العربي نيوز - نيويورك:
صدر اول تقييم عسكري امريكي لحقيقة خطر جماعة الحوثي وتهديداتها المصالح والقوات الامريكية في المنطقة وكيان الاحتلال الاسرائيلي، على خلفية تصاعد هجماتها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على الكيان، بزعم "دعم الشعب الفلسطيني واسناد المقاومة الفلسطينية بمواجهة العدوان الاسرائيلي".
وأكد التقرير الذي اعده الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية، بول إيدون، ونشره موقع " business in sider " أن صواريخ جماعة الحوثي في اليمن رغم محدوديتها، لا تزال قادرة على تهديد الولايات المتحدة والسفن الحربية الامريكية وحلفائها في المنطقة. بما فيها كيان الاحتلال الاسرائيلي.
وقال التقرير، وهو الاول من نوعه: إن هجمات الحوثيين نحو إسرائيل دليل غير مسبوق على ترسانة الجماعة الهائلة، التي نمت من حيث الحجم والتعقيد ويمكن أن تشكل تهديدًا قويًا للسفن الحربية الأمريكية العاملة في الممرات المائية ذات القيمة الاستراتيجية حول شبه الجزيرة العربية.
مشيرا إلى أنه -حتى تاريخ اعداد التقرير- شنت جماعة الحوثي المتمركزة في اليمن، والمعروفة باسم المتمردين الحوثيين، ثلاث هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، مما زاد من القتال الجوي في المنطقة وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.
التقرير العسكري، قال: "تم الإبلاغ عن الهجوم الحوثي الأولي في 19 أكتوبر، عندما أسقطت مدمرة الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية الأمريكية يو إس إس كارني أربعة صواريخ كروز و15 طائرة بدون طيار أثناء تحليقها شمالًا فوق البحر الأحمر، على الأرجح باتجاه إسرائيل".
مضيفا: "وحسب ما ورد اعترضت المملكة العربية السعودية، التي خاضت حتى وقت قريب حرباً استمرت سنوات ضد الحوثيين، صاروخاً خامساً أُطلق من اليمن في ذلك اليوم". لافتا إلى أن "وزارة الدفاع الأميركية أكدت لاحقاً أن مدى صواريخ الحوثيين لا يقل عن 2000 كيلومتر، أي نحو 1240 ميلاً".
وذكر التقرير أنه في 27 أكتوبر/تشرين الأول، تسببت طائرات بدون طيار في انفجارات في مدينتي طابا ونويبع المصريتين بالقرب من الحدود الإسرائيلية، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص. وقالت إسرائيل إن الطائرات بدون طيار انطلقت من اليمن وأن أراضيها كانت هدفها المقصود.
مضيفا: في حادث ثالث، وقع في 31 أكتوبر/تشرين الأول، اعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور "آرو" صاروخاً باليستياً حوثياً، وأسقطت مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-35" صاروخاً كروز.
وتابع: "لقد جذبت طبيعة هجمات الحوثيين ومداها الاهتمام الدولي، لا سيما حادثة 31 أكتوبر/تشرين الأول، والتي يقال إنها الهجوم الأطول مدى بصاروخ باليستي، وأول اعتراض ناجح لنظام أرو لصاروخ باليستي، والحالة الأولى لهجوم بصاروخ باليستي. القتال في الفضاء".
مردفا: "الحوثيون قالوا إنهم أطلقوا صواريخ وطائرات بدون طيار ردا على التوغل البري الإسرائيلي في غزة، وتعهد متحدث باسم الحوثيين بأن الجماعة "ستواصل تنفيذ ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار أكثر دقة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".
طبقا للتقرير "كانت العديد من الأسلحة المعروضة مشابهة بشكل واضح للتصميمات الإيرانية، مثل الصاروخ الباليستي الذي يطلق عليه الحوثيون عقيل، والذي تم عرضه لأول مرة ومن المرجح أنه مشتق من صاروخ قيام الإيراني، وكذلك صاروخ طوفان، الذي يبدو أنه يعتمد على صاروخ قدر الإيراني الباليستي متوسط المدى".
وأفاد بأنه منذ فترة طويلة يشتبه أن إيران تزود الحوثيين بمكونات تلك الصواريخ، التي تقوم الجماعة بتجميعها محليا. وفي أعقاب حادثة 19 تشرين الأول/أكتوبر، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين إن طهران "تعمل على زيادة تعقيد وفتاك المعدات التي كانت توفرها للحوثيين منذ سنوات".
كما نقل عن ماثيو باي، أحد كبار المحللين في شركة RANE لاستخبارات المخاطر، قوله لموقع Insider، إن توفير إيران للأسلحة المتطورة كان "حاسماً" للحوثيين، "خاصة عندما يتعلق الأمر بأجزاء أكثر تقدماً مثل أنظمة التوجيه".
مضيفا: إنه في حين أن الحوثيين "أظهروا القدرة" على شن هجمات على مسافات تزيد عن 1200 ميل، فإن الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التابعة للجماعة "من السهل إلى حد ما اعتراضها" نظرا "لطبيعتها البدائية".
وتابع: "أن الصواريخ الباليستية الحوثية "أثبتت منذ فترة طويلة" عدم دقتها، ومن المرجح أن الجماعة لا تمتلك مخزونًا كبيرًا جدًا من الصواريخ المتقدمة طويلة المدى والطائرات بدون طيار".
موضحا: "وتعني مشكلات الموثوقية والإمداد هذه أن الهجمات الجوية الحوثية من تلقاء نفسها من غير المرجح أن تخترق أو تطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتقدمة والمتعددة الطبقات".
لكن المحلل العسكري في شركة RANE لاستخبارات المخاطر، ماثيو باي، اردف: "من المرجح أن يؤدي أي هجوم للحوثيين إلى تدمير بعض الصواريخ والطائرات بدون طيار من قبل الجيشين السعودي والأمريكي، كما أظهر هجوم 19 أكتوبر".
يشير موقع Insider إلى أنه خلال حرب الحوثيين الطويلة مع السعودية، أطلق الحوثيون أكثر من 1000 صاروخ وطائرة بدون طيار على المملكة بين عامي 2015 و2021. وادعت الرياض أنها اعترضت غالبية تلك الصواريخ، على الرغم من أن الهجمات أسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 120 شخصًا.
وقال باي: إن معظم هجمات الحوثيين بعيدة المدى ضد جارتهم الشمالية فشلت في ضرب أهدافها، وهو مؤشر على "الدقة المحدودة" لهذه الأسلحة، وأردف: أن الحوثيين يمتلكون "بعض القدرات المضادة للسفن" لكنهم استخدموا في المقام الأول " طائرات بحرية مسيرة ومتفجرات وليس صواريخ" ضد السفن قبالة السواحل اليمنية.
مضيفا: "لم يكن اعتراض كارني هو أول مواجهة للبحرية الأمريكية مع صواريخ الحوثيين. في أكتوبر/تشرين الأول 2016، ضرب الجيش الأمريكي ثلاثة مواقع رادار يسيطر عليها الحوثيون في اليمن بصواريخ كروز توماهوك ردا على هجومين صاروخيين استهدفا المدمرة يو إس إس ميسون، وهي مدمرة أخرى للصواريخ الموجهة، في مضيق باب المندب".
واستدرك المحلل السياسي والعسكري في شركة RANE لاستخبارات المخاطر، ماثيو باي، قائلا: "ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت قدرات الحوثيين المحسنة تسمح للجماعة بتشكيل تهديد أكبر للسفن الحربية الأمريكية". دون ان يجزم بأن صواريخ وطائرات الحوثيين لا تشكل خطرا حقيقا، على السفن الحربية الامريكية.
من جانبه، أشار بريان كلارك، وهو زميل بارز في معهد هدسون وخبير في العمليات البحرية، إلى أن الحوثيين أثبتوا "فعاليتهم للغاية" في استخدام "الهجمات المنظمة" التي تجمع بين "أعداد صغيرة من الصواريخ أو الصواريخ وأعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار". كاشفا عن اساليب هجومية تغلبت على منظومات الدفاع الجوي.
ونقل Insider عن كلارك قوله "تميل الطائرات بدون طيار إلى قيادة ومتابعة إطلاق الصواريخ، مما يسمح للطائرات بدون طيار في البداية بإرباك الدفاعات الجوية أو التغلب عليها، ومن ثم يمكن للمجموعة الأخيرة من الطائرات بدون طيار الاستفادة من الهدف على الأرجح بعد استنفاد دفاعاتها وإسقاط الصواريخ". وأضاف: "لقد نجح هذا النهج ضد مصافي النفط السعودية والقواعد الأمامية الأمريكية".
مضيفا: "في حين أن فعالية صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار محدودة، إلا أنها رخيصة نسبياً أيضاً، خاصة بالمقارنة مع الصواريخ الاعتراضية التي يطلقها نظام الدفاع الجوي باتريوت الأمريكي الصنع، والتي يمكن أن تكلف كل منها عدة ملايين من الدولارات.
