العربي نيوز - عدن:
كشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة حجم "الانتقالي" في جنوب البلاد، والرفض الجنوبي له لولا ترسانة مليشياته المسلحة.
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، انحصار الحضور والمشاركين في حوار "الانتقالي"، بعشرات من قيادات المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية، وأن اللقاء مجرد لقاء تنظيمي داخلي يخص "الانتقالي"، ويحاور فيه نفسه، وليس كما زعم عبر وسائل اعلامه أنه "لقاء تشاوري بين جميع اطياف الجنوب ومكوناته".
شاهد .. حوار "الانتقالي" يكشف تضاؤل حجمه في جنوب اليمن
ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى تأسيسه.
كشفت هذا الاعلانات والبيانات المتلاحقة، الصادرة عن المكونات السياسية والمدنية والقبلية الجنوبية، البارزة والفاعلة في الساحة، وأكدت أن "الانتقالي" فشل في تقديم نفسه الممثل الوحيد لجنوب اليمن و"القضية الجنوبية"، حسب ما يزعم. وأكدت أنه سيضطر لأن يحاور نفسه وقياداته التي تمثل محافظات الجنوب.
وأرجعت البيانات والاعلانات الصادرة عن ابرز المكونات السياسية والمدنية والقبلية الجنوبية، إعلانها مقاطعتها حوار الانتقالي"، إلى أسباب لخصتها في "رفض سياسة الانتقالي القائمة على الضم والالحاق لا الشراكة والتكامل"، وسعيه إلى "ادماجها والغاء كياناتها بقوة السلاح والارتباط بالخارج واجنداته".
كان اخر هذه المكونات اعلانا لرفضه المشاركة في حوار "الانتقالي" هو الائتلاف الوطني الجنوبي، برئاسة الشيخ احمد العيسي، موضحا في رسالة وجهها لرئيس فريق الحوار الداخلي بالمجلس الانتقالي الدكتور صالح محسن الحاج أن "اللقاء التشاوري المشار إليه لا يزال بالنسبة لنا غير واضح، ولم نشارك في التحضير له".
مضيفا: "ولم يتم دعوتنا للمشاركة في اللجان التحضيرية، ولم نوضع في التفاصيل حول عدد المكونات المشاركة فيه، ولا الملفات التي سيبحثها، ولا مستوى التمثيل وآلية العمل. وإن أفضل آلية لحوار سياسي مثمر هي عقد لقاء تحضيري بين قيادات كل المكونات السياسية في الساحة الجنوبية، ثم ينطلق منه إلى حوار وطني موسع".
وشدد الائتلاف الوطني الجنوبي على أن "الهدف المنشود هو تحقيق وحدة الصف الجنوبي وتحقيق الشراكة في تمثيل الجنوب وتحقيق المصالحة الوطنية ومعالجة آثار الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن وبعض المحافظات في السنوات الماضية، ولا تزال يد الائتلاف ممدودة لتحقيق هذه الأهداف".
منوها إلى أن ميثاق الشرف الذي صاغه الانتقالي ويسعى إلى اقراره بفعالية شكلية "ينبغي أن يكون خلاصة الحوار والتتويج الأخير الذي يعكس التوافق في الملفات الأخرى، وليس العكس، مشددا على ضرورة إعادة ترتيب ملفات الحوار، بدءا بملفات بناء الثقة، ثم الملفات السياسية، وانتهاء بميثاق الشرف الوطني".
شاهد .. الائتلاف الوطني الجنوبي يكشف احتيال "الانتقالي"
وكشف رئيس "المؤتمر الوطني لشعب الجنوب"، السياسي الجنوبي البارز، محمد علي احمد، رئيس مكون الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء (2014م)، رفض المشاركة في حوار الانتقالي" لتأكيد الاخير سعيه للاستحواذ على الجنوب واقصاء باقي المكونات، بمخالفته اتفاق القاهرة بين المكونات الجنوبية.
تفاصيل: قائد جنوبي بارز يكشف خفايا اتفاق القاهرة (بيان)
من جانبه، فاجأ المؤتمر الشعبي العام في عموم جنوب البلاد "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، بإعلان صادم وغير متوقع، تضمن رفض وصاية "الانتقالي" على الجنوب، وانكار تمثيله الذي يزعمه للجنوب والقضية الجنوبية، بوصفه مجرد ادعاء زائف لا يستند إلى اي شرعية شعبية أو سياسية، ساخرا من دعوة "الانتقالي" للقائه التشاوري.
تفاصيل: المؤتمر في الجنوب يفاجئ "الانتقالي" بهذا الإعلان (بيان)
وتلقى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، هبة حضرمية عنيفة وصادمة، تجاوزت جميع توقعاته ورهاناته، على نحو اربك قيادة المجلس، وقيادات هيئاته وسياسييه وناشطيه، بإعلان مؤتمر حضرموت الجامع، وحلف قبائل حضرموت، والهبة الحضرمية، رفضها المشاركة في حوار "الانتقالي" للاسباب نفسها.
