العربي نيوز- عدن:
فضحت كاميرا مراقبة، المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية، وضبطتها بالجرم المشهود، لتعري نزعتها الاجرامية واستمراءها انتهاك كرامة المواطنين وسلب حرياتهم، وتعزز موقف قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، الرافض القبول بالهوان ومهادنة الضيم.
وتداول ناشطون وحقوقيون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا من كاميرا مراقبة، توثق عملية اختطاف قائد الكتيبة في ابين، المقدم علي عشال الجعدني، من مسلحين ينتمون إلى مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وتفضح انكار علاقتها.
جاء بين هؤلاء الناشطين، الناشط الصبيحي شيث العزيبي، مؤكدا في تدوينة له: إن "من قام بخطف #علي_عشال ب الباص الأبيض المعكس، هم نفس العصابة والباص الذي اغتيا.ل #هاني_المنصوري. ما يعني انه عمل منضم ومخطط ويتنقلون بكل حريتهم".
مضيفا في تأكيد وقوف "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته الممولة من الامارات، وراء اختطاف واخفاء المقدم عشال منذ 10 ايام: "وكانهم يحضون باهمال وتغاضي متعمد لتصفية واختطاف البعض". وأردف: "والا لماذا لم يتم القبض عليهم حتى الآن؟". حسب تأكيده.
شاهد .. كاميرا مراقبة تكشف هوية خاطفي عشال (صور)
وبدورها، أعلنت قبائل الجعادنة في محافظة ابين، استئنافها القطاع القبلي الذي كانت بدأتها الاحد (17 يونيو)، بقطعها الطريق الدولي بمنطقة لحمر في مديرية مودية، شرقي محافظة ابين، احتجاجا على اختطاف مليشيا "الانتقالي" المقدم عشال واخفائه قسرا.
أكدت هذا مصادر قبلية، أفادت بأن "قبائل الجعادنة قررت اعادة القطاع القبلي، وذلك بعد فشل تدخل الوساطة التي دفع بها ‘الانتقالي الجنوبي‘ وعدم ايفائها بالتزامها اطلاق سراح #علي_عشال_الجعدني، الذي تعرض للإختطاف في العاصمة المؤقتة عدن".
وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع انفجار الوضع عسكريا، ليل الجمعة (21 يونيو)، بين مليشيا "الانتقالي الجنوبي" وقبائل طوق عدن، شرقي مودية في ابين، وبدء حرب الكمائن، على خلفية تصاعد التوتر منذ مطلع الاسبوع الفائت، إثر اعتقال المليشيا في عدن قائد كتيبة من ابين.
تفاصيل: انفجار المواجهات بين المليشيا وقبائل الطوق (محصلة)
جاء هذا، عقب يوم على اطلاق مليشيا حزام "الانتقالي" حملة عسكرية واسعة، تسعى الى كسر حصار فرضته قبائل طوق عدن لأول مرة، بعد اعلانها نكفا ونفيرا قبليا مسلحا واسعا، رفضا لانتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" كرامة المواطنين.
تفاصيل: حملة لكسر حصار قبائل طوق العاصمة
وتصاعد التوتر في ابين، بعدما اعترضت مليشيا "الانتقالي"، في حي التقنية بعدن، قائد كتيبة في ابين المقدم علي عشال الجعدني، الاسبوع الماضي، واقتادوه الى جهة غير معلومة، ورفضت المليشيا الاستجابة لمطالب ذويه بإطلاقه.
بدأت قبائل الجعادنة، الاحد (17 يونيو) قطع الطريق الدولي بمنطقة لحمر شرقي مديرية مودية، وساندتها قبائل المراقشة، بقطع الطريق الرابط بين عدن والمحافظات الشرقية، بمنطقة "خبر المراقشة"، وبالمثل باقي قبائل ابين، تباعا.
تفاصيل: قبائل الطوق تبدأ حصار العاصمة (الجهات + صور)
يترافق هذا مع مواصلة مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"حزام الانتقالي" منذ بداية مايو الفائت، تنفيذ حملة واسعة لكسر شوكة قبائل لحج واخضاعها، عبر مداهمة منازل مشايخها واعتقال عدد منهم ومصادرة ممتلكاتهم، والتنكيل بهم بتهمة "التعاون مع الاخوان" أو "التخادم مع الحوثيين".
تفاصيل: حملة كبرى على قبائل طوق العاصمة (فيديو)
وأعلنت مليشبا "العمالقة الجنوبية" و"الانتقالي الجنوبي"، مطلع مايو، إقرار خطة حملة واسعة للتنكيل بقبائل محافظات طوق عدن وفي مقدمها الصبيحة، تشمل مداهمات المنازل والاعتقالات ومصادرة الممتلكات واستهداف الشخصيات البارزة قبليا وتجاريا والمعروفة بأعمال تنموية وخيرية.
تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)
جاء بين ابرز من طالهم استهداف قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية حمدي شكري، الشيخ ثابت راجح العطري، ورجل الاعمال الشيخ عصام هزاع عبده الصبيحي، المعتقل منذ (7 مايو) ونجله ومرافقه الشخصي على رفضه حصر الصبيحة بدائرة المقاتلين المأجورين والنهوض بها تنمويا واقتصاديا.
تفاصيل: اعتقالات جديدة لمشايخ طوق العاصمة (اسماء)
بالمقابل، اطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "ما يتعرض له الشيخ عصام اختبار لما سيطال الجميع لاحقا".
تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)
ومولت الامارات علنا، عبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، عيدروس الزُبيدي وانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، لفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيات الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
دعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.
مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.