الخميس 2025/10/16 الساعة 01:44 ص

توكل كرمان تفاجئ المليشيا بهذا الإعلان

العربي نيوز:

فاجأت الناشطة السياسية والحقوقية، حائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية، بإعلان تضمن تصريحا بمخططها الجديد الذي تسعى الى تنفيذه بدعم مباشر من الامارات، لفصل جنوب اليمن بدولة تابعة وخادمة لاجندة اطماع ابوظبي.

جاء هذا في خطاب القته توكل كرمان، وبثته قناة "بلقيس" الفضائية، بمناسبة ذكرى "ثورة 14 اكتوبر" المجيدة، أكدت فيه ان الذكرى تحل في مرحلة صعبة من تاريخ اليمن يمر بها اليمنيون، عادت فيها ظروف ما قبل الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 اكتوبر) بما فيها الاحتلال الاجنبي.

وأشارت توكل الى سيطرة الامارات ومليشياتها على جنوب البلاد، بقولها: "إن اليمنيين بحاجة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا إلى روح ثورة 14 أكتوبر الممتلئة بالتحدي والعنفوان، واستلهام مبادئ ثورتي أكتوبر وسبتمبر الخالدتين، نظرا لعودة الإمامة والاحتلال الأجنبي من جديد".

وتابعت: "اليمن يعيش اليوم حالة من الانقسام والتفكك غير المسبوق، في ظل مشروعات غير وطنية تغذيها أطراف داخلية وخارجية". لكنها في المقابل أكدت حتمية فشل هذه المشروعات، وقالت أن: "اليمن من جملة البلاد التي تستعصي على الأفول، مهما تكالبت عليها المصائب".

مشيرة: "إن ما يحدث اليوم في اليمن لا يمكن وصفه إلا بأنه خروج عن كل القيم والمصالح الوطنية"، واتهمت من وصفتهم بـ "العصابات المنفلتة" بأنهم "يديرون البلاد خارج منطق الدولة والمسؤولية والمصلحة العامة". وحمَّلت السلطات الحاكمة مسؤولية ما يشهده اليمن من تدهور ومعاناة.

وقالت: إن "الطبقة الحاكمة الحالية بالفشل في بناء الدولة، والتخلي عن قيم السيادة والوحدة". وأردفت: "إن اليمن يدار حاليا من قبل 9 أو 10 رؤساء معلنين وغير معلنين". داعية إلى "وضع المفسدين والمفرطين بسيادة واستقلال البلاد، وأصحاب المشروعات المذهبية والمناطقية في معسكر واحد".

مضيفة: "يوجد اليوم مشروعين متصارعين، الأول مشروع وطني يستلهم مبادئ ثورة 14 أكتوبر و26 سبتمبر، ويؤمن بالجمهورية ودولة المؤسسات ووحدة التراب اليمني، والثاني مشروع غير وطني يقوم على شعارات مذهبية ومناطقية ويعمل على تقسيم اليمن إلى كانتونات تدين بالولاء لقوى خارجية".

وتابعت: "الذين يضيقون باليمن ولا يرونها بلدا يستحق التضحية والوفاء لا يمكنهم أن يصنعوا لها شيئا، لا تحرير، ولا بناء، ولا استقلال، ولا سيادة، ولا حتى كلمة طيبة". لكنها أكدت أن الثورات اليمنية على أنظمة الحكم المتخلفة والاحتلالات الخارجية "علامة على الحياة والإرادة التي لا تلين".

يأتي هذا بعدما رد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، بقوة ولأول مرة، على الخطاب الانفصالي لعضو المجلس رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، في محافظة الضالع، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة "14 اكتوبر" الخالدة.

تفاصيل: 

وتعرض الزُبيدي لاستهداف مباشر بمسقط رأسه في الضالع، لدى حضوره مهرجانا نظمه "الانتقالي" بمناسبة ذكرى "ثورة 14 اكتوبر". وحشد له الآلاف من مختلف المحافظات، حين تحول المهرجان الى احتجاجات شعبية على فساد وفشل وكذب "الانتقالي الجنوبي" تهتف في وجه الزُبيدي: "برع برع ياسرق".

تفاصيل: استهداف الزُبيدي بهذه المحافظة (فيديو)

جاء هذا بالتزامن مع فتح نائب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، احمد سعيد بن بريك، النار على عيدروس الزُبيدي، ووجه في بيان، مساء الاثنين (12 اكتوبر) انتقادات نارية للممارسات القروية والمناطقية والشللية والفساد، التي يتهم بها الزُبيدي في سياق سعيه لفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي.

تفاصيل: بريك يفتح النار على الزُبيدي (بيان)

سبق أحمد بن بريك، إلى انتقاد الزُبيدي، القيادي الجنوبي والبرلماني صلاح الشنفرة، الذي شن الخميس (9 اكتوبر)، بكلمة مصورة، هجوماً لاذعاً على الزُبيدي، اتهمه فيه بالخيانة والمتاجرة بالقضية الجنوبية، على خلفية تصريحاته الأخيرة عما سماه "ضم محافظتي مأرب وتعز إلى دولة الجنوب القادمة".

وتتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

وتبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.