الأحد 2024/11/24 الساعة 09:09 ص

العربي نيوز - لحج:

بدأت قوات "درع الوطن" الرئاسة الرد على اعلان "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات في محافظة حضرموت، بيانه الانقلابي الاول، وفرضه سيطرته الكاملة على المحافظة عبر مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية"، ورفض اي تواجد او انتشار لقوات "درع الوطن" في حضرموت خاصة ومحافظات الجنوب عامة.

وواصلت قوات "درع الوطن" التي تأسست بدعم سعودي وقرار جمهوري يلحقها مباشرة برئيس مجلس القيادة الرئاسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة والامن، تسيير شاحنات إغاثة محملة بالمساعدات الغذائية لتقديمها إلى 6000 أسرة من أسر الفقيرة في مدينة حوطة لحج، ضمن نشاطها الانساني المنقذ للحياة بجانب نشاطها العسكري.

أكدت هذا مصادر محلية متطابقة في لحج، أفادت بأن "الدفعة الأولى من شاحنات المساعدات وصلت الحوطة السبت (1 يونيو)، ويتتابع وصول باقي الشاحنات الإغاثية الإنسانية المقدمة من قوات درع الوطن الاثنين (3 يونيو)، تنفيذا لتوجيهات القائد العام لقوات درع الوطن العميد بشير الصبيحي، بدعم المجتمع المحلي وتخفيف معاناته".

موضحة أن "هذه المساعدات الاغاثية تعد جزءًا من الجهود الكبيرة التي تبذلها قوات درع الوطن لبناء مستقبل أفضل لليمن. ضمن مساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وتحسين حياة المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية لهم". و"سبق أن قامت قوات درع الوطن بتوزيع المساعدات الغذائية والطبية وإصلاح البنية التحتية المتضررة من الحرب".

ونوهت المصادر المحلية إلى "اعراب أهالي حوطة لحج عن شكرهم وتقديرهم لقوات درع الوطن على هذه المساعدات التي جاءت في وقتٍ هم أحوج ما يكونون فيه إليها". مؤكدة أن "هذه المساعدات ستساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناتهم وتحسين ظروف حياتهم، وتساهم بتعزيز الترابط والثقة بين قوات درع الوطن والمجتمع المحلي".

يأتي هذا بالتزامن مع اصدار "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، البيان الاول لانقلاب عسكري متكامل جديد على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف به، بدأ تنفيذه عبر ما يسمى "قوات النخبة الحضرمية"، ضد قوات "درع الوطن" الرئاسية، معلنا رفض دخول الاخيرة الى ساحل حضرموت.

وأعلنت الهيئات التنفيذية لقيادة "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات في مديريات محافظة حضرموت، رفضهما القاطع استقدام قوات درع الوطن" إلى ساحل حضرموت، رغم كونها قوات رئاسية، صدر بتأسيسها قرار جمهوري يلحقها برئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن.

جاء هذا في بيانات متزامنة، لقيادة "الانتقالي الجنوبي" بمديريات المكلا وسيئون وشبام وعمد ورخيه والسوم. وقال بيان "انتقالي" سيئون: إنها "تابعت التحركات السياسية والعسكرية والامنية خلال الفترة الماضية ومازالت تتابع التحركات وإصدار التوجيهات في دخول قوات عسكرية إلى ميدريات ساحل وهضبة حضرموت".

مضيفا: "إن هذه التوجيهات نتيجة ضغوطات سياسية تخدم اجندة معادية لحضرموت، وتستنكر الهيئة التنفيذية استقدام اي قوات اخرى تعارض صلاحيات قوات النخبة الحضرمية". زاعما أن الاخيرة "قوة مجهزة وموحدة القيادة والعمليات ويعملون تحت توجيهات قيادة واحدة للحفاظ على الامن والاستقرار".

واعتبر نشر قوات درع الوطن "خلق فوضى وفتن في مديريات ساحل وهضبة حضرموت الآمنة". وأردف: "إننا نعلن رفضنا الكامل لوجود أي قوة غير قوات النخبة الحضرمية في ساحل وهضبة حضرموت، وإن خطوات ادخال اي قوات اخرى تعتبر مؤامرة لدخول حضرموت في دوامة الصراعات الداخلية".

مطالبا بـ "اصدار توجيهاتكم الحقيقية بعيدا عن ساحل حضرموت المستتب والآمن، بإخراج قوات المنطقة العسكرية الاولى واستبدالهم بقوة حضرمية خالصة تحت غرفة عمليات موحدة لضبط العمل الامني والعسكري في مكافحة الجرائم وملاحقة الخارجين عن النظام والقانون". ومن سماهم "الخلايا الارهابية".

شاهد .. البيان الانقلابي الاول للانتقالي في حضرموت 

من جانبه، قالت قيادة "انتقالي" مديرية شبام: "لاحظنا في الفترة الاخيرة تحركات ومحاولات كيدية لإدخال قوات اخرى غير قوات النخبة الى ساحل حضرموت، رغم ما حققته من انجازات هزيمة وطرد فلول الارهاب والعصابات الاجرامية وجعلت ساحل حضرموت والهضبة خير انموذج للامن والامان".

