العربي نيوز:
اعلن نجل الرئيس الاسبق علي عفاش، وقائد جيشه العائلي سابقا (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) احمد علي عفاش، في فيديو بثته وسائل اعلامه المرئية والالكترونية، مساء السبت (23 اغسطس)، الانفصال رسميا عن قيادة حزب المؤتمر الشعبي في الداخل وتحالفها المستمر مع جماعة الحوثي التي هاجمها لأول مرة، واتهمها بأنها "لا تؤمن بالشراكة".
وأعلن احمد علي عفاش، المُعين من قيادة حزب المؤتمر الشعبي في الداخل نائبا لرئيس الحزب، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ 43 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام (24 اغسطس 1981م)، انهاء الشراكة مع جماعة الحوثي التي قال انها تمتد "مدى عشرين عامًا"، وأن الاحداث المتالية اثبتت انها "لا تؤمن بالشراكة الوطنية ولا بالحوار والتعدد والديمقراطية". حسب تعبيره.
مخاطبا منتسبي حزب المؤتمر بقوله: "إنه لمن دواعي الأسف أن تتزامن احتفالاتنا بهذه الذكرى العزيزة على نفوسنا، مع تلك التحديات الصعبة التي يواجهها المؤتمر الشعبي وقيادته الوطنية والمتمثلة في تلك الحملة الشّرسة وغير المُبررة التي يتعرض لها المؤتمر وقياداته وأعضاؤه الأبطال من اعتقالات ظالمة وحملة تحريض غير مسبوقة، من قبل ميليشيا الحوثي".
وتابع احمد علي مهاجما جماعة الحوثي لاول مرة: "إنَّنا ونحن ندين بشدة وبكل اللغات، حملة الاعتقالات الظالمة التي تعرض لها الأستاذ غازي أحمد علي محسن أمين عام المؤتمر ومدير مكتبه ومرافقوه، وكذلك الحملة الإعلامية المُمنهجة التي تستهدف المؤتمر وقياداته وأعضاءه، لنؤكد للجميع ثبات موقفنا الرافض لأي حملات ترهيب أو اعتقالات بحق كوادرنا الأوفياء".
مضيفا: "كما نؤكد أن هذه الخطوات من قبل ميليشيا الحوثي تنسف كل جهود السلام التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والأشقاء والأصدقاء، وتثبت للقاصي والداني أنها ميليشيا لا تؤمن بالسلام ولا بالحوار ولا بالمواثيق والاتفاقيات، بل تسير خلف أوهام لا وجود لها سوى في مخيّلاتها، وتُزيّفُ الحقائق بوجه كل من لا يؤمن بفكرها الدخيل على مجتمعنا".
واستبق احمد علي قرارات مرتقبة لقيادة الحزب في الداخل بإقالته وقيادات الحزب الموالية للتحالف، بإعلانه رفضها مسبقا، قائلا: "وكذلك الرفض المُطلق لأي تدخلات في الشؤون الداخلية لحزبنا الرائد من قبل أيٍ كان، خاصةً وأن المؤتمر، قد أثبت على مدى أكثر من أربعة عقود، بأنه حزبٌ وطنيٌ تحكمه اللوائح والقوانين التي لا تتعارض مع دستور الجمهورية اليمنية".
مختتما بقوله: "أيها المؤتمريون الأحرار، نجدد موقفنا الثابت والداعم لكم، ونؤكد بأننا معكم وإلى جانبكم في السرّاء والضرّاء، وما هي إلّا سحابة صيف وغُمّة ستنقشع، فأنتم مع الحق، والحق معكم، ونوصيكم الصبر والثبات على المواقف كما عودتمونا، فما بعد الصبر إلاّ الفرج، وما بعد الليل إلّا الصباح. حفظ الله المؤتمر قويًا شامخًا، وحفظ الله اليمن. والنصر للجمهورية".
شاهد .. كلمة احمد علي ضد جماعة الحوثي (فيديو)
والجمعة (22 اغسطس) سرب مقربون من امين عام حزب المؤتمر الشعبي غازي الاحول، معلومات متقاربة عن أن "اعتقال الاستاذ غازي الاحول، ومدير مكتبه عادل ربيد في صنعاء الاربعاء (19 اغسطس) جاء بطلب من قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، بزعم احباط انقلاب داخلي ومحاولة شق صفوف الحزب رفضا لفصل احمد علي عفاش من الحزب".
تفاصيل: اخطر تسريب بشأن اعتقال الاحول
سبقت هذا تسريبات مؤتمرية عن قرارات مرتقبة لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام في الداخل، وُصفت بالجريئة وغير المتوقعة، تطيح بقيادات من الصف الاول للحزب، وتشمل أحمد علي عفاش وذراعه اميين الحزب غازي الاحول واخرين، من شأنها احداث ارباك كبير في المشهد السياسي، بالتزامن مع جهود دولية لاستئناف مفاوضات السلام.
تفاصيل: امين عام ونواب جدد لحزب المؤتمر
وجاءت تسريبات قرارات الفصل لقيادات بحزب المؤتمر الشعبي، يتصدرهم احمد علي، عقب تحول لافت لموقف قيادة الحزب في الداخل، من استمرار تعيينها احمد عفاش نائبا لرئيس الحزب، واتجاهها نحو التخلي عنه، إثر توجهات التحالف لاعادته الى الواجهة، بإعلانها لأول مرة ما سمته "رفض عفشنة المؤتمر الشعبي العام".
تفاصيل: موقف مفاجئ للمؤتمر من احمد علي!
يأتي هذا التحول في موقف قيادة حزب المؤتمر الشعبي بالداخل، المستمرة في التحالف مع جماعة الحوثي، امتدادا لمطالبات قيادات في الحزب بإقالة احمد علي عفاش عقب اعلانه تأييد التحالف بقيادة السعودية والامارات، وبعد ايام على ادانته بـ "الخيانة والعمالة والفساد" وصدور حكم بحقه من المحكمة العسكرية التابعة لسلطات الحوثيين.
تفاصيل: اسرة عفاش تتلقى فاجعة جديدة !
من جانبها، وجهت جماعة الحوثي، اتهاما جديدا إلى احمد عفاش، وطارق عفاش قائد ما يسمى "قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وعمار عفاش وكيل جهاز الامن القومي سابقا، رئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي" الممول من الامارات.
تفاصيل: اتهام حوثي جديد لاسرة عفاش !
وتحالف رئيس المؤتمر الشعبي، الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة بمصرع عفاش في ثاني ايام دعوته اليمنيين بخطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة ثم عدن قبل تنصيبه وكيلا لاطماع الامارات في الساحل الغربي لليمن.
وشارك احمد علي ومدين وصلاح عفاش وطارق وعمار عفاش في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، قبل اعلان اتفاق تقاسم سلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهروا بمشاركة كتائب جيشهم االعائلي في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
يشار إلى أن أسرة عفاش تسعى إلى إعادة النظام العائلي للرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.