العربي نيوز - الرياض:
استجابت المملكة العربية السعودية، لطلب تقدمت به جماعة الحوثي الانقلابية، على طريق تنفيذ تفاهمات "خارطة الطريق للسلام في اليمن" التي اعلن عن التوصل اليها المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ في ديسمبر الفائت.
أكد هذا، احد اعضاء لجنة استقبال السفير السعودي محمد آل جابر ووفد الوساطة العمانية، في اول زيارة نفذها الى العاصمة صنعاء في إبريل 2023م، وما شهدته من جولة مفاوضات مباشرة، هي الاولى بين السعودية وجماعة الحوثي.
وكشف الشيخ علي ناصر قرشه، عن إن المملكة العربية السعودية، وافقت على فتح مطار صنعاء الدولي امام رحلات من وإلى مدينة جدة السعودية، خلال شهر رمضان، لنقل الراغبين في اداء العمرة، من صنعاء ومحافظات سيطرة الحوثيين.
موضحا في تدوينة على منصة إكس: إنه "بالنسبه للعمره ان تم الكلام سوف يتم فتح المطار من صنعاء إلى جده ومن اعتمر فنحن نوصيه الدعاء والزياره لنا ولإخواننا في فلسطين ولقائدنا ورئيسنا وعلماءنا وشعبنا والمؤمنين في كل مكان".
شاهد .. السعودية تستجيب لهذا الطلب الحوثي
يُعد الشيخ علي ناصر قرشه، من المقربين إلى مكتب زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، وأحد المطلوبين للمملكة ضمن القائمة التي اعلنتها في 2016م بعدد 40 قياديا بجماعة الحوثي مطلوبين احياء او اموات مقابل مكافآت مالية بملايين الدولارات.
وظهر القيادي قرشه، يتوسط سفير المملكة العربية السعودية محمد آل جابر ورئيس وفد الوساطة العمانية، في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، خلال رمضان الفائت، ضمن المشاركين في جولة المفاوضات المباشرة الاولى بين السعودية وجماعة الحوثي.
شاهد .. القيادي علي ناصر قرشه مع السفير السعودي
ويأتي الاعلان عن فتح مطار صنعاء امام رحلات من وإلى جدة، عقب ايام على كشف عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي ووفدها المفاوض عبدالملك العجري عن تفاصيل جديدة بشأن التفاهمات والاتفاقات المبرمة بين الجماعة والمملكة العربية السعودية.
شاهد .. قيادي حوثي يكشف التوصل لاتفاق مع السعودية (فيديو)
كما كشفت جماعة الحوثي، عن "تفاهمات ايجابية" جديدة مع المملكة العربية السعودية، بشأن السلام بين الجانبين ودعم المملكة جهود التوصل إلى اتفاق "خارطة السلام الشامل في اليمن، بما في ذلك الهجمات البحرية للجماعة بزعم "منع مرور سفن اسرائيل".
تفاصيل: الحوثيون يعلنون تفاهمات جديدة مع السعودية
ومطلع الشهر الفائت (09 فبراير) صدمت السعودية، المبعوث الامريكي إلى اليمن، بموقف مغاير للموقف الامريكي من التطورات المتسارعة في اليمن وتصاعد الهجمات البحرية لجماعة الحوثي، وأكدت ارتباط الهجمات بعزة وعدم تأثرها على السلام في اليمن.
تفاصيل: السعودية تصدم المبعوث الامريكي لليمن
أكد هذا الموقف، اعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في (16 يناير)، اعلانا يبرر الهجمات البحرية لجماعة الحوثي الانقلابية ويؤيدها، وينفي ارتباطها بأجندة سياسية للجماعة او إيران، ويدعو لوقف تصعيد التحالف الامريكي البريطاني بالبحر الاحمر.
تفاصيل: السعودية تصدر اعلانا مؤيدا للحوثيين (بيان)
وسربت صحيفة "غارديان" البريطانية، مطلع ديسمبر 2023م، تفاصيل الاتفاق المزمع توقيعه بين السعودية وجماعة الحوثي، وقالت: إن محادثات السعودية مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية تأتي "لتقديم خريطة طريق منقحة من شأنها أن تؤدي إلى مغادرة القوات الأجنبية اليمن، في غضون ستة أشهر".
