العربي نيوز - عواصم:
سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، الثلاثاء الفائت، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة دون اتفاق.
وذكرت صحيفة "الاخبار" اللبنانية، إن رئيس وفد جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، أكد إنه "لم يتبقَّ سوى القليل من التباينات التي تحتاج إلى التشاور مع القيادة، قُبيل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يحسم الملفّ الإنساني على نحو رئيسيّ، ويمهّد للحديث في الملفّات السياسية والعسكرية".
مشيرة إلى "انعكاس النتائج الايجابية لجولة المفاوضات في خطاب الجماعة". واعلان رئيس المجلس السياسي للأخيرة أن "صنعاء جاهزة لمعالجة أيّ مخاوف لدى الرياض بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء، ولن تكون صنعاء إلّا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وبلدان أمّتها".
ونقلت الصحيفة، المقرب من جماعة الحوثي، عن مصادر سياسية مطّلعة في صنعاء، قولها: إن "جولة الرياض تجاوزت التعقيدات التي حالت سابقاً دون تنفيذ بنود الملفّ الإنساني، ووضعت خارطة طريق وفق ترتيب زمني لتنفيذ هذه البنود، واصفةً ما جرى فيها بأنه «يؤسّس لسلام دائم وشامل".
منوهة إلى أن "المفاوضات تخلّلها الاتفاق على جولة مشاورات جديدة - لإعداد الصيغة النهائية لخارطة السلام - ربّما تكون في صنعاء أو في مسقط"، وأن جماعة الحوثي "تدفع نحو التسريع في عملية صرف المرتّبات، بتقديم تصوّرات خاصة بآليات الصرف والجهة المخوّلة والعملة التي سيتمّ بها".
وأفادت الصحيفة نقلا عن "المصادر السياسية المطلعة بصنعاء"، بأن ما تبقى من "التباينات يتصدّرها إصرار المملكة على فرض نفسها كوسيط إقليمي، ورفضها تحمّل فاتورة الحرب والحصار، واقتراحها بدلاً من ذلك تنظيم مؤتمر دوليّ لإعادة الإعمار، فضلاً عن تمسّكها بالصفة التمثيلية للمجلس الرئاسي".
موضحة أن "بين النقاط الخلافية عدم اعتراف صنعاء بالمجلس الرئاسي، ومطالبتها بإعادة الرئيس هادي للتوقيع على أيّ اتفاق سياسي مستقبلي، وسعي السعودية لاستبدال عبارة خروج القوات الأجنبية من اليمن بعبارة ‘إنهاء عمليات التحالف‘، ونقل مسؤولية إعادة إعمار اليمن إلى ‘مجلس التعاون الخليجي‘ ككلّ".
شاهد .. كشف نقاط الاتفاق والاختلاف السعودي الحوثي
بالتزامن، أصدرت وزارة الخارجية في سلطنة عمان، أول بيان رسمي، منذ بدء وساطتها بين التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن مخرجات ونتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بين الجانبين اختتمت اعمالها الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض.
تفاصيل: عُمان تصدر اول بيان بشأن نتائج المفاوضات
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة والعلنية بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، وهي الثانية بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد جماعة الحوثي مع الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
وصدر ليل الثلاثاء، أول اعلان رسمي عن جماعة الحوثي الانقلابية بشأن نتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والمجلس الرئاسي، والمختتمة اعمالها الثلاثاء بـ "توافقات على عدد من الملفات والقضايا" وعودة وفد الجماعة ووفد الوساطة العماني إلى العاصمة صنعاء.
تفاصيل: الحوثيون يعلنون رسميا نتائج مفاوضات الرياض
من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال خمسة ايام، والاتفاق على آلية دفع رواتب جميع موظفي الدولة بعموم البلاد.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة المفاوضات أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.
يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.