الاربعاء 2025/08/27 الساعة 01:47 ص

تعز تختبر نوايا طارق عفاش (اعلان)

العربي نيوز:

بدأت تعز ولأول مرة، اختبارا عمليا جريئا لنوايا طارق عفاش قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، حيال تعز، وما إذا كان بالفعل "يهتم لامر المحافظة وتحريرها وتخفيف معاناتها جراء الحرب والحصار"، أم أنه "يغذي ازمات تعز ويضمر نوايا اجتياحها والسيطرة عليها".

جاء هذا بإطلاق منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز مبادرة شاملة لإنقاذ قطاع المياه، في ظل أزمة متفاقمة تهدد حياة مئات الآلاف من السكان وتفاقم المخاطر الصحية والإنسانية في المدينة، علاوة على تهديد امن واستقرار تعز، وتعريضها للوقوع  في الفوضى والسقوط بسيطرة جماعة الحوثي او قوات الامارات في الساحل الغربي.

وأكدت المبادرة "أن الحصار وتدمير البنية التحتية منذ 2015 سبب شللا شبه كامل لمؤسسة المياه، حيث لم يبقَ سوى بئر واحد يعمل بقدرة محدودة"، وأن "70% من سكان تعز فقدوا وصولهم إلى مياه آمنة، وارتفعت كلفة الحصول عليها بأكثر من 400% منذ بدء الحرب، مع اعتماد متزايد على مصادر غير صالحة للشرب، أدى لتفشي الاوبئة".

كاشفة عن "إهدار نحو 51 مليون دولار من منح المانحين بين 2019 و2020 دون أثر فعلي، ونهب أصول المؤسسة، وبيع الديزل المخصص لتشغيل الآبار في السوق السوداء، وفشل مشاريع ممولة كـ”مشروع الشيخ زايد في الضباب". وأن "محافظة تعز تفتقر لدراسات علمية دقيقة وبيانات واضحة للأحواض والآبار، وسط غياب الشفافية والحوكمة".

وارتكزت المبادرة التي حملت عنوان: “أزمة المياه في محافظة تعز: مسارات الإنقاذ والإصلاح المؤسسي”، في رؤيتها لحل ازمة المياة في تعز، على مقاربة متعددة المستويات تبدأ بحلول عاجلة وتمتد حتى إعادة هيكلة القطاع على مدى عشر سنوات، بدءا من إنشاء “خلية إنقاذية” بصلاحيات استثنائية تضم ممثلين عن مختلف الاطراف ذات العلاقة.

موضحة أن "خلية الانقاذ، تضم ممثلين عن كل من: مؤسسة المياه، والجهات الرسمية، وخبراء مستقلين، وشخصيات مجتمعية وأمنية، لإدارة الملف بشكل يومي وتنسيق الجهود مع السلطة المحلية والحكومة والمانحين"، وأن "تعمل الخلية وفق ثلاثة مستويات زمنية: عاجل (6–12 شهرًا)، ومتوسط (1–3 سنوات)، واستراتيجي (3–10 سنوات)" لكل منها مهام.

وحددت مهام المستوى الاول (عاجل: 6-12 شهرا)، في "استعادة تشغيل مصادر المياه، ضبط الأسعار، إنهاء سيطرة النافذين، حصر الأصول المنهوبة، وتنفيذ الاتفاقيات العالقة لضخ المياه". والمستوى الثاني "تعزيز الموارد عبر حصاد مياه الأمطار، وضع لوائح للمخالفات، ربط تراخيص المباني بإنشاء خزانات، وإشراك القطاع الخاص والمجتمع المحلي".

مضيفة: إن مهام المستوى الاستراتيجي (3–10 سنوات) "إعادة هيكلة القطاع مؤسسيًا، تنفيذ مشروع تحلية مياه البحر من المخا، وضع سياسة للحد من استنزاف المياه في زراعة القات، وإنشاء صندوق للتنمية الريفية". وأكدت المبادرة أن "إنقاذ مدينة تعز من العطش يتطلب إرادة سياسية صادقة، وتحييد ملف المياه عن النزاعات العسكرية والسياسية".

مبادرة منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في تعز لإنقاذ قطاع المياه، اختتمت بالتشديد على أن "أي تسويات أو خرائط سلام تتجاهل هذا الملف ستفقد مشروعيتها". ودعوة "جميع الأطراف، من السلطة المحلية والحكومة إلى المنظمات الدولية والقطاع الخاص، إلى الانخراط الجاد في مصفوفة الحلول المقترحة، باعتبار المياه حقًا إنسانيًا لا يقبل المساومة".

وتسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على عدد من مديريات محافظة الحديدة، ومديريات محافظة تعز وفي مقدمها المخا وميناؤها. ما يجعل طارق عفاش، في مواجهة مع دعم انشاط محطة تحلية للمياه في المخا، بدلا عن وضع احجار اساس ابار ارتوازية بتمويل اماراتي.

يُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، رئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي" الممول من الامارات، بالسعي لزعزعة امن تعز عبر خلايا الاغتيالات وعصابات مسلحة، لنشر الفوضى في المدينة وتأجيج السخط الشعبي، ضمن مساعي الامارات لتأمين سيطرتها على مديرية وميناء المخا، واجتياح ريف تعز وصولا الى لمدينة تعز.

ويُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في الانقلاب على الرئيس هادي في سبتمبر 2014م، ثم فراره من صنعاء وتجميع قواته للساحل الغربي.

شارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، استطاع الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

تمكن طارق عفاش خلال اقل من عام، من الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".

تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة

وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.

تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)

جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.

تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن

بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، بضغطه على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).

ميدانيا، تفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.

تفاصيل: أول شكوى دولية ضد طارق عفاش ! (وثيقة)

كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها  قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.

تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.