العربي نيوز:
وردت للتو، معلومات وصور، تؤكد انتشار العناصر المسلحة للمليشيا الانقلابية، وقمعها بالقوة انتفاضة شعبية اندلعت ضدها وهتفت برحيلها وانهاء فساد سلطاتها وممارساتها الاجرامية بحق المواطنيين وحرماتهم وحقوقهم وكرامتهم، منذ سيطرتها على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن بدعم اماراتي عسكري مباشر.
أكدت هذا مصادر محلية متطابقة في العاصمة المؤقتة عدن، أفادت أن مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، في مدينة كريتر بمديرية صيرة "قمعت تظاهرة شعبية للمواطنين طالبت برحيل الانتقالي الجنوبي، وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، وطاردت المواطنين المشاركين في التظاهرة الشعبية الاحتجاجية، واختطفت عددا منهم".
موضحة أن مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، اختطفت مجموعة من الناشطين المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية، بينهم مدير مديرية البريقة السابق هاني اليزيدي والناشط أحمد حميدان، أثناء مشاركتهما في تظاهرة شعبية احتجاجية على استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية، جراء فساد مليشيا الانتقالي وسلطاتها".
ونوهت المصادر إلى أن "المليشيا اختطفت اليزيدي من داخل ساحة البنوك، واقتادته إلى معسكر 20 التابع لقوات العاصفة بقيادة أوسان العنشلي في كريتر، قبل أن يتم ترحيله لاحقاً إلى أحد معسكرات الحزام الأمني التابعة لجلال الربيعي". مشيرة إلى استمرار انتشار مكثف لأطقم وآليات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بمديريات عدن.
شارك هاني اليزيدي في مقاومة مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس الاسبق علي عفاش، إبان اجتياح عدن، في 2015م، وهو من التيار السلفي، ويُعد من أبرز الشخصيات المحلية والسياسية، حيث تولى منصب مدير عام مديرية البريقة بقرار من محافظ عدن حينها عيدروس الزبيدي عام 2016، قبل أن يُقال لاحقاً من منصبه.
وأكدت اسرة اليزيدي وحميدان اختطافهما من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" وقالت الأسرتان في بيان مشترك: إن "الاعتقال تم من دون أي مسوغ قانوني أو مذكرة ضبط صادرة عن النيابة”، وعبرتا عن قلقهما البالغ على سلامتهما، وأنهما لا تعلمان الى اين اقتادتهما المليشيا. مطالبتين بـ "سرعة الافراج عنهم لكونهما لم يرتكبا اي جريمة".
يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية