العربي نيوز - الرياض:
كشف دبلوماسيون وسياسيون عن اكتمال ترتيبات مراسيم توقيع اتفاق "خارطة السلام في اليمن" وبدء تنفيذ بنوده وفي مقدمها انهاء الحرب واستئناف تصدير النفط والغاز وصرف رواتب جميع موظفي الدولة بعموم الجمهورية، وفتح الطرقات والمنافذ والمطارات والموانئ، واطلاق الاسرى والمحتجزين.
وتوقعت مصادر دبلوماسية وسياسية، خليجية ويمنية، متطابقة، أن "يشهد هذا الاسبوع وفي أقصى الاحتمالات بداية الاسبوع المقبل، التوقيع رسميا على خارطة السلام في اليمن المتفق عليها" بين التحالف بقيادة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي.
يأتي هذا بعدما اعلن المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، رسميا، مساء السبت عن توصل مختلف الاطراف الى اتفاق على خارطة للسلام في اليمن، على ثلاث مراحل، تبدأ بمعالجة الملفين الانساني والاقتصادي، ثم العسكري والامني، ثم الملف السياسي واستئناف العملية السياسية.
وقال غروندبيرغ: "بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وكبير مفاوضي أنصار الله محمد عبد السلام، رحب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هانس غروندبرغ بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير".
مضيفا: إن هذه "التدابير" التي توافقت عليها مختلف الاطراف والتزمت بها بنهاية المفاوضات خلال الفترة الماضية "تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".
وتابع مكتب غرونبيرغ في بيان نشره على موقعه الالكتروني وصفحاته بمنصات التواصل الاجتماعي، قبل ساعات، قائلا: "وسيعمل المبعوث الأممي مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها". دون بيان الاطار الزمني لها.
كاشفا: إن "خارطة الطريق ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة".
وأكد بيان مكتب المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ إن الامم المتحدة سترى خارطة الطريق لتنفيذ التزامات مختلف الاطراف بتنفيذ التدابير، الخاصة بالملفين الانساني والاقتصادي، وقال: "ستنشئ خارطة الطريق أيضًا آليات للتنفيذ وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة".
معبرا عن "تقديره العميق للأدوار الفاعلة التي لعبتها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في دعم الطرفين للوصول إلى هذه النقطة، وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحرج لإتاحة بيئة مواتية للحوار وتسهيل نجاح إتمام اتفاق بشأن خارطة الطريق".
واختتم غرونبيرغ، قائلا: ""ثلاثون مليون يمني يراقبون وينتظرون أن تقود هذه الفرصة الجديدة لتحقيق نتائج ملموسة وللتقدم نحو سلام دائم. لقد اتخذت الأطراف خطوة هامة. إن التزامهم هو، أولاً وقبل كل شيء، هو التزام تجاه الشعب اليمني بالتقدم نحو مستقبل يلبي التطلعات المشروعة لجميع اليمنيين".
شاهد .. الامم المتحدة تعلن خارطة السلام باليمن
والاربعاء (13 ديسمبر)، أكد دبلوماسيون وسياسيون يمنيون، عن بدء الترتيبات في العاصمة السعودية الرياض، لمراسم إعلان وتوقيع اتفاق "خارطة السلام في اليمن"، على ضوء نتائج المفاوضات المباشرة وغير المباشرة طوال الاشهر الماضية، بين التحالف بقيادة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي مع جماعة الحوثي الانقلابية.
تفاصيل: بدء مراسم توقيع اتفاق السلام في اليمن
جاء هذا عقب اعلان جماعة الحوثي الانقلابية، الجمعة (8 ديسمبر) عن توصل المفاوضات بينها والمملكة العربية السعودية بوساطة عُمانية، إلى اتفاق على "خارطة السلام في اليمن" ومعالجات الملفين الانساني والاقتصادي والسياسي، وفي مقدمها صرف رواتب الموظفين.
تفاصيل: اعلان الاتفاق بشأن خارطة السلام والرواتب
ترافق هذا مع تأكيد السياسي اليمني المقيم في الولايات المتحدة الامريكية، والسفير الدولي للسلام، عبدالعزيز العقاب، الذي يرأس "منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات"، التوصل الى صيغة نهائية لاتفاق "خارطة السلام في اليمن"، وكشف تضمنها "جدولة صرف الرواتب".
تفاصيل: انفراج سار .. اتفاق صرف الرواتب وجدولتها (وثيقة)
وأصدرت السعودية، منتصف نوفمبر الجاري، اعلانا مبهجا لجميع اليمنيين بلا استثناء، يتضمن بنود اتفاق ما سمته "خارطة السلام في اليمن"، والمزمع توقيعه خلال ساعات من الان، بين مختلف الاطراف، ويتصدره الملف الانساني والاقتصادي وما يتعلق باستئناف صرف رواتب موظفي الدولة في عموم الجمهورية.
تفاصيل : إعلان سعودي مبهج بشأن الحرب والراتب (وثيقة)
من جانبهم ، ربط مراقبون للشأن اليمني هذا التقدم في المفاوضات الجارية بوساطة عُمانية بين السعودية مع جماعة الحوثي، وتصعيد الاخيرة العسكري وشنها هجمات على الكيان الاسرائيلي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة".
مشيرين إلى أن "المبعوث الامريكي إلى اليمن كان ألمح نهاية اكتوبر الفائت إلى تجدد الحرب في اليمن". وأعتبروا هذا التحول "تراجعا امريكيا عن خيار الحرب على جماعة الحوثي مقابل تراجع الاخيرة عن توسيع دائرة الصراع في المنطقة وايقاف هجماتها الجوية على اسرائيل العابرة لاراضي وأجواء السعودية والاردن ومصر".
وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، وأكد جيش الاحتلال الاسرائيلي، تنفيذ تسع هجمات حتى الان على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الخميس الفائت، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, ام الرشراش (ايلات)".
تفاصيل: الكيان يبدأ تحركا بمجلس الامن ضد اليمن
ترافق هذا مع ابلاغ المبعوث الامريكي الى اليمن، تيم ليندر كينغ، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بموقف الولايات المتحدة الامريكية من مسار السلام في اليمن والاتفاق المزمع توقيعه في العاصمة السعودية الرياض، بنتائج المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية.
تفاصيل: المبعوث الامريكي يبلغ الرئاسي هذا القرار
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة الثانية في الرياض نهاية سبتمبر الفائت، بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في صنعاء منتصف ابريل الماضي؛ لقاء وفد الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
كما سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نتائج اول لقاء للجماعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة.
تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)
من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال خمسة ايام، والاتفاق على بنود عدة بينها آلية توحيد إيرادات الدولة واستئناف دفع رواتب جميع الموظفين.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما المباشرة الثانية في الرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي ومغادرة قوات التحالف اليمن وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات سياسية لإقرار اتفاق سلام شامل ودائم.
جاء هذا، عقب تحريك الوساطة العُمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة المنتهية في اكتوبر الماضي، وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، وتكثيفها اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.