العربي نيوز - واشنطن:
اصدرت الولايات المتحدة الامريكية اعلانا صادما لجميع المراقبين الدوليين والاقليميين واليمنيين، وفاجعا لشركات الشحن البحري، يصرح بـ "عجز عمليات التحالف العسكري الامريكي البريطاني ‘حارس الرخاء‘ عن التصدي لجميع الهجمات البحرية" لجماعة الحوثي التي تشنها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة اليه، دعما لفلسطين ومقاومتها".
أكدت هذا، شركة "ميرسك" للشحن البحري، في بيان اصدرته الخميس (8 فبراير)، وقالت فيه على لسان رئيسها التنفيذي فينسنت كليرك: إن البحرية الأمريكية أبلغت الشركة أنها غير قادرة حاليا على ضمان سلامة ملاحة كل السفن في البحر الأحمر". وأضافت: إن "الوضع في الشرق الأوسط والبحر الأحمر آخذ في التصعيد باتجاه حالة من عدم اليقين".
مضيفة: إنه "لا يزال هناك قدر كبير من الضبابية يكتنف مدة الاضطراب في البحر الأحمر ومستواه، إذ يعكس النطاق الاسترشادي مدة تتراوح بين ربع سنة إلى عام كامل". في اشارة لاستمرار قرار الشركة وشركات شحن أخرى إعادة توجيه سفنها بعيدا عن البحر الأحمر، والدوران حول قارة افريقيا عبر طريق "الرجاء الصالح" الأطول مسافة ووقتا والأكثر كُلفة.
شاهد .. اعلان امريكي صادم لشركات الشحن البحري
كما أشارت شركة "ميرسك" إلى "تراجع اسهمها بنحو 13% خلال تعاملات الخميس" (8 فبراير) بالتزامن مع إعلانها في وقت سابق "تراجع أرباحها بنسبة 87% خلال الربع الأخير من 2023 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وتوقعاتها ارباحا أقل بكثير في 2024م من مستوى العام الماضي وسط فائض المعروض من سفن الحاويات". حسب تعبيرها.
شاهد .. كبرى شركات الشحن تعلن تراجع ارباحها
وتواصل جماعة الحوثي الانقلابية، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية تشنها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".
تفاصيل: شاهد .. اشتعال إيلات بصواريخ من اليمن (فيديو)
بالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ سلسلة غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.
تفاصيل: الحوثيون يستفزون امريكا وبريطانيا مجددا
واعلن المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الثلاثاء (6 فبراير) عن عرض الولايات المتحدة الامريكية المطروح على جماعة الحوثي الانقلابية، لوقف التصعيد المتبادل للهجمات العسكرية في البحرين العربي والاحمر، على خلفية العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في فلسطين المحتلة.
تفاصيل: المبعوث الامريكي يعلن عرضا للحوثيين
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، الاثنين (5 فبراير)، رسميا، عن موافقتها واستعدادها الكامل لوقف الهجمات البحرية التي تشنها منذ منتصف نوفمبر الماضي بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة اليه دعما لفلسطين ومقاومتها". واضعة شرطا واحد لايقاف هجماتها فورا.
تفاصيل: جماعة الحوثي توافق على وقف هجماتها
تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، خلال نوفمبر وديسمبر، بخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".
شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)
وأعلنت، الاثنين (18 ديسمبر) شركة "إيفرجرين لاين" التايوانية "تعليق رحلات سفن الحاويات التابعة لها عبر البحر الأحمر حتى اشعار اخر، وتحويلها لتمر حول رأس الرجاء الصالح". لتنضم شركة الشحن العالمية "OOCL" ومقرها هونغ كونغ، التي اعلنت الاحد (17 ديسمبر) "التوقف عن شحن البضائع من وإلى الكيان الإسرائيلي فورا وحتى إشعار آخر".
شاهد .. شركة عالمية توقف الشحن من وإلى الكيان
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "29500 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 63000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.