الاربعاء 2024/09/18 الساعة 04:21 م

العربي نيوز - عدن:

عمَّدت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية، إلى التغطية على تصاعد السخط الشعبي من اعتداءاتها وانتهاكاتها لكرامة وحرية المواطنين وتصاعد جرائم اختطافها واخفائها المعتقلين، بالحديث عن "مؤامرة لاسقاط عدن" زعمت ان "جماعتي الحوثي والاخوان تقفان وراءها".

وبررت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، اطلاق الرصاص الحي على حشود المواطنين القادمين من مديريات عدن ومحافظة ابين للمشاركة في مليونية عشال" الثانية، السبت (3 اغسطس)، بما سمته "وجود عناصر مسلحة دستها جماعة الحوثي والاخوان لافتعال الفوضى".

شاهد .. الانتقالي يغطي جرائمه بالحديث عن "مؤامرة" (فيديو)

شاهد .. الانتقالي يتحدث عن مخطط لاسقاط عدن (فيديو)

تبنى هذه المزاعم بيان صادر عن ما يسمى "اللجنة الامنية العليا في عدن" والخاضعة لسيطرة مليشيات "حزام" و"دعم واسناد" و"عاصفة" وغيرها من مليشيات "الانتقالي"، اصدرته ليل السبت (3 اغسطس)، واعلنت فيه مقتل جندي في المليشيا ووفاة مواطن اختناقا واصابة مواطن اخر بأحداث خور مكسر.

وردا على مطالبة المليونية بكشف مصير المقدم علي عشال الجعدني، وتسليم المتورطين باختطافه واخفائه، واطلاق جميع المعتقلين والمخفيين واغلاق سجون "الانتقالي" غير القانونية، قال البيان: إن "لجنة التحقيق لا تزال مستمرة في جمع الاستدلالات وعمل المحاضر التكميلية بناءً على توجيهات النيابة العامة". 

زاعما إن لجنة التحقيق تواصل "متابعة وضبط المتهمين الفارين من وجه العدالة بناء على المذكرات الموجهة للشرطة الدولية (الانتربول)، لتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها فيهم، والكشف عن مصير المقدم عشال". الذي ترفض السلطات الامنية في عدن الخاضعة لمليشيا "الانتقالي الجنوبي" الافصاح عنه حتى اليوم.

شاهد .. بيان مليشيا "الانتقالي" لتبرير قتل المواطنين

وأدانت "اللجنة التحضيرية لمليونية عشال"، والمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي، ولجنة اعتصام المهرة، في بيانات مستقلة "الاعتداءات والاعتقالات التي شهدتها عدن اثناء مليونية المطالبة بكشف مصير المختطف المقدم علي عشال الجعدني وجميع المختطفين والمخفيين قسرا في سجون المجلس الانتقالي الجنوبي". 

وطالبت بيانات الادانة بـ "الافراج الفوري عن جميع المختطفين، وجميع من جرى اعتقالهم من المشاركين في المليونية". بينما اعلن المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمليونية عشال، مقبل علي مسود، في بيانٍ "استمرار التصعيد ثم التصعيد ثم التصعيد، في حال لم يتم التجاوب مع مطالب جميع ابناء الجنوب". حسب تأكيده.

موضحا أن "المطالب وفي مقدمها مطالب أُسَر وذوي المختطفين والمخفيين قسراً في السجون غير القانونية بعدن" تتلخص في: "الكشف العاجل عن مصير المخفي قسراً المقدم علي عشال الجعدني ومصير عشرات المعتقلين خلال السنوات الماضية، وإصدار بيانات رسمية تكشف مصير القيادات الجنوبية التي قُتلت بشكل غامض".
وأضاف الى هذه المطالب: "تسليم المتهمين عبر الانتربول بموجب مذكرات القبض الصادرة من وزارة الداخلية واللجنة الامنية العليا في اليمن، وإلا فإننا سنعتبرها مشارك أساسي في كل الجرائم والاختطافات والاعتقالات التي طالت أبناء الجنوب، وإغلاق كافة السجون والمعتقلات غير القانونية والتي لا تخضع للسلطة القضائية".

مردفا: "وتشكيل لجنة عسكرية وأمنية لتقييم وضع السجون في عدن وباقي المحافظات وخصوصاً السجون السرية، وغيرها من السجون التابعة لكل قوة أمنية وعسكرية، والكشف عن كل أشكال الظلم والتعسف التي طالت عشرات المواطنين، ومحاسبة كل القيادات المتسببة ومحاكمتهم محاكمة عادلة، وعزل كل المتورطين والمقصرين بأداء مهامهم".

