الاثنين 2024/11/25 الساعة 12:27 ص

اميركا تستقطب الصين لمواجهة الحوثي !

العربي نيوز - واشنطن:

بدأت الولايات المتحدة الامريكية، رسميا، استقطاب الصين، رغم الخلافات الاقتصادية بين البلدين، لمواجهة تصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها البحرية، بالتزامن مع طلب السعودية رسميا تدخل الصين في اليمن، سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

أعلن هذا بأعمال السفير الصيني لدى اليمن، شاو تشنغ، كاشفا أن بلاده تستعد لنشاط سياسي واقتصادي واسع في اليمن للدفع باتجاه توقيع اتفاق سلام عاجل، وللتنسيق عسكريا مع الدول الاقليمية لتحقيق السلام في هذه المنطقة بشكل سريع.

وقال تشنغ في حوار مع صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية: إن "القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي لا تشارك في أي مهات في البحر الأحمر حالياً". لكن "الصين تستعد للتنسيق مع الدول الإقليمية لتحقيق السلام في هذه المنطقة بشكل سريع".

مضيفا: "علينا أن نضمن أمن البحر الأحمر، ونعبِّر عن موقفنا للحوثي وللأطراف الأخرى. أزمة البحر الأحمر تتواصل منذ نحو نصف عام، وخلقت خسائر كبيرة في دول مختلفة، لذلك ندعو لوقف الاستهداف العسكري للسفن التجارية».

وفي حين دعا السفن لرفع "الوعي الامني"، تابع: "في الوقت نفسه، فإن الصين تعتقد بأن أزمة البحر الأحمر تتعلق بالصراع في غزة، لذلك ندعو لتحقيق السلام في غزة فوراً، وتقديم مساعدات إنسانية لتجنب انتشار الأزمة في المنطقة".

مردفا: "يجب على المجتمع الدولي أن يضمن السلام في البحر الأحمر وفقاً للقانون الدولي. من ناحية أخرى علينا أن نحقق السلام في غزة ونتجنب استهداف المدنيين حول العالم، وأن نحترم السيادة للدول المطلة على البحر الأحمر مثل اليمن".

وأعلن تشنغ رفض بلاده "العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على شركات صينية لاتهامها بتصدير مواد عسكرية للحوثيين". ووصف العقوبات الامريكية بأنها «فردية وأحادية، و(تمت) من دون موافقة مجلس الأمن» الدولي.

موضحا بشأن دور الصين العسكري في المنطقة، أن "البحرية الصينية الموجودة في خليج عدن وقبالة الصومال استطاعت خلال السنوات الـ15 الماضية، تقديم الحماية لـ7200 سفينة صينية وأجنبية بمشاركة 35 ألف جندي صيني".

وعلى الصعيد السياسي، اكد تشنغ طلب السعودية وساطة الصين في الازمة اليمنية، وكشف لأول مرة، عن طبيعة دور وتدخل غير متوقع للصين في اليمن، خلال الايام المقبلة، على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية ايضا.

موضحا في حوار موسع مع صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الصادرة من لندن، أن الصين بدأت تواصلا مع مختلف الاطراف اليمنية بما فيها جماعة الحوثي، لدفع خريطة السلام في اليمن قدماً، باتجاه التوقيع عليها بشكل عاجل.

ونقلت الصحيفة عن القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن، شاو تشنغ، قوله: إن "بكين تقوم بالتنسيق مع المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والجهات المعنية الأخرى".

مضيفا: إن هذا التنسيق الصيني مع الامم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي يأتي "لدفع خريطة السلام في اليمن قدماً"، وطالب الأطراف اليمنية بـ "الجلوس على الطاولة، وتوقيع اتفاقية سلمية بشكل عاجل".

وتابع القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن، شاو تشنغ، الاحد (7 يوليو): إن لدى الصين تواصلاً مع جماعة الحوثيين، وبقية الأطراف اليمنية؛ وتدعو الجماعة وتحثها على التوقف عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

مشيدا في المقابل، بالجهود السعودية لدعم انهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن، ووصفها بـ «الإيجابية»، وأشار إلى أن سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد آل جابر «صديق عزيز، التقيته مراراً وتكراراً». حسب تعبيره.

وقال: "نتواصل مع الدول الإقليمية دائماً، والسفير محمد آل جابر صديق عزيز، والتقينا مراراً وتكراراً. ندعم الجهود الإيجابية للسعودية والدول الاقليمية لتحقيق السلام في اليمن ونتطلع ان يتحقق في الأيام القريبة بما يفيد المنطقة والعالم".

مضيفا: "ندعم خريطة السلام في اليمن، وأتمنى من الأطراف المعنية الجلوس على الطاولة؛ لتحقيق اتفاقية سلمية قريباً». وأردف: "الحرب تؤثر على المعاناة الإنسانية الكبيرة في اليمن، وبعد تحقيق السلام سنبدأ إعادة الإعمار في اليمن قريباً».

وتابع: «كما ندعم جهود المبعوث الأممي الخاص، ونتمنى من الأطراف الأخرى دعم جهوده أيضاً، ندعو لدفع عملية سلمية في اليمن يقودها اليمنيون (...) وندعو الأطراف المعنية إلى التمسك بضبط النفس وتجنب تصعيد الأوضاع في اليمن».

كاشفا عن "استعداد الصين لتعزيز التعاون مع الأحزاب اليمنية". وبجانب زيارة وفد حزب «التجمع اليمني للإصلاح» إلى بكين تلبيةً لدعوة حضور مؤتمر سياسي "لدينا تواصل مكثف مع المؤتمر الشعبي، والحزب الاشتراكي، والأحزاب الأخرى".

وأفاد المسؤول الصيني إلى أن "الصين تتمتع بعلاقة تواصل مع الحوثيين والأطراف المعنية الأخرى، وذلك بهدف معرفة النية الحقيقية لها، وبذل جهود مشتركة لتحقيق السلام في اليمن، وندعوهم ونحثهم على وقف استهداف السفن في البحر الاحمر".

شاهد .. امريكا تستقطب الصين لمواجهة الحوثيين

يتزامن هذا مع اعلان حزب التجمع اليمني للاصلاح، السبت (6 يوليو)، نجاح وفده رفيع المستوى إلى الصين، برئاسة امين عام الحزب عبدالوهاب الانسي، في تحقيق اهداف مهمته ونتائج ايجابية تجعل الزيارة "هامة ونوعية ونقلة نوعية في علاقة البلدين وعلاقة الاصلاح والحزب الشيوعي الصيني" الحاكم.

تفاصيل: وفد "الاصلاح" ينجز في الصين هذه المهمة

والثلاثاء (25 يونيو) كشف حزب الإصلاح، اكبر المكونات السياسية للشرعية اليمنية، لأول مرة، عن "علاقات متينة" تربطه بالصين واستعداد بكين للعب دور الوساطة لدعم الجهود الاقليمية والاممية لانجاز اتفاق السلام في اليمن، ما أثار حفيظة القوى الممولة من الامارات في اليمن.

تفاصيل: الصين تتوسط للحوثيين و"الاصلاح" يرحب 

وفقا لموقع "المونيتور" الأمريكي فإن زيارة وفد حزب الاصلاح "تهدف لدفع الصين للعب دور كبير في الملف اليمني حيث تستعد السعودية لاستئناف مفاوضات السلام مع الحوثيين".وأن "تحريك السعودية لدور الصين، يأتي ضمن خطوات تهدف لاستئناف مفاوضات التطبيع بين صنعاء والرياض".

واشار إلى أن "الرياض طلبت من بكين المساهمة في دعم التقارب بين القوى اليمنية وبصورة اكبر بين حزب الإصلاح وجماعة انصار الله (الحوثيين)". ولفتت إلى "أن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان والمسؤول الأول عن الملف اليمني، كان وصل في وقت سابق هذا الأسبوع إلى الصين في زيارة مفاجئة".

عزز هذا ما نقلته "الصحوة نت" لسان حال حزب التجمع اليمني للاصلاح، عن جلسة مباحثات عقدها الخميس (27 يونيو) وفد حزب الإصلاح بقيادة الامين العام عبدالوهاب الانسي مع نائب رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وانق دونق مينغ، في قاعة الشعب الكبري بالعاصمة الصينية بكين.

وقالت الصحيفة: "أشاد مينغ في كلمته، بالعلاقات بين الحزبين، التجمع اليمني للإصلاح والحزب الشيوعي الصيني، والتي بدأت منذ أكثر من عقد من الزمن والتي شهدت تطورا مستمرا ومتناميا توج بزيارة وفد الاصلاح رفيع المستوى. مؤكدا استعداد بلاده دعم الحكومة اليمنية وإحلال السلام في اليمن".

شاهد .. الصين تعلن استعدادها دعم السلام باليمن

ترافق هذا مع تسريب دبلوماسيين ابرز مضامين تسوية جديدة، مزمع اعلانها في جولة "مفاوضات مسقط"، كاشفين عن "قرارات جديدة لتسوية الأزمة اليمنية"، برعاية السعودية وسلطنة عمان، قالوا انها "ستكون بديلة عن القرارات الدولية السابقة" بشأن الازمة اليمنية، بما فيها "المرجعيات الثلاث" للشرعية اليمنية.

تفاصيل: اول تسريب دبلوماسي لتسوية مسقط 

وسارع طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، لإعلان موقف مفاجئ من ترتيب السعودية لعقد جولة "مفاوضات حاسمة" في مسقط ودفعها بوساطة صينية لدى حزب التجمع اليمني للإصلاح لدعم تقارب القوى اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية.

تفاصيل: طارق عفاش يعلن موقفه من مفاوضات مسقط

تأتي هذه التطورات، مع اصدار السعودية، الخميس (27 يونيو)، اعلانا هاما بشأن ما سمته "اليمن نحو تحقيق الاختراق"، بشرت فيه جميع اليمنيين بانفراج كبير للسلام في اليمن واستحقاقاته الانسانية والاقتصادية، ثم الاستحقاقات السياسية، ثم الامنية والعسكرية. وأبدت رهانها على ما وصفته "جولة المفاوضات الحاسمة" في مسقط، بانجاز اتفاق السلام.

تفاصيل: السعودية تعلن اتفاق السلام والرواتب (وثيقة)

جاء هذا بعد انسداد جهود احلال السلام في اليمن، إثر تطورات اندلاع معركة "طوفان الاقصى" في فلسطين والعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وحصاره الجائر المتواصلين للشهر العاشر تواليا، وتصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له، اميركا وبريطانيا.

تفاصيل: جماعة الحوثي تباغت الجميع بهذا الاعلان (فيديو)

ويُرجع مراقبون هذه التطورات، إلى تصاعد حدة التهديدات الحوثية للسعودية مؤخرا، إثر فتور بين الجماعة والمملكة اعقب "التفاهمات المبرمة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، والاتفاق الذي افضت اليه جولات مفاوضات غير مباشرة عبر مسقط ثم جولتا مفاوضات مباشرة في صنعاء والرياض، جرت خلال عامين بوساطة عُمانية".

تفاصيل: تدخل سعودي غير متوقع لصالح الحوثيين

أكدت هذا بريطانيا، منتصف مايو الفائت، بتسريبها مفاجأة كبرى لليمنيين بلا استثناء، الثلاثاء (14 مايو)، بشأن قرار امريكي بريطاني وقف العمليات العسكرية لتحالف "حارس الرخاء" في البحرين العربي والاحمر، ودعم انجاز "خارطة الطريق للسلام في اليمن"، وتنفيذ بنودها بشأن استئناف تصدير النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين واطلاق الاسرى.

تفاصيل: بريطانيا تكشف مفاجأة كبرى لليمنيين 

مارست السعودية، ضغوطا مباشرة على الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لتقديم تنازلات اضافية بما فيها الغاء توجيه الشرعية لوفدها رفض التفاوض مع الجماعة حتى استجابة الاخيرة لحزمة اشتراطات بشأن ملفات فتح الطرقات واطلاق الاسرى ودفع رواتب الموظفين وغيرها من ملفات المرحلة الاولى لخارطة السلام.

تفاصيل: ضغوط سعودية لانتزاع هذا القرار من الشرعية !

كما شملت الضغوط السعودية، الدفع باتجاه تراجع البنك المركزي في عدن عن سلسلة قرارات، بينها فرض نظام موحدة للحوالات مرتبط بالبرنامج الامريكي لمكافحة الارهاب وغسيل الاموال، ونقل البنوك الى عدن، ضمن خطة محكمة لخنق جماعة الحوثي واجبارها على الاستجابة للسلام وفقا للمرجعيات الثلاث، ودون اعتبار لما يسمى "متغيرات الواقع".

تفاصيل: كماشة اميركية تطبق على الحوثيين 

وبدأت السعودية، في فبراير الفائت، تحركا دبلوماسيا واسعا ولافتا، يسعى إلى إصدار قرار دولي جديد بشأن اليمن، يعمد اتفاقها مع جماعة الحوثي الانقلابية بشأن السلام والرواتب والمطارات، ايذانا للبدء بتنفيذه عمليا، رغم تحفظات مجلس القيادة الرئاسي على بعض بنوده، الملبية تشرطات الجماعة لقبولها ببدء مفاوضات سياسية مع المجلس.

تفاصيل: تحرك سعودي لتنفيذ اتفاق السلام والرواتب

في السياق، نشرت السعودية، تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، بوصفها "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.

تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)

وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل "دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام".

يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.