الأحد 2025/07/06 الساعة 11:27 ص

وزير يكشف

العربي نيوز:

كشف وزير بارز في الشرعية اليمنية، عن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات الى "تدوير مجلس القيادة الرئاسي"، بالتوازي مع استمرار تداعيات الازمة الناشبة عن مساعي طارق عفاش للاطاحة برئيس مجلس القيادة رشاد العليمي والاستحواذ على الرئاسة وتعيين افراد اسرته بمنصاب سيادية في الدولة بزعم "انهاء الاقصاء والتهميش وتحقيق الشراكة الوطنية".

تفاصيل:  الرئيس العليمي يتهم طارق عفاش بالكذب

جاء هذا في تدوينة نشرها وزير النقل بالحكومة اليمنية سابقا، المهندس صالح الجبواني، على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، بعنوان "تدوير رئاسة مجلس القيادة اليمني: لعبة سياسية أم مصلحة وطنية؟!"، اكد توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات إلى اعادة تدوير مجلس القيادة الرئاسي، والذي شكله بعد ضغطه على الرئيس هادي للتنحي ونقل السلطة، مطلع ابريل 2022م.

وقال الجبواني في تدوينته المثيرة لجدل سياسي واسع: "في خطوة وُصفت بأنها ‘إجرائية‘ و‘دستورية‘، قُدمت مؤخرًا مذكرة أو مقترحات لتدوير منصب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن. ورغم من أن فكرة التدوير قد تبدو للوهلة الأولى دعوة للتشاركية وتخفيف الاحتقان السياسي، إلا أن الواقع المعقد لتركيبة المجلس، والذي يتكوّن من قادة مليشيات مسلحة وأجنحة متصارعة أكثر من كونهم رجال دولة".

مضيفا: "يطرح تساؤلات جوهرية حول الأهداف الحقيقية من هذه الخطوة وما إذا كانت فعلاً تصب في مصلحة اليمنيين أم مجرد فصول في مسرحية النفوذ.. ومخاطر هذه الخطوة تكمن في خمسة عوامل"، ذاكر أن اولها "غياب الرؤية الوطنية لدى أعضاء المجلس" الذي قال إنه "لا يُمثل مؤسسة دولة حقيقية بقدر ما يعكس محاصصة بين جماعات مسلحة ذات ولاءات إقليمية ودولية متباينة". 

وتابع وزير النقل سابقا صالح الجبواني في هذا المحور قائلا: إن "تدوير المنصب بين هؤلاء لا يُنتج قيادة وطنية جديدة بقدر ما يُعيد إنتاج نفس النزاعات والصراعات بوجه جديد. فمن غير المنطقي توقّع أن يحمل زعيم مليشيا رؤية شاملة للدولة بينما أولوياته تظل محصورة في تعزيز سيطرة جماعته أو حصد مكاسب آنية على حساب المصلحة الوطنية".

متحدثا عن أن ثاني عوامل المخاطر "عدم وجود معايير واضحة أو شفافة للتدوير"، وقال: "تفتقر عملية التدوير إلى آليات واضحة، سواء في اختيار الشخصية التي ستتولى الرئاسة مؤقتًا أو في معايير الأداء والمحاسبة. وهذا يفتح الباب أمام صفقات خلف الكواليس، ومساومات مبنية على توازنات القوة وليس على الكفاءة أو الإجماع الوطني. بهذه الطريقة، يتحول التدوير إلى مجرد تناوب على الامتيازات لا أكثر".

وأفاد ان ثالث عوامل المخاطر "تدوير داخل حلقة مغلقة من الفشل"، وقال: "عندما يكون الفشل هو القاسم المشترك بين معظم أعضاء المجلس، فإن تدوير القيادة فيما بينهم لن يغير شيئًا سوى الواجهة. فالعقبة ليست في شخص الرئيس وحده، بل في طبيعة المنظومة التي لا تسمح بقيام مؤسسة رئاسية فعلية تحظى بثقة المواطنين أو تمتلك أدوات حقيقية للقرار. التدوير هنا أشبه بتبديل المقاعد على ظهر سفينة تغرق".