واقترفت مليشيا "الانتقالي" السبت (3 اغسطس) مجزرة جديدة بشعة بحق المواطنين وثقها ناشطون بمقاطع فيديو بث على الهواء مباشرة، وهي تمنع المواطنين المتدفقين إلى عدن من الدخول، وتقمع من استطاعوا الدخول من الوصول الى ساحة العروض في مديرية خور مكسر، بإطلاق الرصاص الحي باتجاههم واعتقال العشرات منهم.

تفاصيل: شاهد .. مجزرة جديدة للمليشيا على الهواء (فيديو)

وأعلنت إدارة أمن محافظة أبين، الخميس (1 اغسطس) أن "مهمة إحضار المسؤولين الرئيسين في قضية اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، يسران المقطري" قائد قوات مكافحة الإرهاب بعدن ونائبه سامر الجندب، وخمسة اخرين تقع على عاتق المجلس الرئاسي وقيادة "الانتقالي"، لتنفيذ مهمة القبض القهرية عبر الإنتربول".

تفاصيل: امن ابين يصدم الجميع بهذا الاعلان (بيان)

جاء هذا بعدما كشفت إدارة أمن عدن، الخميس، أن سبعة من قيادات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المدعومة إماراتيا، في "جهاز مكافحة الارهاب" و"امن المنطقة الحرة" و"الحزام الامني"، ثبت تورطهم في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال، منذ 12 يونيو الفائت، بجانب متهمين مساعدين، وقالت "تجري ملاحقتهم عبر الانتربول".

شاهد .. امن عدن يدين "الانتقالي" باختطاف عشال (فيديو)

وشهدت عدن، الثلاثاء (16 يوليو)، رغم انتشار مليشيا "الانتقالي" وقمعها، زحفا شعبيا حاشدا بدعوة من اللجنة التحضيرية لـ "مليونية عشال" والمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي، وقبائل ابين، جميع الاحرار للخروج ضد التسيب والانفلات الامنية والمطالبة بالكشف عن مصير عشال ومحاكمة المتورطين بجرائم الاختطافات والاغتيالات.

تفاصيل: المليشيا تنفذ اكبر انتشار لها بالعاصمة (صور)

بدوره، أصدر المجلس الاعلى للمقاومة الشعبية في اليمن، اعلانا غير مسبوق بشأن جنوب اليمن، وما يجري فيه من احداث خطيرة قال إنها "لن تجر إلا لمزيد من الصراعات" الدامية، مطالبا بمحاكمات عاجلة لمن يقفون وراء الاختطاف والاعتقالات خارج القانون، بكشف واغلاق المعتقلات السرية واطلاق جميع المختطفين والمخفيين قسرا في جنوب البلاد.

تفاصيل: اعلان لمجلس المقاومة بشأن عشال والجنوب (بيان)

يأتي هذا بعدما أقرت اللجنة الأمنية العليا في (9 يوليو) إيقاف قائد وحدة مكافحة الإرهاب في قوات "الانتقالي الجنوبي" يسران المقطري، وإحالته للتحقيق مع آخرين في اختطاف وإخفاء المقدم عشال، وذلك بعد احتجاجات لقبائل أبين وقطعها للطريق الدولي واحتجاز ناقلات النفط الخام القادمة من مأرب لتشغيل محطة الرئيس الكهربائية في عدن.

وأدلى احد ابرز المتهمين الرئيسيين في جريمة اختطاف واخفاء قائد كتيبة الدفاع الجوي، المقدم علي عبدالله عشال الجعدني، في عدن، الثلاثاء (16 يوليو) باعترافات خطيرة، عقب ساعات على وقوعه بقبضة اجهزة الامن. كشف فيها تفاصيل تورط "جهاز مكافحة الارهاب" واشراف شلال شايع ويسران المقطري على الجريمة.

تفاصيل: أول اعتراف للمتهم باختطاف عشال (فيديو)

من جانبه، أعلن "سفاح" مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" يسران المقطري، المتهم الاول باختطاف قائد كتيبة الدفاع الجوي في ابين المقدم علي عبدالله عشال الجعدني واخفائه؛ الجمعة (12 يوليو)، رفضه وتمرده على قرار اللجنة الامنية العليا بايقافه عن العمل واحالته الى النيابة العامة تمهيدا لمحاكمته.

تفاصيل: "سفاح" المليشيا بالعاصمة يعلن التمرد

واضطرت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أمام تصاعد غضب قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، في محافظات ابين ولحج وشبوة، لتسليم عدد من المتورطين في اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، والموافقة على قرار اللجنة الامنية العليا، بايقاف القيادي بالمليشيا يسران  المقطري واحالته إلى التحقيق،

تفاصيل: نهاية شنيعة لـ "سفاح" المليشيا بالعاصمة

عُرف ما يسمى "قائد مكافحة الارهاب" يسران المقطري، بمناطقيته وعنصريته، واقتحامه منازل ومحال مئات المواطنين من المحافظات الشمالية، واعتقالهم وتعذيبهم بسجون غير قانونية تابعة لمليشيا "الانتقالي"، واعدام العشرات منهم، علاوة عى تنفيذ اغتيالات عدة. 

