" داخل المجلس الانتقالي، واكسابه والرؤية التي سيصدرها عن اللقاء شرعية تثبت تقديم نفسه الممثل الوحيد لجنوب البلاد والحاكم السياسي والعسكري له.
وأعلن مجلس القيادة الرئاسي، أول رد فعلي ورسمي على عقد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات وأكبرها وأبرزها على الساحة، مقاطعة اللقاء "رفضا لهيمنة الانتقالي وسعيه لفرض وصايته على الجنوب بقوة السلاح والمليشيات".
تفاصيل: أول رد "رئاسي" حاسم على "حوار الانتقالي"
كما سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله.
تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)
وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".
تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)
وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات.
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، لوقائع افتتاح حوار "الانتقالي"، انحصار الحضور والمشاركين فيه بعشرات من قيادات "المجلس الانتقالي" والموالين له في المحافظات الجنوبية، وأن اللقاء مجرد لقاء تنظيمي داخلي يخص "الانتقالي"، ويحاور فيه نفسه، وليس كما زعم عبر وسائل اعلامه أنه "لقاء تشاوري بين جميع اطياف الجنوب ومكوناته".
شاهد .. "الانتقالي" يحاور اعضاءه بعد مقاطعة مكونات الجنوب
ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي".
كشفت هذا، الاعلانات والبيانات المتلاحقة، الصادرة عن المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والمجتمعية والقبلية، البارزة والفاعلة في الساحة، وأكدت أن "الانتقالي" فشل في تقديم نفسه الممثل الوحيد لجنوب اليمن و"القضية الجنوبية"، حسب ما يزعم. وأكدت أنه سيضطر لأن يحاور نفسه وقياداته التي تمثل محافظات الجنوب.
وأرجعت البيانات والاعلانات الصادرة عن ابرز المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والقبلية الجنوبية، إعلانها مقاطعتها حوار الانتقالي"، إلى أسباب توافقت على تلخيصها في "رفض سياسة الانتقالي القائمة على الضم والالحاق لا الشراكة والتكامل"، وسعيه إلى "ادماجها والغاء كياناتها بقوة السلاح والارتباط بالخارج واجنداته".
تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب، ومضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
جاء هذا في تصريح للمتحدث باسم "لجنة الحوار الجنوبي" في "المجلس الانتقالي"، الدكتور سعيد الجريري قال فيه: إن "حضرموت ليست غائبة عن اللقاء التشاوري الشامل للحوار الجنوبي الخميس القادم بعدن ومالا يقل عن 50% من المشاركين باللقاء من حضرموت من داخل الجامع وخارجه وسواءً شارك الجامع أم لم يشارك".
مضيفا حسب ما نقل عنه رئيس تحرير موقع "الجريدة بوست" التابع للمجلس الانتقالي والممول من الامارات، عادل المدوري: إن "موضوع مشاركة الجامع شأن داخلي يخص الجامع". في اعلان صريح لاستغناء "المجلس الانتقالي" عن المكونات الجنوبية والاكتفاء بشخوص قياداته من المحافظات الجنوبية، لفرض نفسه ممثلا للجنوب.
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.