الخميس 2024/11/28 الساعة 12:25 ص

المليشيا تغتال مسؤولا ومرافقه (تفاصيل)

العربي نيوز:

اغتالت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية، طبيبا يشغل منصبا حكوميا هاما ومرافقه، بطريقة بشعة، تؤكد نزعتها الاجرامية والعدوانية بحق المواطنين وكل من يختلف معها في الموقف والرأي.

اكدت هذا مصادر محلية وطبية متطابقة في محافظة شبوة، أفادت بأن "رئيس فريق الإستجابة بمكتب الصحة بشبوة، الطبيب الدكتور محمد ناصر ناجع، قتل ومرافقه في المدخل الغربي لمدينة عتق".

موضحة أن "الدكتور محمد ناجع لقي حتفه ومرافقه اثناء سيرهما في المدخل الغربي لمدينة عتق بصطدام مع طقم عسكري تابع لمليشيا دفاع شبوة (النخبة الشبوانية سابقا) التابعة للمجلس الانتقالي".

وذكرت المصادر المتطابقة أن "سيارة نوع نيسان تابعة لمليشيا دفاع شبوة، كانت تسير مسرعة، على نحو غير طبيعي واصطدمت مباشرة بسيارة كورولا كان يستقلها الدكتور محمد ناجع، قرب نقطة السوداء".

يتزامن هذا مع وقوع مليشيا "الانتقالي" الانقلابية في شر اعمالها، واستفزت غضب احدى قبائل ابين التي توصف بـ "عش الدبابير"،  باختطافها احد ابنائها وعائلته، ضمن سلسلة اعتداءاتها المتواصلة على حرمات المواطنين.

تفاصيل: المليشيا تستفز "دبابير" قبائل الطوق

كما تأتي واقعة الاستهدف الجديد من مليشيا "الانتقالي" لشخصية بارزة في ابين، في وقت بدأت قبائل ابين منتصف نوفمبر الجاري، تنفيذ حصار محكم وخانق للمليشيا في عدن، ردا على استمرار اخفائها المقدم علي عشال الجعدني، الذي اختطفته من عدن في 11 يونيو الفائت على خلفية قضايا نهبها الاراضي.

تفاصيل: قبائل الطوق تبدأ حصار العاصمة

وتتواصل مظاهر الانفلات الامني وانتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، رغم إضطرار رئيس الدائرة الامنية لـ "الانتقالي" أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".

تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة

تتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجال الامارات في جنوب اليمن"، بعدما اطاحت بأبرز قيادات مليشياتها التابعة إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير

جاء توجيه الامارات لرئيس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، بتكليف القائد العام لـ "العمالقة الجنوبية" الشيخ عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) بـ "الاشراف على القوات الامنية ومكافحة الارهاب واعادة هيكلتها" إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.

وتزامنت هذه التطورات مع ظهور سفاح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الابرز، المتهم بجرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين، يسران المقطري، رسميا، في الامارات، متحديا قرارات اللجنة الامنية العليا وأوامر الضبط القهري الصادرة بحقه من امن عدن والنيابة العامة، في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال.

تفاصيل: ظهور "يسران" رسميا في هذه الدولة (فيديو)

في المقابل، انطلقت على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، حملة واسعة، حملت وسم #سلم_يسران_يا_بن_زايد ، تطالب دولة الامارات الاسراع في تسليم يسران المقطري وجميع قيادات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الفارين من وجه العدالة على ذمة جرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين يمنيين.

شاهد .. انطلاق حملة تطالب الامارات تسليم مجرمي "الانتقالي"

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، إلى التغطية على تصاعد السخط الشعبي من اعتداءاتها وانتهاكاتها لكرامة وحرية المواطنين وتصاعد جرائم اختطافها واخفائها المعتقلين، بالحديث عن "مؤامرة لاسقاط عدن" زعمت ان "جماعتي الحوثي والاخوان تقفان وراءها".

تفاصيل: "الانتقالي" يبرر قتل المواطنين بـ "مؤامرة" (فيديو)

بدورها، أدانت "اللجنة التحضيرية لمليونية عشال"، والمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي، ولجنة اعتصام المهرة، في بيانات مستقلة "الاعتداءات والاعتقالات التي شهدتها عدن اثناء مليونية المطالبة بكشف مصير المختطف المقدم علي عشال الجعدني وجميع المختطفين والمخفيين قسرا في سجون المجلس الانتقالي الجنوبي". 

تفاصيل: شاهد .. مجزرة جديدة للمليشيا على الهواء (فيديو)

عُرف ما يسمى "قائد قوات مكافحة الارهاب" يسران المقطري، بعنصريته ودمويته، اختطافا وتعذيبا واعداما للمعتقلين. وجاء قرار اللجنة الامنية بإحالته للتحقيق، بعدما اثبتت تحريات امن محافظة ابين وتحقيقاتها مع المتهمين باختطاف عشال، تورطه واشرافه على الجريمة، بدوافع "عنصريته المناطقية وقضايا نهب اراضي".

قاد مدير امن ابين العميد علي ناصر باعزب الكازمي (ابو مشعل) عملية مداهمة لوكر يضم عناصر تابعة ليسران المقطري، اختطفت المقدم علي عشال في عدن واخفته (بتاريخ 12 يونيو)، وشهدت العملية اشتباكات اصيب فيها مرافق العميد الكازمي، وضبط عدد منهم، لتصدر وزارة الداخلية، تعميما بضبط المتهمين الفارين.

وجاءت عملية امن ابين، بعدما فضحت كاميرا مراقبة، مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية ، وأثبتت اعتراضها في حي التقنية بعدن، المقدم علي عشال الجعدني، واقتياده على متن سيارة نوع فوكسي، الى جهة غير معلومة، ورفضها الاستجابة لمطالب اسرته وذويه بإطلاق سراحه.

تفاصيل: كاميرا مراقبة تفضح المليشيا بالجرم (صور)

ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.