العربي نيوز - الرياض:
أفصح وزير في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وسياسيون يمنيون، عن معلومات مثيرة للريبة، بشأن تحضيرات جارية لتوقيع اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، نهاية نوفمبر الجاري.
وكشف رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام رئيس تحرير صحيفة اخباراليوم اليمنية، المقربة من الحكومة، سيف الحاضري عما سماه "سيناريوهات المؤامرة على الجمهورية اليمنية ومؤسساتها الشرعية وجيشها الوطني".
وقال في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (تويتر سابقا): إن "سيناريوهات المؤامرة على الجمهورية اليمنية ومؤسساتها الشرعية وجيشها الوطني، مازالت مستمرة بوتيرة عالية في الغرف المشبوهة وتحت الطاولات".
مضيفا: "تدفع أمريكا والسعودية نحو توقيع مايسمى المبادئ السياسية للحل السياسي الشامل مع مليشيات الحوثي نهاية الشهر الجاري.. كعادتها الشقيقة وبدعم أمريكي.. تمنح مليشيات الحوثي تنازلات جديدة ومكاسب سياسية إضافية".
وذكر السياسي والاعلامي البارز سيف الحاضري من هذه التنازلات: "منح مليشيات الحوثي مسؤولية صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها خلافاً لما كان متفقاً عليه.. تشكيل حكومة جديدة مهتها الرئيسية محاورة الحوثي".
مضيفا: "بمعنى أن خيار مسار الحرب لن يكون في جدول مهامها .. وهذه أحد مطالب مليشيات الحوثي. إبقاء الوضع كما هو عليه وتأجيل مطالب المجلس الانتقالي إلى مابعد الحل السياسي الشامل". حسب تأكيده نقلا عن مصادره.
وتابع: "والعجيب أنه في الوقت الذي كان يعلن الناطق العسكري لمليشيات الحوثي ضرب أهداف إسرائيلية وإسقاط طائرة مسيرة أمريكية, كان الناطق باسم مليشيات الحوثي يجري محادثات مع المبعوث الأمريكي والأممي من مقر إقامته في مسقط".
شاهد .. سياسي بارز يسرب اتفاق يوقع نهاية نوفمبر
عزز هذه التسريبات، تصريح رسمي، لوزير الدولة امين العاصمة صنعاء، اللواء عبدالغني جميل، كان نشره الجمعة على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر) سابقا، قال فيه: "حلول سياسيه قريبه وقريبه جداً".
مضيفا: "لكن السؤال الاهم هل ستكون مرضيه للجميع ؟؟؟". وهل ماخرجنا من أجله سيتحقق ولو جزء بسيط منه ؟؟؟". وأردف الوزير في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بقوله: "مابدى بدينا عليه".
شاهد .. وزير بالحكومة يكشف عن تسوية سياسية
واعلن دبلوماسيون في كل من الرياض ومسقط عن انجاز اتفاق اقتصادي بين التحالف بقيادة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي، يشمل التوافق على آلية استئناف وانتظام صرف رواتب جميع موظفي الدولة، بعموم الجمهورية، وملفات اقتصادية اخرى رئيسة، كخطوة اولى تسبق اتفاقا سياسيا على انهاء الحرب.
تفاصيل: اعلان اتفاق استئناف صرف الرواتب
من جانبهم ، ربط مراقبون للشأن اليمني بين هذا التقدم في المفاوضات الجارية بوساطة عُمانية بين التحالف بقيادة السعودية مع جماعة الحوثي، وتصعيد الاخيرة العسكري وشنها هجمات على الكيان الاسرائيلي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم".
مشيرين إلى أن "المبعوث الامريكي إلى اليمن كان ألمح الاسبوع الفائت بتجدد الحرب في اليمن". ما اعتبروه "تراجعا امريكيا عن خيار الحرب على جماعة الحوثي مقابل تراجع الاخيرة عن توسيع دائرة الصراع في المنطقة وايقاف هجماتها الجوية على اسرائيل العابرة لاراضي وأجواء المملكة العربية السعودية والاردن ومصر".
وأحرجت جماعة الحوثي المملكة العربية السعودية، بنشرها نص اتفاق عاجل طالبت بتوقيعه مع المملكة، في رسالة وجهتها رسميا وعلنيا إلى ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان، تضمنت مخاطبته بصفة "ولي العهد العربي"، وعرضت اضطلاعها بدور المملكة تجاه فلسطين مقابل شرطين اثنين.
تفاصيل: جماعة الحوثي تحرج السعودية بنشر الاتفاق (وثيقة)
سبق هذا باسبوعين، إصدار رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، عشية ذكرى انقلابهما على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني (21 سبتمبر) 2014م؛ اعلانا مريبا تحدث فيه عن الاتفاق مع السعودية، بجولة مفاوضات الرياض.
تفاصيل: المشاط يعلن رسميا هذا الاتفاق مع السعودية
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة والعلنية بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، وهي الثانية بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد جماعة الحوثي مع الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
وسربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، الثلاثاء الفائت، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة دون اتفاق.
تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)
من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال الخمسة الايام الماضية، والاتفاق على بنود عدة بينها آلية دفع رواتب جميع الموظفين.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما في الرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي ومغادرة قوات التحالف اليمن وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات سياسية لإقرار اتفاق سلام شامل.
يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.