محذرا من "خطر شرعنة المليشيات تحت غطاء ‘المؤسسية‘” ضمن اعادة تدوير الرئاسي، بقوله: "كلما استُخدمت أدوات الدولة كالتدوير أو القرارات الرئاسية لتجميل وجود جماعات مسلحة داخل بنية الدولة، فإننا لا نُعيد بناء الدولة، بل نُطيل عمر المليشيات. هؤلاء القادة، سواء في الجنوب أو في مناطق أخرى، يملكون السلاح والتمويل والتحالفات الخارجية، ويستخدمون السلطة الرئاسية لشرعنة سيطرتهم لا لتفكيكها".

وتحدث وزير النقل سابقا صالح الجبواني عن "تأثير سلبي على فرص السلام" للتدوير المرتقب لمجلس القيادة، بقوله: "في الوقت الذي يتطلع فيه اليمنيون إلى قيادة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة لإنهاء الحرب والبدء في عملية سلام شاملة، فإن التدوير بهذه الطريقة يرسل رسالة معاكسة: أن الحكم لا يزال لعبة مغلقة بين قوى الأمر الواقع، وأن الطريق إلى التغيير السياسي مغلق أمام أي قوى مدنية أو وطنية حقيقية".

مختتما تدوينته التحذيرية، والمثيرة لجدل سياسي واسع، بقوله: "في الختام فإن تدوير رئاسة مجلس القيادة في اليمن، بصيغته الحالية، ليس سوى فصل جديد من لعبة النفوذ، لا يعكس رغبة حقيقية في التغيير أو الإصلاح. بل هو مؤشر إضافي على غياب مشروع وطني جامع، وعلى استمرار التعامل مع الدولة كغنيمة لا كمؤسسة. اليمن اليوم بحاجة إلى رجال دولة، لا قادة مليشيات يتبادلون الأدوار فوق ركام وطن محطم.

والجمعة (4 يوليو) ازاحت مصادر سياسية ودبلوماسية الستار عن اسباب تواجد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب الشيخ سلطان العرادة، في العاصمة السعودية الرياض منذ منتصف يونيو الفات (2025م)، وأنه ينسق مع قيادة المملكة العربية السعودية لترتيب اوضاع المجلس الرئاسي تمهيدا لجولة مفاوضات سلام مع جماعة الحوثي الانقلابية، في مسقط.

تفاصيل: العرادة يبحث بالسعودية ملفين حاسمين

بالتوازي، سربت مصادر دبلوماسية وسياسية، مستجدات جديدة عن انفراج في مفاوضات انهاء الحرب في اليمن وبخاصة في ملف استئناف تصدير النفط وصرف الرواتب، ضمن ملفات "خارطة السلام في اليمن" التي افضت اليها مفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين السعودية والشرعية وجماعة الحوثي الانقلابية بوساطة عمانية.

تفاصيل: انفراج بملف تصدير النفط والرواتب

في المقابل، لم يصدر عن جماعة الحوثي اي تعليق على هذه التسريبات، عدا موقفها المعلن بشأن اعادة تصدير النفط والغاز واشتراطها "تخصيص العائدات لصرف رواتب جميع موظفي الدولة في جميع المحافظات بلا استثناء، وتوزيع موازنات تشغيل مختلف القطاعات الادارية والخدمية في عموم الجمهورية، حسب معيار الكثافة السكانية".

والتزمت السعودية باتفاق التهدئة مع جماعة الحوثي، الذي اسفرت عنه مفاوضاتها المباشرة وغير المباشرة بوساطة عُمانية في كل من مسقط وصنعاء والرياض، ورفضت المشاركة بالحرب الامريكية البريطانية على الحوثيين، لتجنيب مصالحها الاقتصادية والسياسية ردود فعل حوثية تشمل استئناف قصف المنشآت الاقتصادية والنفطية للمملكة.

تفاصيل: اتفاق السعودية وايران بشأن اليمن 

يترافق هذا، مع اطلاق المبعوث الاممي الخاص الى اليمن، هانس غروندبيرغ، الثلاثاء (1 يوليو) تصريحا مصورا، على هامش زيارته عدن؛ تحدث فيها عن انفراج في الملف الاقتصادي، والذي يشمل استئناف تصدير النفط وصرف رواتب جميع موظفي الدولة بلا استثناء، ومعالجة تفاقم الاوضاع الانسانية والخدمية والمعيشية لجميع اليمنيين.