ولفت إلى أنه خلال حربهم، أطلق السعوديون عددًا كبيرًا من صواريخ باتريوت الاعتراضية ضد مقذوفات الحوثيين، لدرجة أنهم كانوا يخشون استنفاد إمداداتهم. وقال كلارك إن الحوثيين قد يستخدمون تكتيكات غير متكافئة مماثلة ضد البحرية الأمريكية.
مختتما: "على الرغم من أن السفينة يو إس إس كارني أسقطت طائرة بدون طيار وهجومًا صاروخيًا الشهر الماضي، إلا أنها فعلت ذلك إلى حد كبير بصواريخ SM-2 بقيمة 300 ألف دولار". "إن هجومًا جويًا مستمرًا للحوثيين بطائرات بدون طيار تبلغ تكلفتها 10 ألف دولار أو أقل وصواريخ أقدم مضادة للسفن قدمتها إيران يمكن أن يؤدي في النهاية إلى استنفاد مخزون السفينة من صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية أو إرباكها".
شاهد .. اول تقييم عسكري امريكي لخطر الحوثيين
ومساء الخميس، استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية، ولأول مرة، تحقيق اصابات مباشرة لمواقع في الكيان الاسرائيلي، بهجوم جديد، هو السادس على التوالي، نفذته بصواريخها الباليستية وطائراتها المسيرة، ذات التقنية الايرانية، حسبما اعلنت الجماعة على لسان ناطقها العسكري، وأكدته سلطات كيان الاحتلال الاسرائيلي.
تفاصيل: أول صاروخ حوثي يسقط في الكيان (فيديو)
واستمر دوي صفارات الانذار في مدينة في إيلات "أم الرشراش" الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي، جنوبي فلسطين، طوال نحو اربع ساعات على اثر انفجارات متتالية خلفتها هجمات واسعة بطائرات مسيرة وصواريخ على مواقع وصفت بالحساسة في المدينة، ذات الاهمية الاستراتيجية لكيان الاحتلال الاسرائيلي.
شاهد .. توثيق مشاهد اول انفجارات ايلات (فيديوهات)
يأتي هذا بعد اقل من 24 ساعة على تأكيد الولايات المتحدة الامريكية، اعلان جماعة الحوثي الانقلابية، مساء الاربعاء، اسقاط طائرة تابعة للجيش الامريكي في اجواء مياه اليمن الاقليمية، على خلفية مشاركة الجماعة في حرب غزة، بهجمات على الكيان الاسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
تفاصيل: امريكا تؤكد اسقاط طائرة لها في اليمن (فيديو)
وضاعفت الولايات المتحدة انتشار قواتها بالمنطقة، انفاذا لتوجيها الرئيس الامريكي جو بايدن واعلان متحدث القيادة المركزية الأميركية: إن "قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك" بعد عملية طوفان الأقصى".
شاهد .. استنفار امريكي عسكري بالمنطقة
وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا في وقت سابق، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة" في اسناد المقاومة الفلسطينية.
تفاصيل: جماعة الحوثي تعلن اسناد غزة عسكريا (فيديو)
وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، عن تنفيذها خمس هجمات على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الاثنين، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, وكان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات".
أكد هذا الكيان الاسرائيلي، وطرح رسميا، الثلاثاء، ولأول مرة، استهداف جماعة الحوثي الانقلابية له على طاولة مجلس الامن الدولي، بدعم مباشر من اميركا وبريطانيا وفرنسا، بالتزامن مع اطلاق تهديداته بضربات جوية عسكرية انتقامية على اليمن، ردا على الهجمات الحوثية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
تفاصيل: مجلس الامن ينظر باستهداف الحوثي للكيان !
وفي 27 اكتوبر الفائت، أعلن متحدث الجيش المصري عن "طائرتين مسيرتين كانتا متجهتان من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال، وتم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري في منطقة خليج العقبة، ما أسفر عن سقوط بعض حطامها في مدينة نويبع، وسقوط الأخرى في طابا المحاذية للحدود الاسرائيلية".
جاء الهجوم عقب اسبوع على اعلان الجيش الامريكي خوضه أول معركة مباشرة مع اليمن، هي "الاولى دفاعا عن اسرائيل منذ بدء الحرب الاخيرة في غزة"، كاشفا عن تفاصيل المعركة وموقع اندلاعها، والاسلحة المستخدمة فيها، ونتائجها، اثناء تصديه لهجوم حوثي استهدف الكيان الاسرائيلي شمال البحر الاحمر.
تفاصيل: امريكا تكشف اول معركة لها مع الحوثيين
إلى ذلك يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الرابع والثلاثين شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وتتواصل سياسيا التنديدات العربية للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية والاسلامية، المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت مساء الجمعة "11078 قتيل فلسطيني (بينهم 5412 طفلا و3027 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 27000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.