مضيفة في بيانها المذيل بتوقيع رئيسها علي قاسم بن طالب: "وعليه فإننا نرفض رفضا قاطعا دخول اي قوات اخرى الى ساحل حضرموت ونشد على ايدي قيادات وقوات نخبتنا الحضرمية ونقف الى جانبهم ضد اي محاولة لإضعاف دورها الريادي في بسط يد الدولة والقانون". حسب زعمها.

شاهد .. انقلاب الانتقالي بمديريات حضرموت (بيانات)

واتفقت البيانات الصادرة حتى الان عن الهيئات التنفيذية لقيادة "الانتقالي الجنوبي" بباقي مديريات محافظة حضرموت (المكلا وعمد ورخيه والسوم) في مضامينها مع بياني قيادة "الانتقالي" في مديريتي سيئون وشبام، رفضا لدخول وانتشار قوات "درع الوطن" الرئاسية في المحافظة، ومطالبة باخراج قوات الجيش الوطني.

https://x.com/stcwHadramout/status/1797323174062797249

https://x.com/stcwHadramout/status/1797334608905671077

https://x.com/stcwHadramout/status/1797331567460622776

يأتي هذا، بعدما أعلن "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، رسميا، مطلع فبراير الماضي بدء المعركة في اقليم حضرموت لتحريره مما سماه "قوى الغزو والارهاب" وإنهاء ما وصفه "حالة الفوضى العارمة التي يشهدها وادي حضرموت والمهرة"، مطالبا بتسليم المحافظتين إلى مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية".

ورد هذا في خطاب القاه رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، لجموع من اتباع المجلس، حشدتهم قيادة "الانتقالي" في حضرموت الساحل (مدينة المكلا) تحت شعار "النخبة لكل حضرموت"، وللتعبير عن "رفض اي محاولة للمساس بالنخبة الحضرمية" في اشارة الى توجهات دمجها بقوات الجيش.

تفاصيل: الانتقالي يعلن بدء معركة حضرموت (فيديو)

جاء خطاب الزُبيدي، امتدادا لانقلاب، دشنه الثلاثاء (2 يناير)، على السعودية والشرعية، و"مجلس حضرموت الوطني"، معلنا التمرد على توجهات السعودية لانهاء الحرب في اليمن واحلال السلام عبر انجاز اتفاق "خارطة السلام في اليمن" المزمع توقيعه مع جماعة الحوثي ومجلس القيادة الرئاسي.

تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ انقلابا على السعودية والشرعية (فيديو)

وتبنت الامارات، علنيا ولأول مرة، دعم اخضاع "المجلس الانتقالي" التابع لها، محافظة حضرموت لسيطرته بالقوة، وشنت تحريضا مباشرا ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ومجلس حضرموت الوطني، بكيل اتهامات خطيرة لكليهما، ابرزها التآمر مع السعودية على "الانتقالي".

تفاصيل: الامارات تتبنى اخضاع الانتقالي حضرموت (وثيقة)

عزز هذا الموقف الاماراتي ظهور علم الامارات في تظاهرات "المجلس الانتقالي" التي دعا اليها اتباعه وحشد لها طوال ثلاثة ايام في ست من مديريات حضرموت، ردا على رفض حضرموت مساعيه لضمها الى سيطرته وهيمنة مليشياته، واعلانها تشكيل مجلسها الوطني، ممثلا سياسيا وحيدا لها، ومسؤولا عن ادارة شؤونها.

تفاصيل: رفع علم غريب بتظاهرات الانتقالي بحضرموت

لكن "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مُني بانتكاسة كبرى لم يتوقعها، وأظهرت تظاهرات اتباعه في ست من مديريات حضرموت، نتائج صادمة لجميع قياداته وقاصمة لثقله في الساحة، تمنى سياسيوه وناشطوه لو لم يستعجل المجلس وقوعها ولم توثقها كاميرات التصوير علنا، امام المجتمع المحلي والمجتمعين الاقليمي والدولي في آن معا.

تفاصيل: "الانتقالي" يمنى بانتكاسة كبرى تنهي مستقبله (وثائق)

ونفذ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، منتصف يوليو 2023م، تحشيدا واسعا، هو الاكبر، لاتباعه ومليشياته من عدن والضالع وابين ولحج وشبوة إلى محافظة حضرموت، على متن شاحنات وباصات نقل، مع تأمين سكن جماعي لهم في خيام وكونتيرات، وتخصيص مبالغ طائلة تجاوزت 200 مليون ريال لمصروفات تغذيتهم وقاتهم".

تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ اكبر تحشيد لهذه المغامرة الجديدة

جاء تصعيد "المجلس الانتقالي" بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

ويسعى "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

تبنت الامارات في 2017م عيدروس الزُبيدي وإنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

ويصر "المجلس الانتقالي" على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة والممولة من الامارات على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي.

تسبب استمرار تمرد "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي"  وتمويل تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.