العربي نيوز - عدن:
استدعى اعلان "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مساء اليوم الاثنين، وباسم ما سماها "المكونات الجنوبية" انفصال جنوب اليمن بدولة جنوبية فيدرالية، والاصطفاف الجنوبي ضد ما وصفه "الاحتلال اليمني"، تصريحا ناريا قويا وهاما، ادلى به رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، في وقت سابق، واعاد نشره وتداوله سياسيون وناشطون، في اول تعليق لهم على صمت رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي حتى الان، على الاعلان الخطير الصادر عن "المجلس الانتقالي" بغطاء لقائه التشاوري مع قياداته.
وتعمد الناشطون اعادة نشر كلمة للرئيس هادي، في ذكرى طرد الاحتلال البريطاني من جنوب البلاد، ردا على مخرجات حوار "المجلس الانتقالي" الذي سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها للقاء، واقتصار المشاركين على عدد ممن كانوا حتى عهد قريب من قيادات السلطة الشرعية للجمهورية اليمنية، بما فيهم عيدروس الزبيدي محافظا لعدن، وأحمد بن بريك محافظ حضرموت السابق، وفضل الجعدي محافظ الضالع السابق، واحمد لملس محافظ شبوة السابق، وراجح باكريت محافظ المهرة السابق.
قال الرئيس عبدربه منصور هادي في خطابه التاريخي الذي اعادت نشره قناة "العربية" السعودية على موقعها الالكتروني "العربية نت" في: 30 نوفمبر ,2013: "لن اتساهل حيال أي متاجرة بالقضية الجنوبية، وذلك بعد انسحاب مجموعة من الحراك الجنوبي من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي شهدته العاصمة صنعاء نهاية 2013م وبداية العام 2014م، وتم التوافق فيه بين معظم مكوناته الثمانية على معالجات للقضية الجنوبية وقيام "يمن اتحادي" من ستة اقاليم اتحادية لكل منها الصلاحيات الكاملة، في ادارة السلطة والثروة.
مضيفا: إن "دعاة التجزئة تارة باسم حق تقرير المصير وتارة تحت شعار إعادة دولة الجنوب، إنما يبحثون عن سراب واهم، ومصالح ذاتية وشخصية وليس عن مصالح عامة ووطنية". ردا على انسحاب رئيس مكون الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني، محمد علي احمد، رئيس ما يسمى الان "مؤتمر شعب الجنوب"، والداعي إلى انفصال جنوب البلاد، بغطاء قيام دولة اتحادية من اقليمين شمالي وجنوبي لمدة عشر سنوات، ثم اجراء استفتاء لتقرير مصير الجنوب، في الاستمرار في الدولة الاتحادية أو اعلان الانفصال عنها بدولة مستقلة.
وشهد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مشاركة 565 عضوا مناصفة بين الشمال والجنوب، توزعوا على 8 فرق رئيسة لابرز قضايا مؤتمر الحوار، وفي مقدمها القضية الجنوبية، وصدرت توصيات بحلول لمعالجتها وجبر الضرر عن حرب صيف العام 1994م، بلغ عددها 31 توصية، بينها اعادة الموظفين المبعدين عن وظائفهم في القطاعين المدني والعسكري، وتعويض الموظفين الذين صودرت اراضي جمعياتهم السكنية، وكذلك المواطنين الذين فقدوا اراضيهم بقطع اراض اخرى بديلة، وانشاء صندوق مالي حكومي لمعالجة آثار الحرب والقضية الجنوبية.
مع ذلك ظلت عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الجنوبية، التي اقامت خارج اليمن، تصر بدعم مالي خارجي، وبخاصة من الامارات، على طرح مطالب انفصال جنوب البلاد، قبل أن تمول الامارات انشاء ما يزيد عن 50 لواء عسكريا وتجهيزه بالاسلحة، ليكون ادارة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي ومكرسة لخدمة اجندة اطماع الامارات في الهيمنة على خطوط الملاحة الدولية عبر البحرين العربي والاحمر ومضيق باب المندب الاستراتيجي، فضلا عن نهب ثروات اليمن، التي تمركزت القوات الاماراتية في منابعها خلال الحرب.
تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)
وأعلن عضوان بمجلس القيادة الرئاسي، من اصل اربعة، حتى الان، هما عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) قائد قوات "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، واللواء فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الاولى، سابقا، تأييدهما اعلان "الانتقالي" انفصال جنوب اليمن بدولة جنوبية فيدرالية، ومباركتهما توقيع وثيقة اسس الدولة الجنوبية.
تفاصيل: اول رد للمجلس الرئاسي على اعلان "الانتقالي" الانفصال
جاءت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، لتؤكد ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في اعمال نهج الاخير وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه".
تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا (تفاصيل)
سعى "الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري"، إلى فرض ما سماه "ميثاق جنوبي" صاغه ما يسمى "فريق الحوار الجنوبي" داخل المجلس الانتقالي، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية التي سيصدرها عن اللقا، تثبت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل الوحيد لجنوب البلاد والحاكم السياسي والعسكري له.
وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر بختام الحوار الذي نظمه في عدن "المجلس الانتقالي" مع نفسه، بمسمى "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعة اللقاء.
تفاصيل: المليشيا تباشر اجراءات تنفيذ اعلان الانفصال (صور)
وأعلن مجلس القيادة الرئاسي، أول رد فعلي ورسمي على عقد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات وأكبرها وأبرزها على الساحة، مقاطعة اللقاء "رفضا لهيمنة الانتقالي وسعيه لفرض وصايته على الجنوب بقوة السلاح والمليشيات".
تفاصيل: أول رد "رئاسي" حاسم على "حوار الانتقالي"
كما سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله.
تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)
وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".
تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)
وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات.
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، لوقائع افتتاح حوار "الانتقالي"، انحصار الحضور والمشاركين فيه بعشرات من قيادات "المجلس الانتقالي" والموالين له في المحافظات الجنوبية، وأن اللقاء مجرد لقاء تنظيمي داخلي يخص "الانتقالي"، ويحاور فيه نفسه، وليس كما زعم عبر وسائل اعلامه أنه "لقاء تشاوري بين جميع اطياف الجنوب ومكوناته".
شاهد .. "الانتقالي" يحاور اعضاءه بعد مقاطعة مكونات الجنوب
ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي".
كشفت هذا، الاعلانات والبيانات المتلاحقة، الصادرة عن المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والمجتمعية والقبلية، البارزة والفاعلة في الساحة، وأكدت أن "الانتقالي" فشل في تقديم نفسه الممثل الوحيد لجنوب اليمن و"القضية الجنوبية"، حسب ما يزعم. وأكدت أنه سيضطر لأن يحاور نفسه وقياداته التي تمثل محافظات الجنوب.
وأرجعت البيانات والاعلانات الصادرة عن ابرز المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والقبلية الجنوبية، إعلانها مقاطعتها حوار الانتقالي"، إلى أسباب توافقت على تلخيصها في "رفض سياسة الانتقالي القائمة على الضم والالحاق لا الشراكة والتكامل"، وسعيه إلى "ادماجها والغاء كياناتها بقوة السلاح والارتباط بالخارج واجنداته".
تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب، ومضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
جاء هذا في تصريح للمتحدث باسم "لجنة الحوار الجنوبي" في "المجلس الانتقالي"، الدكتور سعيد الجريري قال فيه: إن "حضرموت ليست غائبة عن اللقاء التشاوري الشامل للحوار الجنوبي الخميس القادم بعدن ومالا يقل عن 50% من المشاركين باللقاء من حضرموت من داخل الجامع وخارجه وسواءً شارك الجامع أم لم يشارك".
مضيفا حسب ما نقل عنه رئيس تحرير موقع "الجريدة بوست" التابع للمجلس الانتقالي والممول من الامارات، عادل المدوري: إن "موضوع مشاركة الجامع شأن داخلي يخص الجامع". في اعلان صريح لاستغناء "المجلس الانتقالي" عن المكونات الجنوبية والاكتفاء بشخوص قياداته من المحافظات الجنوبية، لفرض نفسه ممثلا للجنوب.
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.