العربي نيوز - الرياض:
احتفت المملكة العربية السعودية، على نحو غير مسبوق وباعث على الريبة بنظر مراقبين للشأن اليمن، بلقاء الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مع وفد جماعة الحوثي المشاركة في ثاني جولة مفاوضات مباشرة بين الجانبين بوساطة عُمانية.
وقال وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان، في تصريح نشره عن اللقاء المنعقد بالرياض على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر سابقا): "التقيت وفد صنعاء الذي زار الرياض لاستكمال الجهود الرامية لدعم مسار السلام في اليمن".
مضيفا، في تصريحه المنشور اعلاميا: "أكدت خلال لقائي بالوفد وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار؛ للتوصُّل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".
https://x.com/kbsalsaud/status/1704258607187898703?s=20
وتابع: "نتطلَّع أن تحقق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف؛ لينتقل اليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة للشعب اليمني الشقيق، في ظل استقرار سياسي وأمن دائم، يتكامل مع النهضة التنموية للمنظومة الخليجية".
https://x.com/kbsalsaud/status/1704258612439224679?s=20
من جانبها علقت جماعة الحوثي الانقلابية على هذا اللقاء، بتصريح لعضو مكتبها السياسي، علي القحوم، قال فيه: "الوفد الوطني اليمني في لقائه مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان اثناء المفاوضات في الرياض بجهود ووساطة عمانية مشكورة".
مضيفا: إن اللقاء يأتي ضمن "ومساعي طيبة في تحقيق السلام العادل لليمن والمنطقة والأمن والإستقرار للبلدين وحسن الجوار والمضي قدما بجسارة في صناعة السلام بما يراعي المصالح المشتركة للبلدين وحسن الجوار وصناعة العلاقات الطيبة والمتكافئة".
وتابع القيادي الحوثي القحوم في تعليقه على اللقاء: "وتجاوز التعثرات في الملفات الإنسانية والاقتصادية وصرف المرتبات ووقف العدوان ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وجبر الضرر واطلاق الاسرى والمعتقلين وفتح الموانئ والمطارات اليمنية".
https://twitter.com/alialqhoom/status/1704271301651689521
في المقابل، تصدر الاعلام السعودي للاحتفاء باللقاء وتأكيد الرؤية الجديدة للمملكة حيال اليمن والحل للازمة، عبر عدد من كبار سياسيي المملكة وإعلاميها، بينهم مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، ثاني منابر الديوان الملكي بعد صحيفة "الرياض"، عبدالله آل هتيلة.
المسوؤل السعودي هتيلة، قال: "لقاء سمو وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وهو الممسك بالملف اليمني بوفد صنعاء أوجع كل من يتمنون الفشل لمسيرة السلام في اليمن، وأعطى المزيد من الأمل للشرفاء الذين يتمنون أن يعود لليمن أمنه واستقراره ولشعبه الحياة الكريمة".
https://x.com/ahatayla2020/status/1704520988426109209?s=20
من جهته، قال عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية، والمحلل البارز، رئيس تحرير صحيفة الوطن سابقا: اولئك الذين ينتقدون او يشككون في محادثات الرياض التي تقودها السعودية وعمان ويدعمها مجلس التعاون والامم المتحدة والاسرة الدولية؛ ماذا يريدون؟!".
العقيلي وهو مدير تحرير الجزيرة، الجيل، وكالة الانباء السعودية (واس) سابقا، اضاف في تعليقه على حسابه بمنصة إكس : "ان كانوا يريدون الحسم العسكري لماذا لم يشتركوا في تحقيقه؟ ام يريدون استمرار الوضع الراهن الذي يعاني منه الشعب اليمني امنياً ومعيشيًا ؟!
https://x.com/aloqeliy/status/1704524693187805668?s=20
كذلك الكاتب السياسي السعودي بدر القحطاني، قال: "شهد مسار السلام اليمني منعطفات هائلة، لكن باستحضار السنتين الأخيرتين، يبدو أن المبادرة السعودية ذات النقاط الأربع، التي أعلنها الأمير فيصل بن فرحان في عام 2021، كانت نقطة بداية جيدة".
https://x.com/BadrAlQahtani/status/1704567509192446208?s=20
وصدر ليل الثلاثاء، أول اعلان رسمي عن جماعة الحوثي الانقلابية بشأن نتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والمجلس الرئاسي، والمختتمة اعمالها الثلاثاء بـ "توافقات على عدد من الملفات والقضايا" وعودة وفد الجماعة ووفد الوساطة العماني إلى العاصمة صنعاء.
تفاصيل: الحوثيون يعلنون رسميا نتائج مفاوضات الرياض
من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال خمسة ايام، والاتفاق على آلية دفع رواتب جميع موظفي الدولة بعموم البلاد.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة المفاوضات أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات إقرار اتفاق سلام شامل.
يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
