الثلاثاء 2024/11/19 الساعة 11:49 م

أول رد للمجلس الرئاسي على اعلان

العربي نيوز - عدن:

صدر للتو، اول رد رسمي لمجلس القيادة الرئاسي، على اعلان "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، باسم ما سماه "المكونات الجنوبية"، انفصال جنوب البلاد بدولة جنوبية فيدرالية، والاصطفاف لما وصفه بـ "الاحتلال اليمني"، متسببا بعاصفة عنيفة تهدد استمرار المجلس الرئاسي.

وأعلن أول عضو جنوبي في مجلس القيادة الرئاسي قائد ألوية "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة)، تأييده اعلان حوار "الانتقالي"، ومباركته توقيع ما سمي "الميثاق الوطني الجنوبي" المتضمن ترتيبات الانفصال.

جاء هذا في تصريح صحفي نقلته عن المحرمي قناة "عدن المستقلة" الانفصالية الناطقة باسم "المجلس الانتقالي"، قال فيه: إن "الميثاق الوطني يؤسس يوحد الجبهة الجنوبية لمستقبل يسوده التعايش والقبول بالآخر". حسب تعبيره الانفصالي.

وتابع المحرمي، وهو شيخ سلفي موالٍ للامارات، قائلا: إن "الاصطفاف الجنوبي سيسهم في إيجاد عمل سياسي أكثر انسجاما بين القوى السياسية". وأردف: إن "الجنوب اليوم أمام استحقاق سياسي في مشاورات الحل النهائي". في اشارة لمفاوضات السلام في اليمن.

شاهد .. المحرمي يؤيد اعلان "الانتقالي" انفصال الجنوب

كذلك أعلن عضو جنوبي اخر في مجلس القيادة الرئاسي، هو اللواء فرج سالمين البحسني، تأييده ما جاء في اعلان حوار "الانتقالي"، ونقلت صحيفة "عدن الغد" عنه قوله: "نبارك نجاح المشاورات التي عقدها المجلس الإنتقالي الجنوبي والتي تهدف إلى ترتيب البيت الداخلي الجنوبي".

مضيفا: "نتطلع أن يلي هذه المشاورات مباشرة حوار واسع مع كافة القوى والمكونات السياسية الجنوبية يفضي إلى إجماع جنوبي واسع على مطالب وأهداف ورغبة الجنوبيين في هذه المرحلة الهامة". حسب تعبيره، في تحول 180 درجة لموقفه السابق للاعلان، والمؤيد لليمن الاتحادي.

وأعلن "المجلس الانتقالي"، مساء الاثنين، وباسم من سماها "المكونات الجنوبية"، انفصال جنوب البلاد في ما سماه "الدولة الفيدرالية الجنوبية" رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، داعيا "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". 

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

وجاءت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، لتؤكد ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في اعمال نهج الاخير وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه".

تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا (تفاصيل)

سعى "الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري"، إلى فرض ما سماه "ميثاق جنوبي" صاغه ما يسمى "فريق الحوار الجنوبي" داخل المجلس الانتقالي، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية التي سيصدرها عن اللقا، تثبت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل الوحيد لجنوب البلاد والحاكم السياسي والعسكري له.

وأعلن مجلس القيادة الرئاسي، أول رد فعلي ورسمي على عقد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات وأكبرها وأبرزها على الساحة، مقاطعة اللقاء "رفضا لهيمنة الانتقالي وسعيه لفرض وصايته على الجنوب بقوة السلاح والمليشيات".

تفاصيل: أول رد "رئاسي" حاسم على "حوار الانتقالي"

كما سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله.

تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)

وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".

تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)

وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات. 

أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، لوقائع افتتاح حوار "الانتقالي"، انحصار الحضور والمشاركين فيه بعشرات من قيادات "المجلس الانتقالي" والموالين له في المحافظات الجنوبية، وأن اللقاء مجرد لقاء تنظيمي داخلي يخص "الانتقالي"، ويحاور فيه نفسه، وليس كما زعم عبر وسائل اعلامه أنه "لقاء تشاوري بين جميع اطياف الجنوب ومكوناته".

شاهد .. "الانتقالي" يحاور اعضاءه بعد مقاطعة مكونات الجنوب

ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي".

كشفت هذا، الاعلانات والبيانات المتلاحقة، الصادرة عن المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والمجتمعية والقبلية، البارزة والفاعلة في الساحة، وأكدت أن "الانتقالي" فشل في تقديم نفسه الممثل الوحيد لجنوب اليمن و"القضية الجنوبية"، حسب ما يزعم. وأكدت أنه سيضطر لأن يحاور نفسه وقياداته التي تمثل محافظات الجنوب.

وأرجعت البيانات والاعلانات الصادرة عن ابرز المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والقبلية الجنوبية، إعلانها مقاطعتها حوار الانتقالي"، إلى أسباب توافقت على تلخيصها في "رفض سياسة الانتقالي القائمة على الضم والالحاق لا الشراكة والتكامل"، وسعيه إلى "ادماجها والغاء كياناتها بقوة السلاح والارتباط بالخارج واجنداته".

تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)

في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب، ومضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".

جاء هذا في تصريح للمتحدث باسم "لجنة الحوار الجنوبي" في "المجلس الانتقالي"، الدكتور سعيد الجريري قال فيه: إن "حضرموت ليست غائبة عن اللقاء التشاوري الشامل للحوار الجنوبي الخميس القادم بعدن ومالا يقل عن 50% من المشاركين باللقاء من حضرموت من داخل الجامع وخارجه وسواءً شارك الجامع أم لم يشارك".

مضيفا حسب ما نقل عنه رئيس تحرير موقع "الجريدة بوست" التابع للمجلس الانتقالي والممول من الامارات، عادل المدوري: إن "موضوع مشاركة الجامع شأن داخلي يخص الجامع". في اعلان صريح لاستغناء "المجلس الانتقالي" عن المكونات الجنوبية والاكتفاء بشخوص قياداته من المحافظات الجنوبية، لفرض نفسه ممثلا للجنوب.

تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.