وجاء قرار اللجنة الامنية العليا، بإحالة يسران المقطري للتحقيق، بعدما اثبتت تورطه، تحريات امن محافظة ابين وتحقيقاتها مع المتهمين باختطاف عشال، واشرافه على الجريمة، لدوافع لم تتبين بعد، غير ان مصادر امنية ارجعت جانبا منها لـ "عنصريته المناطقية".

قاد مدير امن ابين العميد علي ناصر باعزب الكازمي (ابو مشعمل) عملية مداهمة لوكر يضم عناصر تابعة ليسران المقطري، اعترضت طريق المقدم علي عشال في عدن، واختطفته تحت تهديد السلاح، واخفته طوال 3 اسابيع، ولم تعترف بعد بمكان اعتقالها له حتى الان.

اسفرت عملية امن عدن، عن اشتباكات مع الخاطفين، اصيب على اثرها مرافق العميد الكازمي، وعن ضبط عدد منهم، لتصدر وزارة الداخلية، تعميما لادارات الامن في المحافظات والمطارات والمنافذ بضبط المتهمين الفارين بجريمة اختطاف المقدم علي عشال منذ (12 يونيو).

وجاءت عملية امن ابين، بعدما استأنفت قبائل محافظة ابين، فجر الاربعاء (3 يوليو)، قطع الطريق الدولي بين حضرموت وعدن، بعد فشل الوساطات وتعنت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في الافصاح عن مصير المقدم علي عشال وتعمد تمييع قضيته.

تفاصيل: بدء حصار مسلح خانق للعاصمة (الجهات + صور)

ننابعت هذه التطورات، بعدما فضحت كاميرا مراقبة، مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية ، وأثبتت اعتراضها في حي التقنية بعدن، المقدم علي عشال الجعدني، واقتياده على متن سيارة نوع فوكسي، الى جهة غير معلومة، ورفضها الاستجابة لمطالب اسرته وذويه بإطلاق سراحه.

تفاصيل: كاميرا مراقبة تفضح المليشيا بالجرم (صور)

وتصاعدت حدة التوتر في محافظة ابين، بعدما اعلنت قبائل الجعادنة، الاحد (17 يونيو) قطع الطريق الدولي بمنطقة لحمر شرقي مديرية مودية، وساندتها قبائل المراقشة، بقطع الطريق الرابط بين عدن والمحافظات الشرقية، بمنطقة "خبر المراقشة"، وبالمثل باقي قبائل ابين.

تفاصيل: قبائل الطوق تبدأ حصار العاصمة (الجهات + صور)

يترافق هذا مع مواصلة مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"حزام الانتقالي" منذ بداية مايو الفائت، تنفيذ حملة واسعة لكسر شوكة قبائل لحج واخضاعها، عبر مداهمة منازل مشايخها واعتقال عدد منهم ومصادرة ممتلكاتهم، والتنكيل بهم بتهمة "التعاون مع الاخوان" أو "التخادم مع الحوثيين".

تفاصيل: حملة كبرى على قبائل طوق العاصمة (فيديو)

وأعلنت مليشبا "العمالقة الجنوبية" و"الانتقالي الجنوبي"، مطلع مايو، إقرار خطة حملة واسعة للتنكيل بقبائل محافظات طوق عدن وفي مقدمها الصبيحة، تشمل مداهمات المنازل والاعتقالات ومصادرة الممتلكات واستهداف الشخصيات البارزة قبليا وتجاريا والمعروفة بأعمال تنموية وخيرية.

تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)

جاء بين ابرز من طالهم استهداف قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية حمدي شكري، الشيخ ثابت راجح العطري، ورجل الاعمال الشيخ عصام هزاع عبده الصبيحي، المعتقل منذ (7 مايو) ونجله ومرافقه الشخصي على رفضه حصر الصبيحة بدائرة المقاتلين المأجورين والنهوض بها تنمويا واقتصاديا.

تفاصيل: اعتقالات جديدة لمشايخ طوق العاصمة (اسماء)

بالمقابل، اطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "ما يتعرض له الشيخ عصام اختبار لما سيطال الجميع لاحقا".

تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)

ومولت الامارات علنا، عبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، عيدروس الزُبيدي وانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، لفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيات الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

دعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.