تفاصيل: المبعوث الاممي يتحدث عن انفراج (فيديو)

وسبق هذا، اعلان المبعوث الاممي الخاص الى اليمن، هانس غروندبيرغ، الخميس (12 يونيو) عن اتفاق اقليمي ودولي بشأن اليمن على أن "لا حل عسكري للحرب في اليمن وأن الحل سياسي" لانهاء الحرب وتداعياتها المتواصلة على الاوضاع الانسانية والمعيشية والاقتصادية والخدمية في عموم اليمن، وكذا انعكاساتها الاقليمية، أكد فيها "

تفاصيل: اتفاق اقليمي ودولي بشأن اليمن 

عززت احاطة المبعوث الاممي الخاص الى اليمن، الاخيرة لمجلس الامن الدولي، ما سبق ان كشفه في حوار اجرته معه صحيفة "الدستور" المصرية الاحد (8 يونيو)، أكد فيه أنه "يواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، لتهيئة الظروف اللازمة لحوار جاد وهادف، بشأن بدء تنفيذ جميع الاطراف خارطة الطريق للسلام في اليمن".

تفاصيل: اعلان اممي بشأن السلام والرواتب

والأحد (25 مايو) اعلنت الامم المتحدة، مستجدات مفاجئة في مسار جهود مبعوثها الى اليمن هانس غروندبيرغ، لاستئناف مفاوضات السلام وتصدير النفط وصرف رواتب الموظفين في اليمن، من حيث توقفت عند تحضيرات توقيع اتفاق "خارطة الطريق الى السلام" قبل اندلاع "طوفان الاقصى" والعدوان الاسرائيلي على غزة.

تفاصيل: اعلان مستجدات السلام والرواتب (بيان)

كما كشفت مصادر دبلوماسية منتصف مايو 2025م، عن ضغط امريكا على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، لتقديم تنازل جديد لصالح جماعة الحوثي الانقلابية، يقضي بالغاء خيار الحسم العسكري، واستئناف مفاوضات السلام معها، في اعقاب اتفاق الجماعة وامريكا على ايقاف الهجمات المتبادلة، الثلاثاء (6 مايو).

تفاصيل: امريكا تجبر الشرعية على هذا التنازل !

وشهدت العاصمة العُمانية مسقط، في اليوم التالي لاعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الايقاف الفوري لحملته العسكرية على جماعة الحوثي، انعقاد جلسة مشاورات سياسية بين الحكومة العمانية والحكومة اليمنية، ناقش "السُبل الكفيلة باستئناف العملية السلمية للوصول إلى حل عادل وشامل في اليمن يراعي مصلحة كافة الأطراف دون استثناء".

شاهد .. مسقط تعلن استئناف مفاوضات السلام بايمن

بالتوازي، صدر الجمعة (16 مايو) اعلان جديد في مجلس الامن الدولي، بشأن اليمن والتطورات التي يشهدها، جراء تصاعد الهجمات المتبادلة بين جماعة الحوثي الانقلابية وكيان الاحتلال الاسرائيلي على خلفية العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على قطاع غزة. شدد على "أن الحل السياسي الشامل وحده الكفيل بإنهاء الصراع في اليمن".

تفاصيل: مجلس الامن يصدر اعلانا بشأن اليمن

والاربعاء (14 مايو) اعلن المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، في احاطته الجديدة لمجلس الامن الدولي، عن ما سماه "بديلا عمليا" في اليمن، قال أنه يستطيع انهاء الحرب واحلال السلام، وصرف رواتب موظفي الدولة، وانهاء المعاناة الانسانية والخدمية والاقتصادية لجميع اليمنيين بلا استثناء. رغم تأثير الحرب في غزة على مسار السلام باليمن.

تفاصيل: المبعوث يعلن عن بديل في اليمن !

تتابع هذه التطورات، عقب اعلان المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، السبت (23 ديسمبر 2023م)، في احاطة لمجلس الامن، عن توصل مختلف الاطراف إلى الاتفاق على خارطة طريق للسلام في اليمن، والتزامهم بتنفيذ تدابير إنسانية واقتصادية، ذكر بينها استنئاف صرف الرواتب جميع الموظفين وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات.

تفاصيل: حصريا .. موعد توقيع اتفاق السلام والمرتبات

وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا القيادي الحوثي !

يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.