موضحة في تقرير مفصل لها: إنه "سيتم بموجب اتفاق خريطة الطريق الجديدة، تحويل مبالغ كبيرة من عائدات النفط اليمني، إلى الموظفين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي". مردفة: إن السعودية "ستقوم أيضًا بتمويل دفع الرواتب لعشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين لم يتقاضوا رواتبهم".
وعلقت في الوقت نفسه على الانتقادات السياسية لتوجه السعودية، بما فيها معارضة "المجلس الانتقالي الجنوبي"، بقولها في تقرير لها: إنه "يزعم منتقدو الاتفاق أنه يمكّن الحوثيين، لكن المملكة العربية السعودية، حريصة على الخروج من الحرب الأهلية في اليمن، تريد إنهاء مشاركتها في أسرع وقت ممكن".
مضيفة: "من شأن الصفقة أن تؤدي إلى توحيد البنكين المركزيين والعملة في البلاد، كما سيتم إنشاء منطقة حدودية عازلة". كاشفة عن "نقاشات إقامة دولة منفصلة للجنوب لاحقا" ومعارضة جماعة الحوثي اي تدخل سعودي او اماراتي في تقرير مصير اليمن وشكل دولته، وما إذا كانت موحدة أو فيدرالية.
شاهد .. بريطانيا تكشف تفاصيل اتفاق السعودية والحوثيين
وأصدرت السعودية، منتصف نوفمبر الجاري، اعلانا مبهجا لجميع اليمنيين بلا استثناء، يتضمن بنود اتفاق ما سمته "خارطة السلام في اليمن"، والمزمع توقيعه خلال ساعات من الان، بين مختلف الاطراف، ويتصدره الملف الانساني والاقتصادي وما يتعلق باستئناف صرف رواتب موظفي الدولة في عموم الجمهورية.
تفاصيل : إعلان سعودي مبهج بشأن الحرب والراتب (وثيقة)
من جانبهم ، ربط مراقبون للشأن اليمني هذا التقدم في المفاوضات الجارية بوساطة عُمانية بين السعودية مع جماعة الحوثي، وتصعيد الاخيرة العسكري وشنها هجمات على الكيان الاسرائيلي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة".
مشيرين إلى أن "المبعوث الامريكي إلى اليمن كان ألمح نهاية اكتوبر الفائت إلى تجدد الحرب في اليمن". وأعتبروا هذا التحول "تراجعا امريكيا عن خيار الحرب على جماعة الحوثي مقابل تراجع الاخيرة عن توسيع دائرة الصراع في المنطقة وايقاف هجماتها الجوية على اسرائيل العابرة لاراضي وأجواء السعودية والاردن ومصر".
وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، وأكد جيش الاحتلال الاسرائيلي، تنفيذ تسع هجمات حتى الان على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الخميس الفائت، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, ام الرشراش (ايلات)".
تفاصيل: الكيان يبدأ تحركا بمجلس الامن ضد اليمن
ترافق هذا مع ابلاغ المبعوث الامريكي الى اليمن، تيم ليندر كينغ، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بموقف الولايات المتحدة الامريكية من مسار السلام في اليمن والاتفاق المزمع توقيعه في العاصمة السعودية الرياض، بنتائج المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية.
تفاصيل: المبعوث الامريكي يبلغ الرئاسي هذا القرار
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة الثانية في الرياض نهاية سبتمبر الفائت، بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في صنعاء منتصف ابريل الماضي؛ لقاء وفد الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
كما سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نتائج اول لقاء للجماعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة.
تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)
من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال خمسة ايام، والاتفاق على بنود عدة بينها آلية توحيد إيرادات الدولة واستئناف دفع رواتب جميع الموظفين.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما المباشرة الثانية في الرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي ومغادرة قوات التحالف اليمن وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات سياسية لإقرار اتفاق سلام شامل ودائم.
جاء هذا، عقب تحريك الوساطة العُمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة المنتهية في اكتوبر الماضي، وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، وتكثيفها اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.