العربي نيوز:
ضغطت الولايات المتحدة الامريكية، على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، لتقديم تنازل جديد لصالح جماعة الحوثي الانقلابية، يقضي بالغاء خيار الحسم العسكري، واستئناف مفاوضات السلام معها، في اعقاب اتفاق الجماعة وامريكا على ايقاف الهجمات المتبادلة، الثلاثاء (6 مايو).
كشف عن هذه الضغوط الامريكية، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن مسؤول المناصرة في الكونجرس الأمريكي، سيف المثنى، في تسريب نشره ليل السبت (17 مايو) على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، قال فيه: "مفاوضات السلام بخصوص اليمن، تستأنف في مسقط!".
شاهد .. تسريبات امريكية عن جولة مفاوضات بمسقط
مفصحا عن الضغوط الامريكية على الشرعية، في تدوينة اخرى، بقوله: "عندما لا تستغل الظروف السياسية والعسكرية، ترغمك الواقعية على الانكسارات السياسية والعسكرية ذاتها". في اشارة لتفويت الشرعية فرصة الحسم اثناء الحملة العسكرية الامريكية على الحوثيين.
شاهد .. ضغوط امريكية على الشرعية لهذا التنازل
وشهدت العاصمة العُمانية مسقط، في اليوم التالي لاعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الايقاف الفوري لحملته العسكرية على جماعة الحوثي مقابل ايقافها استهداف السفن الامريكية الحربية والتجارية فقط، انعقاد جلسة مشاورات سياسية بين عُمان والحكومة اليمنية.
وفقا لوكالة الانباء الحكومية (سبأ) فقد عقدت جلسة المباحثات في مسقط، الاربعاء (7 مايو)، بين الجانبين اليمني برئاسة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور منصور بجاش، والعماني برئاسة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الشيخ خليفة الحارثي".
شاهد .. الشرعية تعقد جلسة مباحثات مع عُمان
وقالت وزارة الخارجية العُمانية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني: إنه "تمّ خلال الجلسة استعراض العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين، وبحث التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي والتبادل التجاري ومسائل التنقل والتواصل بين الجانبين، ومستجدات القضية اليمنية".
مضيفة: إن "الجانبين (اليمني والعُماني) تبادلا وجهات النظر حول مستجدات القضية اليمنية، والسُبل الكفيلة باستئناف العملية السلمية للوصول إلى حل عادل وشامل في اليمن يراعي مصلحة كافة الأطراف دون استثناء، بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
شاهد .. مسقط تعلن استئناف مفاوضات السلام بايمن
وصدر الجمعة (16 مايو) اعلان جديد في مجلس الامن الدولي، بشأن اليمن والتطورات المتسارعة التي يشهدها، جراء تصاعد المواجهات والهجمات المتبادلة بين جماعة الحوثي الانقلابية وكيان الاحتلال الاسرائيلي على خلفية العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على قطاع غزة.
جاء هذا في بيانين، صدر الاول على لسان المندوب الدائم لفرنسا في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، جيروم بونافون، الجمعة (16 مايو)، قال فيه: "إن فرنسا تجدد التزامها بدعم استقرار اليمن وأمن المنطقة وضرورة تجنب أي تصعيد إضافي في المنطقة".
مضيفا: إن بلاده "تجدد دعمها للحكومة الشرعية في اليمن، مشددا على ضرورة مواصلة جهودها لتلبية تطلعات الشعب اليمني بأكمله". وأردف: "تؤكد فرنسا دعمها الكامل لجهود المبعوث الخاص (هانس غروندبيرغ) للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار حقيقي في اليمن".
وتابع: "مما يُمهد الطريق لحل سياسي تفاوضي وشامل من أجل يمن موحد وذو سيادة". وشدد على "أن الحل السياسي الشامل وحده الكفيل بإنهاء الصراع في اليمن". مرحبا بـ "اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والحوثيين بوساطة عُمانية".