تفاصيل: هبة حضرمية عنيفة تلفح "الانتقالي" وتربكه (بيان)
من جهتها، اعلنت مكونات جنوبية في "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي"، رفضها المشاركة فيما يسمى "اللقاء التشاوري الجنوبي" الذي دعا لعقده في العاصمة المؤقتة عدن يوم غد الخميس، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في سعيه لاكتساب مشروعية تنصيب نفسه ممثلا وحيدا وحاكما لجنوب البلاد.
وقال "المجلس الثوري الأعلى للحراك الثوري" الذي يضم مكونات جنوبية عدة في بيان، الاحد: إنه لن يشارك في هذا للقاء، رفضا لما سماه "الاصرار على الدفع بمكونات الحراك الجنوبي المستقلة رأيا وموقفا للتوقيع على ميثاق وطني يفوض المجلس الانتقالي كممثل حصري عن القضية الجنوبية استباقا للحوار والتفافا عليه".
مضيفا: إن "مثل هذا اللقاء الذي يجري تحضيره يأخذ شكل مهرجان جماهيري أكثر منه لقاء تشاوري جنوبي لوضع أسس ومبادئ الحوار"، وأن ""أن أرضية الحوار التي يفترض أن يتم تسويتها من المجلس الانتقالي قبل الشروع فيه لم تمهد بعد ولا زالت قيادات من الحراك الجنوبي في السجون" التابعة لمليشيا "الانتقالي".
وتابع البيان قائلا: إن معتقلي الحراك من الانتقالي "لم يسمح حتى لأسرهم بزيارتهم ولم يحالوا منذ اشهر للنيابة أو المحكمة في خرق واضح لكل الاعراف، ناهيك عن تدخلات المجلس الانتقالي في شئون مكونات الحراك الجنوبي والدفع بعمليات التفريخ كما جرى مع المجلس الثوري في ثلاث محاولات باءت بالفشل".
مؤكدا أن "المجلس الثوري ظل في هيئاته العليا والمحافظات والمديريات والمراكز مستقرا وثابتا مع الشرعية التنظيمية للمجلس ولم تجد المغريات المالية ووعود المناصب الحكومية سبيلا أمام الرجال الاحرار". ومنوها بأن "مسميات المجلس الثوري التي أعلنت مشاركتها في هذا اللقاء، ليسوا الممثلين الشرعيين للمجلس".
وقال: أن منتحلي صفة تمثيله "هم تلك المكونات التي قام بتفريخها ومنح أصحابها المرتبات الشهرية بالريال السعودي ووعدهم بمناصب في الحكومة اليمنية ولم تعد لهم أي صلة رسمية بالمجلس الثوري الذي يستمد وجوده من شرعيته التنظيمية وتجربة نضال سنوات مديدة منذ انطلاق الحراك الجنوبي في 7 يوليو 2007م".
مضيفا: إن "المجلس الانتقالي أثبت خلال الفترة الماضية رغم تدشين لجنة الحوار التابعة له لقاءاتها بالآخرين وكنا رحبنا بذلك، غير جدي في تغيير سلوكه تجاه المكونات والطيف الجنوبي عموما ولم يتقدم خطوات لمعالجة الجروح الناتجة عن حرب 2018 و 2019م واستأثر وحده بالسلطات الممنوحة من الحكومة اليمنية لالحاق الأذى بالآخرين".
وتابع: "إنه في الوقت الذي يعلن المجلس الثوري رفضه المشاركة في لقاء الانتقالي، فإنه يؤكد على عدم إغلاق باب الحوار "إذا تهيأت وسويت أرضيته بالشكل الصحيح وأنه يمضي مع المكونات الجنوبية الفاعلة في وضع مدماك عمل جنوبي وطني يقوم على العمل المؤسسي واستقلالية الرأي والموقف". حسب ما جاء في البيان الصادر عنه الاحد.
وبدورها أنضمت اللجنة السياسية لميثاق #شبوة، إلى باقي المكونات الجنوبية الفاعلة في الساحة والمقاطعة لحوار "الانتقالي"، وأعلنت في بيان رفضها للمشاورات التي أعلن عنها "المجلس الانتقالي الجنوبي". وقالت: "نتائج مشاورات الانتقالي لا تعنينا لأنها تتم بمعزل عن التوافق الوطني الجنوبي".
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب، ومضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
جاء هذا في تصريح للمتحدث باسم "لجنة الحوار الجنوبي" في "المجلس الانتقالي"، الدكتور سعيد الجريري قال فيه: إن "حضرموت ليست غائبة عن اللقاء التشاوري الشامل للحوار الجنوبي الخميس القادم بعدن ومالا يقل عن 50% من المشاركين باللقاء من حضرموت من داخل الجامع وخارجه وسواءً شارك الجامع أم لم يشارك".
مضيفا حسب ما نقل عنه رئيس تحرير موقع "الجريدة بوست" التابع للمجلس الانتقالي والممول من الامارات، عادل المدوري: إن "موضوع مشاركة الجامع شأن داخلي يخص الجامع". في اعلان صريح لاستغناء "المجلس الانتقالي" عن المكونات الجنوبية والاكتفاء بشخوص قياداته من المحافظات الجنوبية، لفرض نفسه ممثلا للجنوب.
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.