لكنه دعا جماعة الحوثي إلى "ايقاف أعمالهم المُزعزعة للاستقرار في اليمن والبحر الأحمر والشرق الأوسط". وجدد "تعهد فرنسا بمواصلة حماية الأمن البحري وحرية الملاحة، بما يتوافق مع القانون الدولي وبالتنسيق مع شركاءها بالاتحاد الاوروبي في إطار عملية اسبيدس".
وبالتوازي، صدر بيان عن مجموعة دول (A3+) في مجلس الامن الدولي، والتي تشمل دول الجزائروسيراليون وغويانا اضافة للصومال، رحب باتفاق امريكا والحوثيين وشدد على التمسك بدعم وحدة اليمن وسلامة أراضيه وأهمية الحل السياسي الشامل لإنهاء الأزمة في اليمن.
البيان تلاه السفير أبوبكر عثمان، الممثل الدائم للصومال لدى الأمم المتحدة، نيابة عن مجموعة الدول الثلاث الجزائر، وغويانا، وسيراليون، بالإضافة للصومال، في جلسة مجلس الامن الدولي المنعقدة الاربعاء (14 مايو) للاستماع الى إحاطة المبعوث الاممي الجديدة.
وقال البيان: "ترحب مجموعة (A3+) باتفاق وقف إطلاق النار الأخير الذي تم التوصل إليه بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية". واعتبره "يبعث أملاً جديداً بإمكانية تحقيق تقدم على المسار السياسي في اليمن". وعبر عن "التفاؤل لتوقف الهجمات في البحر الاحمر".
مضيفا: "وتحثّ جميع الأطراف على الاستفادة من هذا التطور الإيجابي الواعد، والانخراط مجددًا في عملية سياسية بقيادة يمنية وملكية يمنية، برعاية الأمم المتحدة، لافتة إلى أن التسوية السياسية التفاوضية والشاملة وحدها هي القادرة على تحقيق السلام الدائم في اليمن".
لكن مجموعة (A3+) "شددت على أهمية وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، مشيرة لدعمها الكامل لجهود المبعوث الخاص جروندبرغ، مقدرة المساهمات المستمرة للجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصةً المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، في تيسير المشاركة البناءة".
ودعت جميع الأطراف الخارجية إلى "احترام سيادة اليمن والامتناع عن التصعيد العسكري". مشددة على "ضرورة وقف أي إجراءات من شأنها أن تُفاقم الصراع في اليمن، مما يُهدد بعكس المكاسب التي تحققت بشق الأنفس ويعمق الأزمة الإنسانية التي تعرض حياة الملايين للخطر".
مجددة تأكيد دعم دول الجزائر، وغويانا، وسيراليون، بالإضافة للصومال، دعمها بقوة حلاً سلمياً وشاملاً ومستداماً للصراع في اليمن. في الوقت الذي حثت جميع الأطراف على التصرف بمسؤولية، واستمرار وحدة مجلس الأمن لدعم مسيرة اليمن نحو الاستقرار والتعافي".
والاربعاء (14 مايو) اعلن المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، في احاطته الجديدة لمجلس الامن الدولي، عن ما ساه "بديلا عمليا" في اليمن، قال أنه يستطيع انهاء الحرب واحلال السلام، وصرف رواتب موظفي الدولة، وانهاء المعاناة الانسانية والخدمية والاقتصادية لجميع اليمنيين بلا استثناء.
تفاصيل: المبعوث يعلن عن بديل في اليمن !
يشار إلى أن استئناف تصدير النفط والغاز وصرف مرتبات جميع موظفي الدولة في عموم الجمهورية وانتظام مواعيد صرفها، يتصدر جولات المفاوضات المباشرة وغير المباشرة المتواصلة منذ سبتمبر 2022م، بين التحالف بقيادة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي الانقلابية، بوساطة عمانية ورعاية اممية.